جائزة «نوبل» الكيمياء لـ 3 علماء بينهم تونسي عن ابتكار البلورات النانوية

تم الإعلان أمس الأربعاء بستوكهولم، عن منح جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 لثلاثة باحثين في مجال الجسيمات النانوية، وهم كل من التونسي الفرنسي د. منجي الباوندي، الأستاذ بجامعة ماساشوستس بالولايات المتحدة، والروسي د. الكسي إكيموف بشركة نانوكريستال للتكنولوجيا، والأميركي د. لويس بروس الأستاذ بجامعة كولومبيا. وذلك لدورهم في اكتشاف وتصميم البلورات النانوية، وهي جسيمات بالغة الدقة أحجامها أقل 100 ألف مرة من سمك شعرة الرأس، حيث وجد العلماء أن الخواص الضوئية والفيزيائية لتلك الجسيمات تتغير كلما قل أو زاد حجمها بنسب ضئيلة جداً.

حاليا يتم الاستفادة من تلك التقنية على نطاق محدود في تصميم وصناعة شاشات الكمبيوتر ولمبات الليد،كما من المتوقع أن تحدث تلك التقنية تطورا كبيرا في تصميم وابتكار ألواح الطاقة الشمسية والمستشعرات وأجهزة الكمبيوتر الكمية، والتي يمكنها إجراء كم هائل من الحسابات المعقدة وعمليات التشفير فى وقت قياسي، وهو التسابق الحالي بين الولايات المتحدة والصين لتصنيع تلك الأجهزة.

وجاء تتويج هؤلاء الباحثين نظير “اكتشاف وتطوير النقاط الكمومية، وهي جسيمات نانوية صغيرة جدا لدرجة أن حجمها يحدد خصائصها”. وهذه النقاط هي بلورات نانوية شبه موصلة، يتراوح قطرها عادة من 2 إلى 10 نانومتر.

والجدير بالذكر أن د.منجي الباوندي هو ابن عالم الرياضيات الدكتور محمد صالح الباوندي، وعاش طفولته ما بين فرنسا وتونس، وهو حاصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة عام 1988، ويدير حالياً معملاً بجامعة ماساشوستس لتطوير تقنية البلورات النانوية.

وأوضح بيان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن هذه المكونات الصغيرة جدا المعتمدة في تكنولوجيا النانو، تستخدم حاليا في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح “ليد”، ويمكنها أيضا توجيه الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام.

وباتت لهذه الجسيمات، التي تسمى النقاط الكمومية، أهمية كبيرة في مجال تكنولوجيا النانو.

وسيتقاسم الثلاثي مكافأة مالية تقدر قيمتها بـ 11 مليون كرونة سويدية (حوالى مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر غوستاف في احتفال يقام في ستوكهولم في 10 دجنبر، تزامنا مع ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز في آواخر القرن التاسع عشر.

وعلق د. سامح سعد على مدير وحدة بيولوجيا الأورام بمستشفى سرطان الأطفال قائلاً: إن هذه المركبات في العادة لها خصائص كيميائية وفيزيائية محددة، إلا أنه كلما تم تصغيرها لأحجام النانومتر، يمكن الحصول على خواص فيزيائية وكيميائية جديدة، وهو ما يتيح الاستفادة منها في العديد من التطبيقات مثل أشباه الموصلات وعلوم المواد وخلايا الطاقة الشمسية، كما من المتوقع أن يتم الاستفادة منها في المجال الطبي لابتكار مستشعرات لدراسة نسب السكر في الدم والتغير الهرموني بالجسم.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى