الأزياء صنعت عشرات المليارديرات وتوقعات بارتفاع حجم السوق إلى 2.25 تريليون دولار

أكثر القطاعات تأثراً بتداعيات جائحة كوفيد-19 هو قطاع صناعة الأزياء ومجال الموضة لأنها لا تستطيع مواجهة تحديات الإغلاقات، وإجراءات التباعد الاجتماعي، ويضاف إليها توقف الاحتفالات والمناسبات، وتعطل سلاسل التوريد، والقيود على النقل، والتباطؤ الاقتصادي الذي شهدته مختلف دول العالم.

لكنّ هذه الظروف سرعت التوجه نحو الرقمنة في القطاع بما يشمل المستهلكين والشركات، وما كان سيتم في 5 سنوات استغرق بضعة أشهر فقط، بحسب شركة ماكنزي للاستشارات.

وتظهر إحصاءات جديدة أنّ سوق الأزياء البالغ حجمه حاليا 1.5 تريليون دولار يتجّه للتعافي ليسجل 2.25 تريليون دولار عام 2025، وفقًا لتقرير Statista بعنوان “قطاع تجزئة الأزياء العالمي”، ومن المتوقع أن تستفيد صناعة الأزياء من زيادة الإقبال على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الوباء، ونمو التجارة الإلكترونية والطلب المتزايد على الملابس الرياضة إلى دفع النمو.

البوليستر والألياف الصناعية

فيما يعتبر البوليستر والصوف والحرير والقطن من الأصناف الأكثر استخدامًا في الأزياء، فإن الفترة الحالية تشهد تزايدا من قبل شركات الأزياء على استخدام الألياف الصناعية خصوصا البوليستر بسبب انخفاض تكلفته، كما تعتمد شركات الأزياء العالمية بشكل أو بآخر على الصناعات الفرعية التي تحوّل هذه المواد الخام إلى أقمشة.

والبوليستر هو نوع من الألياف الصناعية المشتقة من النفط ويمكن إعادة تدويرها لإنتاج ألياف جديدة تتسم بجودة أعلى.

وساهمت الأزياء والمنتجات الجلدية بنسبة 48% من إجمالي إيرادات الربع الأول لدى مجموعة LVMH الفرنسية والتي بلغت 17 مليار دولار، وتتبع مجموعة المنتجات الفاخرة الملياردير برنارد أرنو البالغة ثروته 192.2 مليار دولار والذي تمكن قبل نحو أسبوعين من تصدر قائمة فوربس لأغنى أثرياء العالم.

ومن المتوقع أن ينمو سوق البوليستر الذي يشهد إقبالا واسعا من قبل شركات الأزياء بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 3.9% إلى 68 مليون طن بحلول عام 2026، مقابل 53 مليون طن في عام 2020، بسبب الطلب المتزايد على المنسوجات، مع ارتفاع الإقبال على الملابس الرياضية بعد كوفيد-19 حيث سجّل ارتفاع في عدد ممارسي الرياضة، وفقًا لموقع Expert Market Research.

وتشمل قائمة أهم الشركات في سوق البوليستر كلا من Reliance Industries التابعة للملياردير الهندي موكيش أمباني التي تبلغ ثروته 85.4 مليار دولار، بحسب الإحصاءات اللحظية لفوربس حيث يأتي في المرتبة 12 ضمن اغنى أثرياء العالم، كما احتلت ريلاينس إندستريز المرتبة 55 في قائمة Forbes Global 2000 لعام 2021.

وتأتي شركة Indorama Ventures التايلاندية -في المركز 1956 في القائمة التي أصدرتها فوربس الشهر الماضي- ضمن أهم اللاعبين الرئيسيين في قطاع إنتاج البوليستر بالإضافة إلى شركة Alpek المكسيكية، و Tongkun الصينية، و Sinopec Yizheng Chemical Fibre التابعة لشركة Sinopec الصينية التي جاءت في المرتبة 48 ضمن قائمة فوربس لأكبر الشركات في العالم.

ويرجع تفضيل البوليستر على حساب القطن إلى انخفاض سعره ولكن المخاوف البيئية تحيط باستخدام الألياف الصناعية، وفي حين أن إنتاج البوليستر المعاد تدويره يتطلب طاقة أقل بنسبة 40% من البوليستر الذي ينتج لأول مرة.

إلا أن تكاليف الطاقة المطلوبة لتصنيع هذا النوع من الأقمشة لا تزال أعلى بكثير من المستخدمة لإنتاج الأقمشة من الألياف الطبيعية مثل القطن، وفقًا لتقرير Brad College الأميركية بعنوان “قضية البوليستر: تنظيم الصناعة من خلال عدسة الاقتصاد البيئي. “.

أسواق الألياف الطبيعية

من المتوقع أن يصل حجم سوق القطن العالمي إلى 46.56 مليار دولار بحلول عام 2027 ، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.74% مقارنة بنحو 38.54 مليار دولار العام الماضي، وفقًا لـ Research and Markets،

وتعتبر الهند والصين وباكستان والولايات المتحدة من أبرز المنتجين الرئيسيين للقطن، فيما تتصدّر مصر قائمة المنتجين بين الدول العربية، وفقا لـAtlasBig.

وبينما تصدر الولايات المتحدة معظم إنتاجها من القطن نظرًا لأن صناعة النسيج لديها أقل تطورًا، فإن كبار المنتجيت الآسيويين يعتبرون من أكبر مستهلكي القطن إلى جانب بنغلاديش وفيتنام وأوزبكستان.

الحرير يتطلّب عمالة كثيفة

وتتوقع شركة Data Bridge Market Research أن ينمو سوق الحرير بنسبة 7.9% على أساس سنوي مركب فوق 29 مليار دولار بحلول عام 2028 مقارنة بعام 2021، ويتطلب إنتاج الحرير حجم آلات وموارد مالية محدودة، ولكنه قطاع كثيف العمالة، إلا أن ارتفاع أسعار الحرير الخام سيؤثر على نمو السوق، كما أن توفير البدائل بأسعار منخفضة نسبيًا سيشكل تحديًا للسوق.

وتستحوذ منطقة آسيا والمحيط الهادئ على أكبر حصة من سوق الحرير العالمي ومن المتوقع أن تزدهر خلال السنوات القادمة حتى عام 2028، بسبب ارتفاع الطلب على منتجات الحرير والمواد الخام من الصين والهند وأوزبكستان إلى جانب التوسع السريع في صناعة المنسوجات عبر دول هذه المنطقة.

وانخفض استهلاك الألياف العالمية بنسبة 1% في عام 2020، وفقًا للمنظمة العالمية لنسيج الصوف (IWTO)، مشيرة إلى ارتفاع استهلاك الألياف الصناعية بشكل ملحوظ، بنحو 3.6% وفي حين تراجع استهلاك القطن بنسبة 15%، وانخفض استهلاك الصوف بنسبة 1%.

وهبط إنتاج الصوف العالمي في عام 2020 إلى أدنى مستوى له منذ 50 عامًا، كما شهد إنتاج الصوف المستخدم في الملابس أكبر نسبة انخفاض، بتراجع بلغ بنسبة 4% بعد هبوط نسبته 6% في عام 2019، في حين بقي إنتاج قطاع الصوف الأوسع المستخدم في المنسوجات الداخلية ثابتًا.

ويعتبر نسيج الصوف الاختيار الأفضل للسفر عبر الفضاء لأنه يحتفظ بالرطوبة وهو أيضا أقل عرضة لتوليد شحنات كهربائية ثابتة، وتشير شركة Expert Market Research إلى أن حجم إنتاج صناعة صوف “مورينو” العالمية بلغ 276 ألف طن في عام 2020. ومن المتوقع أن تنمو الصناعة أيضًا بمعدل جيد في الفترة من 2021 إلى 2026.

وترجع توقعات نمو صناعة الصوف بشكل أساسي إلى قطاع الأزياء الذي ينمو بشكل متسارع، مع زيادة الإقبال على التسوق عبر الإنترنت بين المستهلكين.

ويزداد الطلب على صوف مورينو بين المستهلكين نظرًا لجودته وصفاته المتعلقة بالاستدامة، وتشمل العوامل الأخرى التي تدفع نمو الصناعة زيادة عدد السكان وزيادة دخل المستهلكين.

أداء اللاعبين الكبار

يُظهر الأداء المالي للاعبين الرئيسيين في سوق الأزياء أن الشركات التي لديها نفاذ قوي إلى التجارة الإلكترونية والرقمنة كانت حظوظها أوفر في جني الإيرادات مقارنة بالشركات الأخرى التي تعتمد بشكل أساسي على المتاجر، وفي حين أثّرت أزمة كوفيد-19 بشكل سلبي على الشركات والوظائف، إلا أنها سرّعت أيضًا التحول الرقمي إلى جانب استجابة الشركات التي شملت إعادة تشكيل نماذج أعمالها، وتبسيط عملياتها الإلكترونية.

كريستيان ديور

ارتفعت عائدات الأزياء والجلود في مجموعة كريستيان ديور الفرنسية خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 45% لتصل إلى 6.7 مليار يورو (8.15 مليار دولار) مقارنة بـ 4.64 مليار يورو (5.64 مليار دولار) في الربع نفسه من عام 2020، وكانت العائدات السنوية للشركة من هذا القطاع انخفضت بنسبة 4.6% إلى 21.2 مليار يورو (25.79 مليار دولار) في عام الوباء مقارنة بـ 22.2 مليار يورو (27 مليار دولار) في عام 2019، مع إغلاق المتاجر ومصانع الإنتاج في معظم البلدان لعدد من الأشهر، بالإضافة إلى توقف السفر الدولي.

نايكي

تراجعت إيرادات Nike بنسبة 4.4% إلى 37.4 مليار دولار في السنة المالية 2020 المنتهية في 31 مايو / أيار من العام الماضي مقارنة بـ 39.1 مليار دولار في العام السابق له، بسبب الوباء، كما شهد الربع الأول من عام 2021 ، الذي انتهى في أغسطس/آب الماضي، انخفاضًا بنسبة 1% في الإيرادات إلى 10.6 مليار دولار.

زارا

هبطت مبيعات Inditex الإسبانية مالكة علامة Zara بنسبة 28% إلى 20.4 مليار يورو (24.72 مليار دولار) في السنة المالية 2020 المنتهية في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، مقارنة بـ 28.3 مليار يورو (34.29 مليار دولار) في العام السابق له بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، التي كان لها تأثير كبير على النشاط والنتائج المالية في عام 2020.

وبينما تتبع Nike الملياردير الأميركي فيل نايت وعائلته البالغة ثروته 50.1 مليار دولار، بحسب البيانات اللحظية لفوربس، فإن Inditex تتبع الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا البالغة ثروته 87.8 مليار دولار.

أديداس

يأتي ذلك بينما ارتفع صافي مبيعات Adidas الألمانية بنسبة 20.2% خلال الربع الأول من عام 2021 إلى 5.268 مليار يورو (6.42 مليار دولار) مقابل 4.381 مليار يورو (5.34 مليار دولار) في الربع المقابل من العام الماضي، مدفوعا بمبيعات التجارة الإلكترونية، فيما يمثل يمثل انتعاشًا عقب انخفاض الإيرادات في عام 2020.

وكانت إيرادات أديداس قد تراجعت بنسبة 16.1% إلى 19.844 مليار يورو (24.19 مليار دولار) مقارنة بـ 23.640 مليار يورو 28.82 مليار دولار في عام 2019.

لولو ليمون الكندية

وارتفعت إيرادات Lululemon الكندية بنسبة 11% لتصل إلى 4.4 مليار دولار في السنة المالية 2020 التي انتهت في 31 يناير/كانون الثاني من عام 2021 وذكرت الشركة أن التحول في طريقة تسوق العملاء بسبب كوفيد-19 أدت إلى زيادة الإيرادات.

وتتبع شركة كريستيان ديور مجموعة LYMH  التي جاءت في المرتبة 64 ضمن قائمة فورس غلوبال 2000 لعام 2021 فيما جاءت Nike في المركز 205 وInditex في المرتبة 300 فيما حلت أديداس في المركز 529 قبل Lululemon التي جاءت في المرتبة 1201.

المصدر: فوربس 

هاجر عمران

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى