
وزير الطاقة بلا طاقة … إحذروا غضب المظلوم
كتبت: ريم المحب
ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بفيديو مُصور يظهر فيه تعرّض وزير الطاقة الدكتور وليد فياض للإهانة من قبل أحد المُحتجين على الوضع المُتردي للكهرباء التي أصبحت حُلماً بالنسبة إلى الُلبنانيين الغارقين في الظلام الدامس. الكُل تعاطف مع وزير الطاقة خاصة أنه يظهر كشخصية مُسالمة والكُل يرفض الأسلوب المُستعمل ونرفض كافة أنواع العُنف. ولكن هُناك مسألة تُطرح في الحالة التي شهدناها ويجب الإنتباه إليها: فالشاب الذي أقدم على هذا العمل كان يُعبّر عن غضب اللُبنانيين جميعاً الذين يُعانون إنقطاع الكهرباء المُستمر منذ فترة طويلة ولا أحد من السياسيين يُبالي خاصةً وزير الطاقة المؤتمن على هذه الوزارة، بالتأكيد الوزير فياض ليس المسؤول عن هذه الأزمة فهي بدأت منذ سنوات ويتحملها كافة الوزراء المُتعاقبين على هذه الوزارة، أما اليوم وبما أنه هو المسؤول عن هذا القطاع فيتوجّب عليه إيجاد حل سريع لهذه الأزمة، نحن لا نطلب المُعجزات إنما تأمين الكهرباء بحد مقبول يُتيح لغير القادرين على الإشتراك بمولدات الكهرباء لإرتفاع كلفتها قياساً بدخلهم المُتدني الإستفادة من التيار الكهربائي وتيسير أمورهم، كذلك الأمر بالنسبة للمرضى الذي يحتاجون الكهرباء لتشغيل آلات الأوكسيجين كي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.
أعود وأُكرّر نحنُ ضد كافة أنواع العُنف ولكن.. نحنُ ألا نُعنف ونُهان يومياً بسبب الحاجة والعوز لتيار كهربائي أصبح أساس في حياة الإنسان؟؟!! والسياسيين غير آبهين بنا وكيف نعيش!!! فبيوتنا وشوارعنا مُظلمة مظلومة فمن يعتذر للشعب اللُبناني الذي أعادوه للعصر الحجري في ظل التطورات الحاصلة في العالم وبعد أن كان لُبنان سويسرا الشرق وجوهرته؟؟؟!!!! وبالتالي أصبح شعب لُبنان المظلوم المنهوب بعد أن كان شعب لُبنان العظيم !!!! اليوم كُل من أخطأ بحق الشعب اللُبناني مُطالب بالإعتذار ولكن الإعتذار يجب أن يكون عملياً خاصة من وزير الطاقة الذي ضرب بعرض الحائط حق اللُبناني أن يعيش عيشة طبيعية، وعليه أن يعمل على حل أزمة الكهرباء وتأمينها بحد مقبول يتقبلها الشعب اللُبناني كما يجب عليه الإبتعاد عن تقديم الأعذار الواهية فكل مُستلزمات تأمين الطاقة مُتوفرة حتى لو أنكر ذلك المسؤولين، ونستشهد بذلك بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لُبنان في وقت كانت البلاد غارقة في الظلام الدامس بحجة عدم توفّر مادة الوقود (الفيول)، غير أنه بعد تعرّض الرئيس الفرنسي لموقف سخيف بإنقطاع الكهرباء عند إستقباله في صالون الشرف وإستياء الرئيس الفرنسي من ذلك أصبحت الكهرباء مُتوفرة بقدرة قادرة في لُبنان ما يُقارب 24 ساعة يومياً !!!
معالي وزير الطاقة كما ذكرتُ سابقاً نحن تعاطفنا معك خاصةً أنك أظهرت في بعض المواقف أن لديك حساً إنسانياً، غير أنّ إستمرار صمتك عن إنقطاع الكهرباء وعدم إتخاذ أي إجراء لحل هذه الأزمة الكارثة بدّل صورتك لدينا، فالشعب اللُبناني يتعرض لتدمير مُمنهج من دون أن يرّف جفن لأي من السياسيين والصبر قد نفذ و بما أنّ الأساس في الحياة والعدالة هو : “ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ” فأنتم وضعتم أنفسكم في مُعادلة معكوسة هي: ” ما جزاء الإساءة إلا الإساءة ” وأنتُم أسأتم إلى الشعب اللُبناني بلا رحمة وهو لم يعُد لديه ما يخسره فأصبح يرد الإساءة بالإساءة فكما ذللتموه ردها إليكم فأنتم بتصرفاتكم المُهينة اللامبالية بالآخرين حولتم الوطن الجميل وشعبه العظيم للتصرف بقانون شريعة الغاب أنتم فرضتم ذلك.
أنا اليوم لن أقول كعادتي سابقاً عودوا إلى إنسانيتكم فقد أثبتم أنها غير موجودة بل سوف أقول: إحذروا غضب الجياع المحرومين أبسط حقوقهم، وإحذروا غضب الله فمهما كانت ضرباتكم موجعة ضربات الله أقوى وأكثر إيلاماً لأن الله عادل ولا يرضى الظُلُم وأنت ظلمتم شعباً بأكمله، ويا معالي الوزير طالما أنك رضيت تولي هذا المنصب فأنت مُطالب بإدارته على أكمل وجه، فالمناصب السياسية ليست للوجاهة وإنما لإدارة شؤون البلاد والعباد بالعدل والمساواة.