صيدا تغنّي للفرح… مهرجان يُشبه المدينة وأهلها

بقلم: خليل ابراهيم المتبولي

تعيش مدينة صيدا في كلّ صيف لحظات استثنائية من الفرح والألفة، من خلال مهرجانها السنوي “ saida Summer Festival ”، الذي يُقام على ملعب صيدا البلدي خلال فترة الأعياد. وقد بات هذا الحدث من أبرز المحطات الثقافية والفنية التي ينتظرها أهل المدينة وزوّارها من مختلف المناطق اللبنانية.

إنّ ما يميّز هذا المهرجان ويمنحه طابعًا خاصًا، هو الجهود الفردية الصادقة التي يبذلها الفنان الصيداوي مازن المعضم، وزوجته السيّدة رانيا البابا، والسيدة ثريا البابا. فالمهرجان لا يُعدّ مجرّد تظاهرة فنية، بل هو مناسبة تعبّر عن الانتماء العميق لصيدا، وعن سعيٍ حقيقيّ لإبراز وجهها الحضاري والثقافي.

الفنان مازن المعضم، وانطلاقًا من محبته الكبيرة لمدينته، يعمل بتفانٍ وإصرار على تنظيم هذا المهرجان سنويًا، إيمانًا منه بأهمية إدخال الفرح إلى قلوب الناس، وخلق مساحة جامعة تلتقي فيها العائلات على اختلاف أعمارها وانتماءاتها، في أجواء مفعمة بالألفة والمحبة.

ولا يمكن إغفال الجهد الهائل الذي يبذله في كل تفصيل من تفاصيل التنظيم، بدءًا من اختيار الفقرات الفنية ودعوة الفنانين، وصولًا إلى الحرص على جعل المهرجان مساحة متكاملة للترفيه والثقافة والتواصل الإنساني.

ويستضيف المهرجان، في كلّ عام، نخبة من الفنانين اللبنانيين المعروفين، الذين يملؤون ليالي صيدا بالحياة والموسيقى، مقدمين عروضًا محبّبة تلامس وجدان الجمهور وتُضفي أجواء من البهجة والانسجام. كما يُخصّص المهرجان مساحات مميّزة لألعاب الأطفال والتسلية، ما يجعله حدثًا عائليًا بامتياز، يشعر فيه الكبير والصغير بالسعادة والانتماء.

ولا تقتصر فقراته على الغناء والترفيه، بل يشكّل أيضًا منصّة فاعلة لدعم المشاريع المحلية، من خلال أكشاك الطعام والحرف اليدوية التي تُديرها جمعيات وناشطون من صيدا. وهو مشهد يعكس حيوية المجتمع الصيداوي وتكافله، ويُساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز روح المبادرة.

ويتميّز المهرجان كذلك بالدعم الذي يتلقّاه من وزارة السياحة اللبنانية وبلدية صيدا، إذ يتعاون الجميع بروح واحدة لإنجاح هذا الحدث السنوي، وتوفير البيئة اللوجستية والتنظيمية التي تضمن استمراريته وتألقه عامًا بعد عام.

هذا التلاقي بين الجهود الفردية والرسمية يُشكّل نموذجًا يُحتذى في العمل الجماعي من أجل المصلحة العامة، ويعكس صورة جميلة عن قدرة صيدا على إطلاق مبادرات حيّة، تنبع من نبض الناس وتصبّ في خدمة المجتمع.

إنّ مهرجان صيدا الصيفي ليس مجرّد مساحة للترفيه، بل هو محرّك اجتماعي وثقافي واقتصادي، يعزّز روابط الناس بمدينتهم، ويمنح الجميع شعورًا بالتجدد والانتماء، مؤكّدًا أنّ صيدا قادرة على أن تكون عنوانًا للفرح والتقدّم، كلّما اجتمعت النيّات الطيبة والعزائم الصادقة.

ولا يسعنا، في هذا السياق، إلّا أن نوجّه أسمى عبارات الشكر والامتنان للفنان مازن المعضم، الذي يقدّم من قلبه ووقته وجهده، عامًا بعد عام، دون انتظار مقابل، ويزرع الفرح في القلوب بمحبةٍ لا تعرف التعب. كما نتوجّه بالشكر إلى وزارة السياحة وبلدية صيدا على تبنّيهما هذا الحدث ورعايتهما له، لتبقى صيدا مدينة نابضة بالحياة، تليق بها الاحتفالات، وتستحقّ كلّ فرح.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى