هل يرتبط تناول اللحم بالتصلب العصبي المتعدد؟

أجواء برس
تشير دراسة صغيرة إلى أنّ أكلة اللحوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد من النباتيين.

كما وبحسب الخبر الذي نشره موقع “ديلي ميل”، فقد ربط الباحثون التغيرات البكتيرية في الأمعاء، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجهاز المناعي، بمرض المناعة الذاتية.

فيما تكهنوا بأنّ هذه التغييرات، المرتبطة بتناول اللحوم، قد تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي يمكن أن تسهم في الحالة أو تفاقمها.

كما ان مرض التصلب العصبي المتعدد هو حالة غير قابلة للشفاء حيث يتسبب الجهاز المناعي عن طريق الخطأ في تلف الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي.

فيما هذا الضرر يؤدي إلى خلل واعتلال الأعصاب، مثل النظام الكهربائي التالف، مما يجعل المريض يعاني من أجل المشي والرؤية بشكل صحيح.

لكن السبب الذي يدفع الجهاز المناعي على الهجوم لا يزال غير معروف ولكنّ البحث الجديد على بكتيريا الأمعاء يوفر مجالاً جديداً للتحقيق.

كما تم ربط ميكروبيوم الأمعاء، وهو اسم لمجموعة واسعة من الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي، بمجموعة متنوعة من الحالات في السنوات الأخيرة.

فيما يعتقد أنها تلعب دوراً في كل شيء من المساعدة على هضم الطعام ومنع العدوى، لتدريب الجهاز المناعي.

في الدراسة الأولى من نوعها، قام علماء من جامعة كونيتيكت وجامعة واشنطن بتحليل ميكروبيوم الأمعاء، جهاز المناعة، الحمية، ودم 25 مريض مصاب بالتصلب العصبي المتعدد.

ثم قارنوا التحليل مع بيانات من 24 شخصاً أصحاء كمجموعة مراقبة.

وأكدت مؤلفة الدراسة، الدكتور يانجياو تشو، أنهم وجدوا مستويات من أنواع بكتيريا الأمعاء مرتبطة بكل من مرض التصلب العصبي المتعدد، وشدة الحالة عند الناس.

ومن جانبها قالت: “ولكن ما هو مثير للاهتمام حقاً هو كيف تتصل هذه الأنظمة مع بعضها البعض، وكيف تشارك النظام الغذائي في هذه الاتصالات”.

كما وجد التحليل أنّ الأشخاص الذين تناولوا اللحوم لديهم مستويات أقل من البكتيريا ثيتايوتوميكرون، وهو نوع من بكتيريا الأمعاء المرتبطة بهضم الخضروات.

فيما وجد الباحثون أيضاً أنّ الأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد لديهم استهلاك أعلى للحوم، مما دفع الفريق إلى التفكير في وجود صلة.

وعلاوة على ذلك، أظهرت عينات الدم من مرضى التصلب المتعدد مستويات أعلى من خلية الجهاز المناعي تسمى تي-17، وهي نوع من الخلايا التائية التي تساعد الخلايا الأخرى على تحديد الأهداف للهجوم.

ومن خلال الجمع بين النتائج، اشتبهوا في حدوث خطأ ما في بكتيريا الأمعاء لدى مرضى التصلب المتعدد مما يؤدي إلى انفصالها عن الجهاز المناعي، مما دفعها إلى الاستجابة كما لو كان الجسم يتعرض للهجوم من العدوى.

وهذا يقود الجسم إلى زيادة إنتاج تي-17، والذي يقول الباحثون أنها قد تؤدي بعد ذلك إلى تلف الأعصاب في مرض التصلب العصبي المتعدد.

كان العلماء حريصين على تسليط الضوء على أنّ هذا الارتباط لم يكن بسيطاً، حيث أنّ الكثير من الأشخاص الأصحاء يأكلون اللحوم دون مشاكل.

لكنهم أضافوا أنّ البيانات من دراستهم تشير إلى وجود صلة بين مرض التصلب العصبي المتعدد واستهلاك اللحوم.

غالباً ما يعاني الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم من نقص فيتامين ب 12 والحديد، مما قد يؤدي إلى التعب ومشاكل الصحة العقلية دون مكملات.

لهذا السبب يوصي الأطباء بنظام غذائي متوازن مليء بمجموعة متنوعة من الأطعمة.

وقالت الدكتورة لورا بيشيو، التي شاركت أيضاً في الدراسة، أنّ تحليلها فتح سبيلاً جديداً محتملاً لمزيد من البحث.

هذه هي الدراسة الأولى التي تستخدم نهجاً متكاملاً لتحليل التفاعل بين النظام الغذائي والميكروبيوم المعوي والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي ومساهمتها في التسبب في المرض وتقدّمه لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.

إنه يفتح طريقة جديدة لمعالجة الأسئلة العلمية المستقبلية من خلال عدم النظر إلى عامل فردي واحد، ولكن في تفاعلاتها المعقدة.

نُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة EBioMedicine، وقال الفريق أنهم يريدون في المستقبل توسيع أبحاثهم لتشمل المزيد من الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من أشكال أكثر حدة من مرض التصلب العصبي المتعدد.

وقالوا إنهم يأملون أن يقودهم ذلك إلى فهم العلاقة بين النظام الغذائي، وبكتيريا الأمعاء، والاستجابة المناعية، للمساعدة في منع وتخفيف أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.

لم يذكر الأطباء بالتفصيل نوع اللحوم التي يتناولها المشاركون، سواء كانت اللحوم الحمراء أو الدواجن أو الأسماك، وإذا تم معالجتها.

هذا البحث هو الأحدث في جدل علمي مستمر حول دور اللحوم في نظامنا الغذائي.

وأكدت بعض الدراسات أنّ تناول أي نوع من اللحوم بانتظام يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي واحدة من أكبر الأمراض القاتلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

لكنّ أبحاث أخرى وصفت فوائد اتباع نظام غذائي آكلة اللحوم على كل من العضلات والصحة العقلية.

لكن تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأنّ اللحوم مصدر جيد للبروتين والفيتامينات والمعادن، ولكن يجب على الناس تناول 70 جراماً فقط من اللحوم الحمراء أو المصنعة، مثل لحم الخنزير المقدد، يومياً.

فيما تقدّر الجمعيات الخيرية أنّ 130 ألف شخص في المملكة المتحدة مصابون بالتصلب العصبي المتعدد، مع تشخيص 7000 شخص حديثاً كل عام. تم حساب تكلفة رعاية مرض التصلب العصبي المتعدد في بريطانيا لتكون 1.4 مليار دولار سنوياً.

اما في الولايات المتحدة، يعيش مليون شخص مع مرض التصلب العصبي المتعدد، مع تكلفة الرعاية هناك تقدر بنحو 28 مليار دولار سنوياً.

و بالتالي ما يثير مرض التصلب العصبي المتعدد بالضبط هو موضوع مستمر للنقاش العلمي.

ولكن، أشارت دراسة حديثة شملت 10 ملايين جندي أمريكي إلى أنّ الفيروس وراء الحمى الغدية قد يكون السبب الأكبر للحالة.

يُذكر انه في وقت سابق من هذا الشهر، قال علماء من جامعة هارفارد أنّ لديهم أدلة دامغة على أنّ فيروس إبشتاين-بار (EBV) الذي يسبب مرض التقبيل، هو المسؤول عن غالبية حالات التصلب المتعدد.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى