الجنوب والجولان جبهة واحدة… النار من الناقورة إلى الحمة؟

ميخائيل عوض

إسرائيل تستبيح سورية وتغتال في المزة وتضرب حيثما شاءت، وتوسع دائرة الاشتباك مع لبنان وتغتال وتضرب في بيروت والضاحية.

الجغرافية واحدة والشعب واحد والعدو واحد والمصير واحد والهدف واحد والمحور واحد، وتقوده غرفة عمليات واحدة.

لماذا يتمسمر المقاومون على حدود مقص سايكس بيكو وهم في إدارة الحروب موحدين؟

في الوقع وأحداثه منذ الربيع العربي كسرت إسرائيل والأطلسي والنظم العربية سيادات وحدود سايكس- بيكو، فاجتاحت السعودية البحرين، وشارك عسكريون وطيارون سعوديون وقطريون واماراتيون في غزو ليبيا وغزوا اليمن، وارسلوا الإرهابيين إلى سورية وأقاموا غرف عمليات بضباط اردنيين واماراتيين وقطريين وسعوديين لتدمير سورية والعراق ولبنان.

كسروا الدساتير والقواعد والحدود، لخدمة إسرائيل وأميركا ومخططاتها واسرائيل وامريكا لا يأبهون للحدود والسيادات والوطنيات الكاذبة والقاصرة.

الحرب الجارية كما يخوضها الإسرائيلي حرب وجود وتهجير للفلسطينيين لإقامة إسرائيل اليهودية من النيل الى الفرات  بنسف الحدود وجغرافية ونظم ودساتير كيانات سايكس بيكو.

المقاومة اللبنانية والفصائل العراقية والخبراء الإيرانيين لبوا دعوة الحكومة السورية الشرعية، وقاتلوا في سورية وتوحد الدم.

إسرائيل تخوض حروبها بالتجزئة وخطوة خطوة وخاروف بعد خاروف. فتبذل الجهود ويشتغل الوسطاء والموفدين للاستفراد بغزة ثم الضفة، فالجنوب وبعدها سورية والعراق وهكذا…

والتسريبات كثيفة عن عملية إسرائيلية في سورية خطتها تدمير قدرات الجيش والدولة واجتياح حتى بوابات دمشق واطلاق يد الارهابيين من كل الجهات!! تعويضاً عن هزيمتها في غزة وعجزها في لبنان وعجز أميركا في البحر الأحمر وحرب البحار والمضائق.

المحور فتح الجبهات ووحدها، وينسق نيرانها ومستويات مشاركتها في حرب إسناد ونصرة غزة، التي تتحول تبعاً لحرب تحرير فلسطين.

رداً على الاغتيالات في بيروت ودمشق ولتغير مسارح الحرب وملاعبها ولإجهاض أي تفكير بعدوان على لبنان أو على سورية، من المفيد أن يبدأ الرد على الاغتيالات بتوحيد الجبهة من الناقورة إلى الحمى وتكليف قيادة وتشكيلات متخصصة وموحدة لإدارة الحرب فيها. فيكون الرد أوسع وأهم. وتصير المعادلة تغتالون قادة ندمر مقرات قيادة. تتطاولون على بيروت والشام نفتح الحدود وتتصل الجبهة بإدارة وغرفة عمليات واحدة تنسق الضربات والاستنزاف.

ليس المطلوب بياناً في الإعلام بل تطوير الأداء ووسائط وتكتيكات الاشتباك.

ضربت صواريخ المقاومة قاعدة قيادة الجبهة الشمالية في صفد وتضرب مسيرات عراقية مواقع عسكرية في الجولان، فالجبهة مسرح عمليات واحدة.

رداً على اغتيال قادة قوة القدس في المزة لتكن ضربة صاروخية والمسيرات والأسلحة المناسبة، بتنسيق نيران من الناقورة إلى الحمة ومن العراق. وكما دمر خط الدفاع والتحصينات على طول الحدود اللبنانية فليدمر على طول جبهة الجولان، وكما ضربت الصواريخ قاعدة ميرون ليدمر مرصد جبل الشيخ وتل الفرس ولتضرب المواقع والتجمعات في الجولان والمستوطنات لتهجيرها مع من جاء إليها لاجئاً من الشمال أو الجنوب لتضيف إنهاك واستنزاف وتجبر إسرائيل على تعبئة احتياط أو سحب وحدات من غزة لتأمين الجولان.

أو استعجال هزيمة إسرائيل بوفق الحرب على غزة..

لن تخسر سورية شيئاً فقد دفعت الأثمان مسبقا خلال ال13 سنة التي عرضت فيها لحرب عالمية عظمى ودمرت بنيتها التحتية واقتصادها، وشتت جيشها وهجر نصف سكانها وحوصرت حتى بلغت الناس حد الجوع والحاجة.

وكان الرئيس الأسد قد أعلن مراراً عن فتح جبهة الجولان للعمل المقاوم وتشكلت جبهة شعبية لتحرير الجولان. والآن زمنها ووجوب تفعيلها.

ولسان حال السورين؛ أكثر مما أصابنا لن يصيبنا فلتكن خاتمة الأحزان. واذا ما كبرت ما بتصغر..

المقاومة والفصائل الفلسطينية والعراقية والمتطوعين يديرون الحرب على الجبهة، بينما يتكفل الجيش العربي السوري بإدارة الحرب مع الارهابيين وقوات الاحتلال في الجبهات الأخرى.

الرد على الاغتيالات يكون بمفاجأة العدو وبقتاله حيث لا يحتسب وبتوسيع الجبهات وتكبيده خسائر لا تعوض، وسوقه إلى ملاعب ومسارح واشتباكات لم يتوقعها ويرتهب منها.

سورية وجيشها استاذ في حرب الاستنزاف ومنشئها في العلوم العسكرية وقد خاضها بكفاءة عالية من 1968 لغاية 1973، وكررها في 1974 حرب جبل الشيخ.

لجم اسرائيل ومنعها من استباحة سورية مهمة واجبة والقدرات والامكانات موفورة وفي صلب العلوم العسكرية؛ الهجوم أفضل وسائل الدفاع.

سورية وشعبها وتضحياتها تستحق نصرا يغير من ايقاع الأزمنة. والفرصة وافرة في الجاري من حرب واسعة وكبرى واقليمية وسورية في قلبها وساحتها المحورية منذ اطلقت وأسست المقاومة وحمت خيارها ونصرتها.

لا بد من صفع اسرائيل وكسر عنقها ومنعها من استباحة سورية.

واذا كان ما تقدم صعب المنال فليكن غيره وبالوسائط والوسائل المتوفرة والممكنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى