
هل أعلنت أميركا الحرب ضد السعودية و”أوبك”؟
كأنها حرب أميركية ضد السعودية بعد قرار أوبك بتخفيض الانتاج النفطي، وموافقة السعودية، والتلميح بان بما قاله زعيم الأغلبية بمجلس النواب الأميركي، إنه رداً على السعودية وقرار”أوبك+” بتقليص إنتاجها اليومي من النفط، يتم البحث في جميع الأدوات التشريعية بما في ذلك مشروع قانون “نوبك”.
وأضاف زعيم الأغلبية تشاك شومر، في تغريدة نشرها عبر حسابه في “تويتر”: “ما فعلته المملكة العربية السعودية لمساعدة بوتين على الاستمرار في شن حربه الدنيئة والشرسة ضد أوكرانيا سوف يتذكره الأميركيون لفترة طويلة. نحن نبحث في جميع الأدوات التشريعية للتعامل بشكل أفضل مع هذا الإجراء المروع والساخر للغاية، بما في ذلك مشروع قانون NOPEC.
وكانت اللجنة القضائية التابعة للكونغرس الأميركي قد مررت في مايو الماضي، مشروع قانون يعرف باسم نوبك “NOPEC” ضد أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
وبموجب مشروع القانون سيسمح لوزارة العدل بمحاسبة أوبك وشركائها على أنشطتهم المانعة للمنافسة.
صريحات وتهديدات أميركية
بعد يومين من قرار أوبك تخفيض إنتاج النفط مليون برميل يومياً، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده “تدرس عدداً من خيارات الرد” بخصوص علاقاتها مع السعودية، إلا أنه قال إنها لن تتخذ ما يضر بالمصالح الأمريكية.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره وزير خارجية بيرو (6 أكتوبر 2022): “فيما يتعلق بمستقبل العلاقات (مع الرياض) ندرس عدداً من خيارات الرد. نتشاور عن كثب بهذا الشأن مع الكونغرس”.
ولم يذكر بلينكن على وجه التحديد الخطوات التي تدرسها واشنطن، حيث تأتي تصريحاته في وقتٍ تبحث إدارة الرئيس جو بايدن الرد بعد اتفاق “أوبك+”، يوم (5 أكتوبر 2022)، على خفض أكبر لإنتاج النفط، موضحاً: “واشنطن لن تفعل شيئاً يضر بمصالحها”.
وتابع الوزير الأميركي: “هذا أول وأهم ما سيوجهنا، وسنبقي تلك المصالح في أذهاننا، ونتشاور من كثب مع كافة الأطراف المعنية بينما نتخذ قراراً بخصوص أي خطوات للمضي قدماً”.
وكان الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي طالبوا بخفض المبيعات العسكرية إلى السعودية.
فيما قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تعتزم سحب قواتها في المملكة العربية السعودية والإمارات، ولا وقف صفقات الأسلحة مع الرياض.
وقبل قرار خفض إنتاج النفط كان النائب الأمريكي “رو خانا” قد دعا إلى “الانتقام”، على حد قوله، من المملكة العربية السعودية إذا خفضت “أوبك” وحلفاؤها إنتاج النفط، مضيفاً: “هذا أبعد من الشحوب (الوسطية).. إنهم يستنزفون الشعب الأمريكي بصورة نشطة ويزعزعون استقرار الاقتصاد.. هذا الأمر فظيع ببساطة.. من يظنون أنفسهم؟”.
نفي سعودي
وتنفي السعودية أن تكون تتحكم في تحالف “أوبك+” هي وروسيا، حيث قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبيرغ”، إن من الخطأ القول إن الرياض وموسكو تتحكمان في قرارات “أوبك+” الذي يضم 21 دولة أخرى إلى جانبهما؛ مشيراً إلى أن قرارات التحالف تتخذ بالإجماع.
وأضاف: “دعك من أن هناك دولاً أخرى في التحالف، وأن السعودية ليست هي وحدها من يقوده، لكن لو كانت هناك ثنائية تتحكم في القرار كما يتصور البعض لانسحبت بقية الدول من هذا الكيان، لكننا نتخذ قراراتنا بالإجماع؛ ونحن متمسكون بهذا الإجماع لأننا بحاجة إليه”.
وفي تصريح من فيينا لقناة “الإخبارية” السعودية قال الأمير عبدالعزيز إن قرارات “أوبك+” تتخذ بناء على مصالح الدول الأعضاء الفردية والجماعية، وإن السعودية معنية بالحفاظ على الثقة التي أولتها لها دول التحالف بالمقام الأول.
وأضاف: “كل تصرفات التحالف تراعي مصالح الأعضاء ومصالح العالم؛ لأننا نريد توفير الطاقة العالمية بطريقة مثلى”.