الاحتلال يضع خططاً جديدة لحربه على الضفة الغربية

العربي الجديد – نايف زيداني

يواصل الاحتلال الإسرائيلي وضع خطط جديدة تستهدف الضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع العدوان المستمر عليها وقتل عدد كبير من الفلسطينيين وتهجير آخرين من أماكن سكناهم وتدمير منازلهم وأحيائهم، خصوصاً في مخيمات اللاجئين بمدينتي جنين وطولكرم. ولا يكتفي الاحتلال بالقتل والتدمير، ولكنه يضع تصوّرات وخططاً بزعم التصدي لتهديدات مستقبلية محتملة، لا تستهدف المستوطنات داخل الضفة فحسب، ولكن أيضاً المستوطنات الموجودة داخل الخط الأخضر، خاصة تلك القريبة من خط التماس وجدار الفصل العنصري.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، بأنّ مسؤولين كباراً في جيش الاحتلال قلقون إزاء الوضع في الضفة الغربية المحتلّة، وهناك من يصفون خطورة الوضع واحتمالات تفجّره بأنها تفوق تلك الموجودة في قطاع غزة حالياً، وتصل لحدّ الخوف من تكرار سيناريو عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولكن هذه المرة في مستوطنات الضفة أو تلك المحيطة بها في مناطق خط التماس.

وبذريعة هذه التخوّفات، قرر جيش الاحتلال تخصيص مقرّ رئيسي عسكري لهذه المهمة، يشمل العديد من الألوية الاحتياطية من الجبهة الداخلية، والتي ستكون مهمتها في حالات الطوارئ حماية مستوطنات خط التماس. ويدور الحديث عن ألوية تابعة لقيادة الجبهة الداخلية، تم إنشاؤها في إطار استخلاص العبر من عملية “حارس الأسوار” خلال هبة الكرامة عام 2021، وهدفها هو حماية محاور الطرق الرئيسية، في الداخل المحتل أيضاً.

وسوف تساعد الألوية المذكورة وحدة نقل في الاحتياط، مهمّتها نقل الجنود إلى نقاط الاختراق في جدار الفصل العنصري، وفق الصحيفة. وفي الوقت ذاته، تدرّبت فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، خلال العام الماضي، على سيناريوهات معقّدة، بحسب الصحيفة. وفي إطار التدريبات، استعدت الفرقة لحماية المستوطنات المقامة على خط التماس، ومحاكاة صعوبة إنتاج صور تقييم للوضع خلال وقوع الأحداث، واستعداد القوات لتدخل طائرات.

وزعمت الصحيفة العبرية أنّ الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في حجم العمليات ووسائل قتالية متقدّمة وتشكيلات جديدة لكتائب فلسطينية محليّة في طولكرم وجنين وطوباس، وادعت أنّ العدوان الواسع في الضفة يأتي من أجل إحباط تلك الكتائب.
مخاوف من الحواجز في الضفة
في غضون ذلك، ينصب جيش الاحتلال عدداً كبيراً من الحواجز في المناطق التي يركّز عدوانه عليها منذ بدء عملياته، ما يتسبب بأزمات مرورية حادة، تقدّر جهات أمنية إسرائيلية أنها قد تساهم بدورها في تفجير الأوضاع. ويعود جزء من ذلك إلى قرارات صادرة عن المستوى السياسي. ومن جهة أخرى، نقلت “يديعوت أحرونوت” اعتبار جهات في جيش الاحتلال أن حجم القوات المنتشر على الحواجز “غير مبرر”، وأنه من الأفضل توظيف القوات في عمليات هجومية.

ووفق الصحيفة، تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بحالة غليان في أوساط الفلسطينيين في الضفة بسبب الازدحامات المرورية التي يخلقها الاحتلال وحواجزه، ما يجعل الفلسطينيين عالقين وسطها لنحو خمس ساعات يومياً، وتصفها بأنها تفوق الغضب على تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.

وذكرت الصحيفة أنّ مهمة جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك)، هي “توفير الحماية وخلق الأمن لمواطني دولة إسرائيل على جانبي الخط الأخضر… لكن مهمة الجيش الإسرائيلي هي أيضاً التحذير في حال كانت القرارات السياسية تُعرّض الأمن للخطر وتزعزع الوضع”. وعلّق جيش الاحتلال بأنّ “الجيش يعمل بهدف تعزيز الجاهزية لمجموعة متنوعة من السيناريوهات في جميع الجبهات. لن نفصّل حول الاستعدادات العملياتية”.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى