أمل جديد للملايين.. قرنية من جلد الخنزير تُعيد البصر لمكفوفين

.قرنية من جلد الخنزير تُعيد البصر للمكفوفين

لا شيء مستحيلاً مع تقدم الطب. ما كان في الماضي حلماً أصبح اليوم حقيقة تُعيد الأمل إلى الكثيرين. من كان يتصور أن 3 مكفوفين استرجعوا بصرهم من خلال زرع قرنية اصطناعية مصنوعة من جلد الخنزير من دون أي مضاعفات؟ قد تستغرب ذلك، إلا أن ما جرى يستحق تسليط الضوء عليه… إنجاز طبي بالفعل!

في تجربة جديدة، تمكن باحثون من تطوير قرنية عين اصطناعية بإمكانها القيام بالوظائف عينها التي تقوم بها القرنية البشرية. هذه الخطوة المتقدمة تفتح باب الأمل للمكفوفين أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف حاد في البصر، وفق ما نشر موقع cbsnews.

وفي التفاصيل، نجح باحثون من جامعة لينشوبينج السويدية في إعادة البصر إلى 20 شخصاً مكفوفاً من خلال استخدام قرنية عين مصنوعة من جزيئات الكولاجين المشتقة من جلد الخنزير، وتمّ نشر هذه الدراسة في منتصف آب في المجلة العلمية Nature Biotechnology.

وقام الباحثون السويديون والإيرانيون بتصميم قرنيات اصطناعية من خلال استخدام جزيئات الكولاجين المشتقة من جلد الخنزير، وهي مادة غير مكلفة ويمكن الوصول إليها بسهولة. وتكمن أهمية القرنية الاصطناعية في سهولة تأمينها، لأنها مستخلصة من الكولاجين وألياف وأنسجة جلد الخنزير المتوفر بشكل كبير.

وفي التجربة السريرية خضع 20 مشاركاً يعانون من مرض #القرنية المخروطية، وهو مرض يُصيب العين ويترافق مع تشوّه القرنية، إلى زرع قرنية اصطناعية مصنوعة من جلد الخنزير. وكان جميع المشاركين يعانون من ضعف في النظر، و14 منهم كانوا قد فقدوا النظر بشكل كلّي قبل خضوعهم للعمل الجراحي التجريبي.والأهم أنه لزراعة هذه القرنية الاصطناعية، لم يعد الجراح بحاجة إلى إزالة أنسجة المريض، وفق الباحثين، إذ يكفي أن يقوم بإجراء شق صغير يتم من خلاله إدخال الغرسة في القرنية الموجودة.

والنتيجة؟ بعد مرور عامين على الجراحة لاحظ المشاركون تحسناً واضحاً في الرؤية، و3 مكفوفين استعادوا البصر بشكل كامل، من دون تسجيل أي مضاعفات خلال تلك الفترة.

وبحسب الدراسة، كانت العمليات خالية من التعقيدات، كما التأمت الأنسجة بسرعة، أما العلاج الذي استمر لمدة 8 أسابيع باستخدام قطرات العين المثبطة للمناعة الذي كان كافياً لمنع رفض القرنية الجديدة، خلافاً لعملية الزراعة القرنية التقليدية التي تتطلب تناول أدوية مثبطة للمناعة لسنوات عدة.

في حين وجدت دراسة في العام 2016 أن حوالي 12.7 مليون شخص هم على لائحة الانتظار لزراعة القرنية التي تعتبر الحل الوحيد لمشكلة العمى.

والطريقة الوحيدة لاستعادة البصر هي تلقي قرنية من متبرع بشري لزراعتها، وتتكون القرنية بشكل أساسي من بروتين الكولاجين، لكن واحداً فقط من كل 70 مريضاً يخضع لعملية زرع القرنية، بالإضافة إلى التكاليف العالية لهذه الجراحة التي تقلل من فرص انتشارها خاصًة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقد أوضحت الدراسة أن هذه القرنيات المهندسة بيولوجياً يمكن تخزينها بأمان لمدة عامين تقريباً، على عكس القرنيات البشرية المتبرع بها، والتي يجب استخدامها في غضون أسبوعين من نقلها من المتبرع.

لذلك، يأمل الباحثون أن تعمل الزراعة الحيوية الجديدة على تحسين القدرة على الإبصار للملايين حول العالم، ممن يحتاجون إلى إجراء عمليات زراعة القرنية الصعبة والمكلفة.

عبير شمص

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى