ندوة حقوقية في جنيف تناقش مخاطر الذكاء الاصطناعي في الحروب وتأثيره على المدنيين

نظّمت الجمعية الإنسانية الدولية للتنمية بلا حدود ندوة بعنوان “سوء استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الحروب وتأثيرها السلبي على المدنيين”، وذلك في مقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف، بحضور أكثر من 40 ممثلاً عن مؤسسات وبعثات حقوقية.

افتتح الندوة المدير التنفيذي للجمعية، الأستاذ أحمد أبو النصر، بكلمة أكد فيها أهمية تكاتف الجهود بين المؤسسات الحقوقية حول العالم، لمواجهة التحديات الناجمة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين من الانتهاكات المرتبطة بهذه التقنيات.

محاور الندوة والمتحدثون:

١- الانتهاكات الحقوقية الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب.

استهلت الجلسة بمداخلة الخبير الحقوقي عبد الوهاب الهاني الذي استعرض التأثيرات المدمرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات، مشيرًا إلى مخاطر الأسلحة الذكية وأنظمة المراقبة الذاتية، وما قد ينجم عنها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

٢- الإطار القانوني لسوء استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة.

في كلمته، تناول الخبير في القانون الدولي عبد المجيد المراري الأطر القانونية التي تحكم استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحروب، مسلطًا الضوء على الفراغات القانونية التي تسمح بوقوع انتهاكات جسيمة، وداعيًا إلى تحديث القوانين الدولية لمواكبة هذه التحديات.

٣- الأسلحة الرقمية المسيّرة وذاتية التشغيل في ضوء مبادئ القانون الدولي الإنساني.

قدم الدكتور رشاد توام، الباحث والأستاذ الجامعي، تحليلاً معمقًا حول التحديات القانونية الناجمة عن استخدام الأسلحة المسيّرة والروبوتات العسكرية، مشيرًا إلى صعوبة تحديد المسؤوليات القانونية عند وقوع انتهاكات ضد المدنيين بسبب استخدام هذه التقنيات.

٤- دور الإعلام في تسليط الضوء على آثار التكنولوجيا الحديثة في الحروب.

اختتمت الجلسة بمداخلة الإعلامية ربى النجار، التي شددت على دور الإعلام في كشف تداعيات استخدام التكنولوجيا الحديثة في النزاعات، وكيف يمكن لوسائل الإعلام المساهمة في تعزيز الوعي العالمي بالأضرار التي تلحق بالمدنيين جراء هذه الممارسات.

شهادات حية من مناطق النزاع

خلال الندوة، تم الاستماع إلى شهادات مباشرة من المتضررين، من بينهم مها علي من غزة، التي تحدثت عن تأثير الطائرات المسيرة على حياة المدنيين في القطاع، مؤكدة على حالة الرعب والقلق الدائم التي يعيشها السكان بسبب الهجمات غير المأهولة وتقنيات المراقبة المتطورة.

التوصيات والختام

في ختام الندوة، خرج المشاركون بعدة توصيات مهمة للحد من سوء استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، أبرزها:

1- تعزيز الأطر القانونية الدولية من خلال تحديث معاهدات القانون الدولي الإنساني لضمان تنظيم استخدام الأسلحة المسيّرة والذكاء الاصطناعي في النزاعات.

2- فرض رقابة دولية أكثر صرامة على تطوير واستخدام الأنظمة الذكية في المجال العسكري، لضمان عدم استهداف المدنيين.

3- تعزيز دور الإعلام في التوعية بمخاطر الذكاء الاصطناعي في الحروب، مع التركيز على نقل الحقائق والتحقيقات الميدانية حول تداعيات هذه التقنيات.

4- إشراك المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية في المناقشات الدولية حول الحد من الاستخدام غير الأخلاقي للتكنولوجيا في النزاعات المسلحة.

5- مطالبة الشركات التقنية الكبرى بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في عدم تسهيل استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية مدمرة.

أكد المشاركون في الندوة على أهمية استمرار الجهود الحقوقية والدبلوماسية للحد من التوظيف العسكري غير المنضبط للذكاء الاصطناعي، والدفع نحو وضع إجراءات وقوانين دولية تحمي المدنيين من المخاطر المتزايدة لهذه التقنيات.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى