
زلزال ثانٍ ضرب تركيا وسورية
ضرب زلزال ثان وسط تركيا بعد زلزال قوي امتدت ارتداداته إلى مناطق أبعد من الشرق الأوسط، كما تفاقم عدد الضحايا في في تركيا وسوريا. وفيما عبر كلا من الرئيس والمستشار الألمانيين عن تعاطفهما، عرضت إسرائيل مساعدتها الإنسانية.
الزلزال الثاني بقوة 7,5 درجة على مقياس ريختر منطقة جنوب شرق تركيا، وشعر به أيضا سكان سوريا ولبنان. وكان زلزال مدمر ضرب المنطقة في وقت مبكر من اليوم الاثنين (السادس من شباط / فبراير 2023) ، وحصد أرواح أكثر من 1400 شخص، من بينهم 912 في تركيا، والمئات في سوريا. ووفقا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصيب أكثر من 5300 شخص في تركيا جراء الزلزال الأول. ووفقا لمرصد الزلازل في اسطنبول، كان مركز الزلزال الآخر في محافظة كهرمان مرعش.
قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، إنها سجلت زلزالا ثانيا مركزه كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد بقوة 7.6 درجة اليوم الاثنين، فيما وصل عدد ضحايا الكارثة في البلاد إلى أكثر من 912 على الأقل.
وأضافت السلطات التركية أن الزلزال وقع على عمق 7 كيلومترات وكان مركزه منطقة البستان في إقليم كهرمان مرعش.
وجرى استشعار هزات أرضية في عدد من الدول المجاورة لتركيا، صباح يوم الاثنين، مثل لبنان والأردن ومصر، في حين تأثرت سوريا بشدة وسقط فيها مئات القتلى، حسب تقديرات أولية.
وقال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إن زلزالا قويا بشدة 7.5 ضرب تركيا يوم الاثنين، وسط توقعات بأن يتزايد عدد الضحايا، نظرا لاستمرار جهود البحث عن الضحايا والناجين.
وأضاف المركز أن الزلزال وقع على بعد 67 كيلومترا إلى الشمال والشمال الشرقي من كهرمان مرعش في تركيا على عمق كيلومترين.
وقال الخبير الجيولوجي، الدكتور يحيى القزاز: لا تعد الزلازل والهزات الأرضية ظواهر نادرة الحدوث في تركيا، حيث تشير أرقام هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في البلاد إلى وقوع أكثر من 33 ألف زلزال في عام 2020 وحده، بينها 322 بقوة تزيد على 4 درجات على مقياس ريختر.
اللافت هو وصوله بدرجات قوية باتجاه سوريا المجاورة، وما قد يعنيه هذا في المستقبل من علاقته بالدول الأخرى المحيطة.
تعاطف ألماني
من جهته، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن تعاطفه مع ضحايا الزلزال المدمر وقال في بيان صحفي اليوم الاثنين “لقد صدمت بشدة من حجم الموت والدمار. قلبي مع العديد من الضحايا وتعاطفي مع عائلاتهم”، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، وأضاف: “آمل أن يتم إنقاذ المزيد من الأفراد من تحت الأنقاض”.
كما غرد المستشار الألماني أولاف شولتس كاتبا “نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة… “. وقدم شولتس تعازيه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقال شولتس إن ألمانيا مستعدة لتقديم المساعدة. وأضاف في رسالة التعزية “قلوبنا مع المصابين الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل والكامل، ومع أولئك الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم بشكل غير متوقع… ألمانيا مستعدة لتقديم العون والمساعدة في التعامل مع هذه الكارثة”.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى. وأشار أردوغان إلى أن 2818 مبنى انهار بعد الزلزال الأول ووصف الأمر بأنه “أكبر كارثة” تمر بها البلاد منذ زلزال قوي ضرب إقليم أرزنجان شرق البلاد في عام 1939.
وقال للصحافيين في مؤتمر صحفي في مركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة “الجميع يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب من الأمور”. وتابع قائلا “لا نعرف إلى أي مدى سيرتفع عدد الضحايا لدى تواصل جهود رفع أنقاض العديد من البنايات في منطقة الزلزال”. وأشار إلى أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة. وذكر أن عدد المصابين وصل حتى الآن إلى 5385 من بينهم 2470 انتشلوا من تحت الأنقاض.
شمال سوريا
وفي سوريا أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلاً عن وزارة الصحة عن مقتل 371 شخصاً وإصابة 1089 بجروح في مناطق سيطرة الحكومة في حصيلة جديدة يتم تحديثها تباعاً، فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. وكانت الوزارة أفادت في وقت سابق عن 339 قتيلاً. وسجلت معظم الإصابات في محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط). وفي المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) عن مقتل 221 شخصاً وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع “بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض”. وحذرت المنظمة، العاملة في مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة، من “صعوبات كبيرة” تواجه فرقها وحاجتها “لمعدات ثقيلة للإنقاذ”.
وتتوالي وعود المساعدات التي تقدم من قبل دول غربية وشرق أوسطية، فقد تعهدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بتقديم مساعدات شاملة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحدود التركية -السورية. وقالت الوزيرة في برلين اليوم الاثنين: “ننسق سويا بشكل وثيق وسنساعد بكل الوسائل المتاحة لنا والتي لها ضرورة قصوى الآن”.
وذكرت فيزر أن الوكالة الألمانية للإغاثة التقنية تُعد بالفعل توريد مولدات كهرباء للطوارئ وخيام وأغطية، كما تعمل على توفير ملاجئ طارئة ومرافق لمعالجة المياه. ولقي المئات حتفهم إثر الزلزال الذى كان مركزه في كهرمان ماراس بجنوب تركيا اليوم.
ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية، طلبت تركيا فرق متخصصة في الانقاذ والانتشال من تحت الأنقاض عبر ما يسمى بإجراءات الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر تقديم مساعدات إنسانية لسوريا من خلال منظمات دولية مثل “مالتيزر”. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إنه تم زيادة أموال الدعم هنا بمقدار مليون يورو.
توقف تدفقات النفط
من جانبها أوقفت تركيا تدفقات النفط الخام إلى محطة “جيهان” للتصدير الواقعة على ساحل البحر المتوسط، كإجراء احترازي في أعقاب وقوع زلزال مدمر في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، بحسب ما قاله مسؤول مطلع على الأمر. وأفادت وكالة “بلومبرغ” للأنباء بأن شركة “بوتاش” الحكومية التركية التي تتولى إدارة وتشغيل خطوط أنابيب النفط الخاصة بالبلاد، اتخذت هذا القرار صباح اليوم الاثنين، بعد وقوع واحد من أقوى الزلازل في منطقة الشرق الأوسط منذ أعوام.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه لم يتم رصد أي تسريبات في خطوط الأنابيب التي تغذي الميناء. وتمر خطوط أنابيب النفط التي تربط تركيا بالمنتجين في العراق وأذربيجان عبر المناطق التي ضربها الزلزال. كما تضم المنطقة محطة جيهان الرئيسية للطاقة في تركيا، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء. وكان زلزال بقوة 8,7 درجة على مقياس ريختر قد ضرب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا صباح اليوم على عمق 18 كيلومترا، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات في البلدين، كما ألحق أضرارا بالبنية التحتية.
المصدر: وكالات