الحوت: لا بُد من التمسُّك بالعمل الإنمائي في المجلس البلدي لبيروت

أجرت المقابلة: د. ريم المحب

خاص: “أجواء برس”

بعد تأجيل دام عدة سنوات، جرت الانتخابات البلدية والاختيارية وسط جو من الشحن الطائفي والسياسي من قبل المرشحين وانعدام الثقة عند الناخبين نظراً للآمال التي عقدوها في كافة الانتخابات السابقة والتي أصابت الشعب اللبناني وخاصة أبناء العاصمة بيروت بخيبة أمل جارحة، وللوقوف على هذا الموضوع خاصة فيما يتعلّق بالانتخابات في مدينة بيروت “أجواء برس” كان لها لقاء مع النائب الدكتور عماد الحوت الذي استقبلنا بكل ترحاب .

في البداية كان سؤالنا للنائب الحوت  عن رأيه في هذه الانتخابات فأجاب: ” إجراء الانتخابات البلدية بعد تسع سنوات من آخر انتخابات كان أمراً مُهماً جداً لمدينة بيروت وأهلها لأن بيروت كانت تُعاني من سوء خدمات، بُنية تحتية، الماء، الكهرباء…وغيرها الكثير من الأمور، لذلك كان لا بُدّ من تجديد هذه الدماء بالانتخابات البلدية، وقد كان مُتوقعاً نزول أهل بيروت بكثافة أكبر للتعبير عن رغبتهم في اختيار أي مجلس يُريدونه المُشكلة أنّ بعض القيمين على العمل السياسي في بيروت أخذوا الانتخابات من المنحى الإنمائي إلى المنحى السياسي، وقد شكلوا لائحة على خلفية سياسية  بشعار لا علاقة له بالإنماء بل شعار طائفي بحت، مطلب حق ولكن لا يصلُح أن يكون هو الشعار فالشعار يجب أن يكون هو إنماء بيروت لكُل أبنائها مُسلمين ومسيحيين لذلك كان الجو أقرب ما يكون إلى تنافس سياسي وليس تنافس إنمائي، ولكن في نهاية الأمر أهل بيروت (البيارتة) قد عبّروا والأرقام تحكي الحقيقة عن المزاج البيروتي أين كان”.

وعند سؤالنا له عما سيُنتج هذا  الخليط المُتناقض الذي أوجدته لائحة “بيروت بتجمعنا” في المجلس البلدي الذي أهمّ ما فيه هو إنماء البلد وبالأخص مدينة بيروت أجاب الدكتور حوت:

“لا شكّ أنني مُتخوّف من المجلس القادم وهل بإمكانه القيام بالأعمال التي وعد بها الناس أم لا، هذا المجلس هو نتيجة مُحاصصة عشرة أحزاب اتفقت فيما بينها على تشكيل لائحة كُل حزب أخذ حصة من هذه اللائحة وهي أحزاب طبيعتها من الأساس مُتناقضة فمسيحياً مسيحياً هُناك تناقض وتنافس مسيحياً إسلامياً هُناك تناقض وتنافس، فنحنُ قد سمعنا نواب الأشرفية يقولون بأننا لم نقبل الجلوس مع حزب الله لتشكيل اللائحة لأن هُناك خلاف بيننا وبينهم، وسمعنا أيضاً نائب “حزب الله” في بيروت يقول: “هذا الائتلاف تنتهي مفاعيله في الساعة السابعة مساءً”. وبالتالي هذا الفريق الذي دخل المجلس هل سيتحول فعلاً إلى فريق مجلس بلدي مُتجانس أو أنه سيحمل المُتناقضات السياسية من خارج المجلس إلى داخله ونعود إلى الحالة التي كان عليه المجلس الأخير – تعطيل تلو التعطيل …- وبالتالي يدفع أهل بيروت الثمن”، وأضاف النائب الحوت: ” أنا أتمنى التوفيق لكل الناجحين وأتمنى أن يتركوا انتماءاتهم السياسية خارج أبواب المجلس البلدي كي يتمكنوا من إيفاء أهل بيروت حقهم بالتنمية والخدمات”.

وفي الختام كان سؤالنا للنائب عماد الحوت عن رأيه بالنتائج فقال: ” بالنهاية نحنُ نخضع للنتائج ونُبارك لكُل الناجحين ونعتبر أنه من واجبنا الوقوف إلى جانب المجلس القادم بكل الأمور الإيجابية التي من المُمكن أن يقوم بها، وفي نفس الوقت نُحاسبها على الأمور السلبية، ولكن أرقام الصناديق الانتخابية تقول مجموعة خُلاصات الخُلاصة الأولى هي: ” ائتلاف من عشر أحزاب حاول رفع شعار لا علاقة له بالإنماء بل كان شعار طائفي وشعار المناصفة والذي قد حملته كُل اللوائح، أي لائحة “بيروت تجمعنا” كان فها 12 مسيحي، “بيروت بتحبك” كان فيها أيضاً 12 مسيحي، “بيروت مدينتي” كان فيها 12 مسيحي، ” ولاد البلد” كان فيها 12 مسيحي، وبالتالي فكل اللوائح كانت حريصة على المُناصفة فلماذا لائحة ” بيروت تجمعنا” تُريد أن ترفع شعار أنها هي سوف تُحقّق المناصفة أو حققتها؟

  • الخُلاصة الثانية: ” ائتلاف عشر أحزاب لم يتمكن من تحقيق المناصفة، فالمناصفة قد خُرقت والعدد الآن 13 مسلم و 11 مسيحي فيبقى ليس ائتلاف الأحزاب من يُحقق المُناصفة الذي يُحقق المُناصفة هو الحوار الحقيقي بين اللبنانيين وبين أهل بيروت (البيارتة) خصوصاً والذين هم ضنين على العيش المُشترك وبالتالي فإن الحوار الحقيقي هو الذي يضمن المُناصفة وليس الفرض بقوة ومكانات الأحزاب التي حاولت وفشلت”.
  • الخلاصة الثالثة: ” إذا رأينا التصويت كيف حصل سنرى أن “بيروت بتجمعنا” أخذت 80% من الصوت الشيعي، وأخذت حوالي 75% من الصوت المسيحي وأخذ حوالي 25% من الصوت السني”. بينما ” لائحة “بيروت بتحبك” حصلت على ما يفوق 65% من الصوت السني وهذا يعني أنّ المزاج البيروتي الأصيل واضح أين هو وواضح ما يقبل به وما يرفضه، اليوم هُناك حقيقة قد حصلت والأرقام هي التي قالت مزاج بيروت أين وهي التي سوف تُحدّد من حافظ على قرار بيروت ومن باع قرار بيروت إلى كتل تصويتية همها الوحيد أنها تُسجّل نقاط وليس همها أن تكون في خدمة أهل بيروت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى