
النصر أقرب مما يتصورون… “إسرائيل” ساقطة
كتب محمد حسن العرادي
اليوم يكمل الشعب الفلسطيني المناضل 75 عاماً من الصمود والاستبسال والتمسك بأرضه وقراره إستعادة فلسطين وطناً حُراً سيداً ومستقلاً، وكنس الإحتلال الصهيوني عن أرضه ماءه وسماءه، ومهما حاول الاعلام المأجور الدفع بنا الى زوايا اليأس والقنوط وتذكيرنا بتاريخ 15 مايو 1948، باعتباره ذكرى النكبة التي حلت بأشقائنا في فلسطين، فإننا سنتذكر هذا التاربخ باعتباره ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية في معركة التحرير المظفرة.
قبل 75 عاماً كان الشعب الفلسطيني مُجرداً من كل حقوقه، تكالبت عليه المصائب من كل مكان وتآمرت عليه الدول الاستعمارية، تريد أن تشطبه من خارطة الأوطان، وتلغيه من سجلات الهوية والانتماء، وتلقي به في غياهب النسيان، كسائر الشعوب والأمم التي إندثرت تحت واقع الاحتلال وحراب الاستعمار، فما الذي حصل؟
لقد فشلت المؤامرة بكل ما يعنيه الفشل من معاني، وإنطلق أبناء الشعب الفلسطيني البطل يُسطرون البطولات ويُطلقون الثورات والانتفاضات، ويشعلون جذوة النضال والتحرير، يتناوبون على قيادة الصمود والتحدي والمقاومة جيلاً إثر جيل، وهكذا سقطت أكذوبة مؤسس “الدولة” الصهيونية وأول رئيس وزراء فيها الإرهابي الصهيوني ديفيد بن غوريون الذي قال: “الكبار سيموتون والصغار سينسون” فالكبار حفظوا مفاتيح بيوتهم وسلموها للأحفاد، لا تزال معاناتهم ماثلة للعيان، وذكرياتهم موثقة في كل مكان، أما الذين ولدوا في المهاجر، فانهم لم ينصهروا في عوالم الغربة، بل حملوا ذاكرة أجدادهم وذكريات آباءهم معهم الى كل الدنيا، وأصروا على حق العودة مهما طال الإبعاد والإقصاء.
الفلسطينيون يقومون بواجباتهم النضالية على أكمل وجه، يصمدون، يقاومون، يواجهون الموت والدمار وينتصرون، لا يجد اليأس الى قلوبهم طريقا معبدا، ولاينتظرون العون من شقيق أو صديق متردد او خائف، لأنهم يؤمنون بأنهم أصحاب قضية محقة، الفلسطينيون يتقنون فن الحياة والصمود والمقاومة والانتصار، فهل يقوم الأشقاء والاصدقاء بدورهم ويؤدون واجباتهم أيضاً.
في الذكرى 75 للنكبة صمدت غزة منفردة في وجه الارهاب والهدم والتفجير والغطرسة الصهيونية، إنه الاصرار والصمود والتمسك الفلسطيني بحق الحياة والعودة، رغم الحصار منذ 17 عاماً، فماذا ننتظر، الوقف الكامل لكافة أشكال التطبيع مع هذا العدو الغاشم والإعتراف بالحقوق الفلسطينية، وأولى الخطوات رفع التمثيل الدبلوماسي والسياسي مع دولة فلسطين إلى علاقات كاملة، حتى تتحرر الأرض المحتلة ويعود الحق إلى أهله، فمهما طال الزمن إسرائيل ساقطة.