
د. أحمد البوقري: “الولايات المتحدة لا يمكنها تجاوز دور السعودية في المنطقة”
أجرى الحوار: نبيل المقدم
أحمد البوقري رجل اعمال سعودي معروف وعائلته باعمالهم التجارية على مستوى المملكة العربية السعودية، وخارجها ايضاً. إلا أن أحد افراد العائلة، وهو الدكتور أحمد، لم يكتف بعالم الاعمال، ومشاغله التي لا تنتهي. بل اشتهر ايضاّ بمواقف اثارت اهتماماً لدى الرأي العالم العريي والغربي، تتعلق بقضايا وطنية وقومية داخل المملكة وخارجها. تناولتها الصحف ووسائل التواصل بكثير من الاهتمام.
واليوم في ظل التطورات المصيرية التي تشهدها المنطقة، وزيارة الرئيس الاميركي للمملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج، والتي سيكون لها تأثيرها الكبير على مستوى الصراع في المنطقة. توجهنا إلى الدكتور البوقري ببعض الأسئلة حول هذا الملف، والتي اجاب عليها بصراحته المعهودة.
– كيف تقراء زيارة الرئيس الاميركي ترامب إلى المملكة العربية السعودية في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة؟
ارتبطت السعودية والولايات المتحدة بمصالح مشتركة عديدة الاصعدة الاستراتيجية والعسكرية والامنية والسياسية والاقثصادية.واتسمت علاقتهما بالتناغم،على الرغم من وجود خلافات ابرزها، مايتعلق بالقضية الفلسطينية، وتداعياتها على المنطقة. وقد تمكنت الرياض وواشنطن رغم ذلك من ادارة ملفاتهما والتباين بينهما بدبلوماسية تجعلهما اقرب إلى التحالف والتوافق من الصراع والعداء. واليوم تأتي زيارة الرئيس الاميركي في هذا السياق. وقد نظرت الادارة الاميركية دائماً أإلى دور المملكة الفاعل والمؤثر في مجريات الجغرافيا السياسية الشرق اوسطية، وتعاملها مع الاحداث والتحولات، كعامل استقرار سياسي فيها، ولاعب رئيسي اساسي في الاستقرار الاقتصادي العالمي، وخاصة فيما يتعلق بالنفط. ودورها في منظمة اوبك.
– تأتي هذه الزيارة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، والصمت الاميركي المريب، والذي يدل على تواطئ واضخ مع نتنياهو. برايكم ماهو تأثير كل هذا على موقف المملكة؟
صحيح أن توقيت الزيارة يأتي متزامناّ مع احداث كبرى في فلسطين وسوريا ولبنان، والتي لها تأثيرها الهائل على مجريات الصراع في المنطقة. ولكن بالرغم كل هذا. فأن موقف المملكة ثابت ولم يتغير، وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
فالواضح حتى الان رفض تل ابيب السلام العادل،وعجز الادارة الاميركية عن فرض ارادتها عليها. صحيح أن السعودية تقدمت بمبادرة سلام في الشرق الاوسط عام 2002،ولكنها رفضت الضغوط الاميركية عليها لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل.وتمسكت بقرارها الثابت، بضرورة حل القضية الفلسطينية ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. واليوم تجدد المملكة موقفها،وتصّر على ضرورة وقف العدوان على غزة. كما تجدد رفضها وادانتها لمشروع الاستيطان في القدس الشرقية، والذي تعتبره يشكل عائقاّ كبيراً امام السلام.
– هل انت متفائل بامكان تحقيق السلام مع اسرائيل؟
في البداية كانت اجزاء من فلسطين، ثم فلسطين كلها بما فيها القدس الشريف، ومعها مساحات من ارض مصر وسوريا، وبعد ذلك اتسع الاحتلال ليشمل نصف لبنان عام 1982، قبل أن يخرج مهزوماّ في عام 2000. واليوم بعد سقوط نظام الاسد، رأينا كيف اقدمت اسرائيل على احتلال مساحات كبيرة من الاراضي السورية، واعلنت انها ستبقى فيها إلى الابد.ولسنا ندري والتساؤل قائم، ماهي البقاع الاخرى من الارض العربية والاسلامية التي سلتتف عليها الافعى الصهيونية اذا بقي هذا الوضع والحال.ولعل حكماء صهيون لم يريدوا تكليفنا عناء الاستتناج والتفكير، حين رسموا حدود دولة اسرائيل الكبرى ” ارضك ياسرائيل من الفرات إلى النيل “، وعلقوه شعاراً على مجلسهم التشريعي في القدس.
– برأيكم مالذي يدفع نتنياهو إليوم إلى المزيد من التعنت؟
إن نتنياهو يدرك اليوم إن النظام الدولي بعني اميركا. مع ذلك اقدم على تحديه، مستفيداً من تعاطف اللوبي اليهودي في اميركا مع اسرائيل، لتحقيق مشروعه القائم على تهجير الفلسطنيين إلى خارج عزة، والسيطرة عليها، والقضاء على المقاومة. ومن الملاحظ إنه في كل مرة تحقق المفاوضات الرامية إلى وقف اطلاق النار بعض التقدم ، يتمادى رئيس وزراء العدو في تعنته واجرامه ، ويتمادى اكثر في مشروع الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.