ذل الاساتذة في لبنان كسعر صرف الدولار

سمير سكاف*

“احتقار” الدولة للاستاذ “المستعان به” ومعاناته تفوق معاناة تلاميذه من النازحين السوريين! والدولة تقبض “على ضهره” بالدولار وتدفع له “باللبناني! ومنظمات الأمم المتحدة شاهد زور!

للذل أنواع في عالم الأساتذة في لبنان. أساتذة في التعليم الخاص في مدارس محترمة يعانون “الذل الطبيعي” كغيرهم من المواطنين. ولكنهم يحصلون على معاشاتهم كاملة، كما على التقديمات الاجتماعية من ضمان وبدل نقل وغيره. في حين أن الكثير من المدارس الخاصة، وبخاصة الصغيرة منها تمتنع عن إعطاء الأستاذ أبسط حقوقه من نقل أو من تسجيل في الضمان الاجتماعي. وكثير منها لا يعترف بالدرجات…

أستاذ الرسمي المثبت يحصل على حقوقه بالكامل وهو يعاني من الذل الجماعي، ولا يطاله أي ذل خاص. أما المتعاقد فيلحق به أنواع عدة من الغبن إن لجهة عدم وجود حقوق في الضمان أو لجهة المتاجرة به في بدلات النقل أو لجهة غياب الحقوق التقاعدية… وهذا خيار لهذه الطبقة السياسية في سوء الادارة واستغلال الاساتذة وإذلالهم.

*الاستاذ “المستعان به هو “شيء” وليس في حسابات الدولة! “يُدفع معاشه بعد أكثر من سنة أحياناً، ومن دون أي ليرة كبدل نقل أو أي تقدمة اجتماعية..!*

الاستاذ المستعان به، وبخاصة الذي لا وظيفة أخرى له. هو “الأممي” أي أن مسؤوليته هي على عاتق منظمات الأمم المتحدة! فهو يستعان به للتعليم المسائي للتلاميذ من النازحين السوريين. أما التعاطي معه من الدولة فهو مهين بكل الوسائل. من جهة، المعروف أن منظمات الأمم المتحدة تدفع أجره للدولة، بدل الساعة، بالدولار. وهو لا يحصل منها، بعد سرقة الدولة له، سوى على الفتات. وهو لا يستفيد من أي بدل نقل. وفي معظم الأحيان يفوق بدل النقل أجرة الساعة بكثير! نعم، فهو يدفع من جيبه أحياناً ليحافظ على موقع يأمل أن تتحسن شروط العمل فيه، ولكن عالوعد يا كمون! واذا كان التلميذ النازح وأهله يستفيدون من بطاقة دعم شهرية “بالدولار” من منظمات الأمم، فالأستاذ المستعان به لا يستفيد من أي شيء، لا بل يتعرض للسرقة مباشرة من الدولة. ومنظمات الأمم لا تسأل عنه، “عيناً (لا) تقشع، قلباً لا يوجع”! والاساتذة، كما حذرنا مراراً هم أول وأكثر من سيتعرضون للصدمة في السقوط الحر! فمن يحميهم؟

* صحافي وناشط سياسي

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى