معضلة التجنيس في البحرين… إلى أين – 3

بقلم محمد حسن العرادي – البحرين

سنوات طويلة وكثير من المواطنين يعانون ويئنون بسبب موجات التجنيس التي إتسعت وتنوعت وتعددت حتى شملت العديد من الحالات غير المألوفة والمتسقة مع مستويات التجنيس التي تتم في مختلف دول العالم، حتى بات التجنيس يؤرق بال المواطنين الأصليين ويفتح أمامهم الكثير من الأسئلة حول المستقبل، ويدفع بعضهم للبحث عن أقرب فرصة للهجرة، وفي أبسط الأحوال السعي للحصول على فرصة عمل مناسبة خارج الوطن، وهكذا هاجرت العديد من الكفاءات البحرينية إلى دول مجلس التعاون بحثاً عن الرزق والاستقرار، لكن التجنيس لاحقهم إلى هذه الدول عندما ضاقت بحملة الجواز البحريني من مختلف القوميات الآسيوية والعربية الذين زاحموا مواطني هذه الدول وأزعجوهم، حتى أضطرت دول الخليج الى وضع تعقيدات أمام توظيف البحرينيين (أي من كانوا) بسبب بعض ممارسات المجنسين المستفزة.

وعندما شد البحرينيون الرحال إلى دول أوروبا وأميركا وكندا، وجدوا أن المجنسين من حملة الجواز البحريني قد سبقوهم إلى تلك الدول، متباهين ومفتخرين بحصولهم على الجنسية البحرينية، مقدمين نموذجاً ملتبساً للشخصية البحرينية وهكذا ضاع صيت وسمعة البحرينيين التي إشتهروا بها بين الشعوب والأمم، والتي تتصف بالطيبة والأريحية في التعامل والثقافة العامة التي تحترم ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها، وهكذا أصبح المجنسون ينافسون أبناء البحرين في الداخل والخارج ويجعلون حياتهم أكثر معاناة وقسوة، وبسببهم وجد البحرينيون أنفسهم في ضائقة معيشية وحياة بائسة، لا يعرفون أين يولون رؤسهم وأين يحطون رحالهم.

لقد أثر ذلك على نفسيات المواطنين البحرينيون الذين تحول حالهم من شعب محبوب إلى شعب مغضوب عليه، وبات الأمر بحاجة ماسة إلى معالجة سريعة وجادة من قبل الجهات الرسمية في البلاد، وهكذا فإن البحرينيين بجميع مكوناتهم الأصلية وجدوا في تصريحات وزير الداخلية الداعية إلى تشكيل لجنة تحقيق في ملفات المجنسين الذين تبين بأن عدداً كبيراً منهم قد حصلوا على الجنسية بالتزوير أو إخفاء معلومات أو تقديم معلومات منقوصة ومغلوطة، الأمر الذي سيقود إلى سحب العديد من الجنسيات التي حصل عليها أصحابها خارج القانون.

ويمكن القول إن ضرورة معالجة ملف التجنيس قد حظيت بإجماع غير مسبوق، ومتابعة لصيقة دفعت العديد من المواطنين للتعبير عن فرحهم وإهتمامهم بالقرارات التي إتخذتها الحكومة لفتح هذا الملف والعمل على معالجته، وعلى ضوء ذلك انفتحت حوارات ومنتديات تناقش حجم المشكلة التي يصورها البعض بالكارثة التي خرجت عن السيطرة، فيما يعتقد البعض أن بالإمكان معالجتها وإدخال الفرحة والسكينة على قلوب المواطنين الذين ينتظرون إنعكاس ذلك ايجاباً على مستوى نوعية ومستوى الخدمات التي يحصل عليها المواطنون وأهمها حق العمل وحق الحصول على الصحة والسكن والتعليم، فهل ينتهى هذا الكابوس قريباً، وللحديث صلة

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

هناء حاج

صحافية لبنانية منذ العام 1985 ولغاية اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى