ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء: لنتحمل معا مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا وبلدنا
وبلينكن أبلغني بسعيهم بكل جهد لوقف النار وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل طهر اليوم في السرايا شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، الصحة فراس الابيض،البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، التنمية الادارية نجلا الرياشي، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الاشغال العامة والنقل علي حمية،المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد أمين سلام.
كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
كلمة رئيس الحكومة
في ختام الجلسة تحدث رئيس الحكومة فقال:” تلقيت اتصالا من وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن، يصب في اطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف اطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لاتمام وقف اطلاق النار. وهذا كان مطلبي، وعلى الاقل وقف قصف المدنيين وهذه الاضرار الحاصلة على المدنيين. ركزت على هذا الامر. وكمثال على ذلك ما حصل بالامس حيث سقط اثنان وعشرون شهيدا وعشرات الجرحى من المدنيين. هذا الموضوع غير مقبول على الاطلاق.
في خلال جلسة مجلس الوزراء، توجهت بتحية إجلال لأرواح الشهداء وضحايا الاعتداءات الاسرائيلية، وآخرها أمس في راس النبع، وشددت على أننا نطلق للعالم هزة ضمير لا صرخة ألم وخيبة ،لأننا أقوياء بالايمان ومتمسكون بحقنا بكرامتنا وارضنا و سيادتنا”.
في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا ان لبنان ملتزم ومصر على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وأن على المجتمع الدولي ان يلزم العدو الاسرائيلي بالتقيد بمضمون القرار والالتزام به، تحقيقاً للاهداف التي من أجلها صدر هذا القرار.
أضاف :”في جلسة اليوم اتخذنا القرار الآتي:”الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار”.
إن هذا الموقف الذي نعلنه ليس مستجدا، بل اكدناه على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة السنة الفائتة وأعلناه أيضا منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب. والقاصي والداني يعلم ان العدو الاسرائيلي هو الذي رفض التجاوب مع ما طرحناه في هذا الاتجاه”.
وتابع :”دعوتي لكل المسؤولين والقوى الوطنية ،ان نتحمل معا مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا و بلدنا .كما ادعو وسائل الاعلام الى وعي دقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقيته في هذه المرحلة الدقيقة.
رغم كل الجهود التي بذلناها عربيا ودوليا للحؤول دون وقوع المحظور تستمر الحرب الاسرائيلية على لبنان، وتتصاعد اغتيالا وقتلا وتدميرا وانتهاكا جويا لسيادتنا وإجتياحا بريا لأرضنا ، وكأننا متروكون للقدر، وكأنه محرم علينا ان ندافع عن حقنا وارضنا و كرامتنا.
ما يشهده العالم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لكل الحدود والاخلاقيات، وما تخلفه يوميا من تدمير وما توقعه من شهداء وضحايا، يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الاسرائيلية التي لا ترتدع و لا تزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم ، مستقوية باللامبالاة العالمية وبالصمت المريب عن مجازرها الإبادية. كأن لبنان خارج اي حصانة مجتمعية وحماية إنسانية ، وبعيدا عن منطق احترام القوانين والمواثيق الدولية وكرامة الإنسان وحق الشعب باسترجاع ارضه و الحفاظ على حريته”.
وأردف ميقاتي :”نحن لا نطلق نداء إستغاثة نحن نهز ضمير الإنسانية لتنتصر للحق والإنسان ولبنان.
الاعتداء الذي تعرضت له قوة اليونيفيل من قبل إسرائيل، هو جرم مستنكر من قبلنا، وهو برسم المجتمع الدولي الذي تنتهك حرماته و يهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة.
النداء الوطني الذي أطلقناه من عين التينة ، مبني على الموقف الدولي الاميركي والفرنسي والدول الأثني عشر المؤيدة لوقف الحرب وهدنة الواحد وعشرين يوما ، هو نداء بإسم لبنان ولأجل كل لبنان . وهذا النداء صالح للتطوير ولأن يكون نداء جامعا ، ويدنا ممدودة للتضامن مع كل القوى السياسية والقامات الوطنية.
وفي الختام، نجدد التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، تحصينا للبلد”.
وقال الرئيس ميقاتي:”من الطبيعي في كل جلسة، أن نؤكد دائما ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
خلال الجلسة عرضنا الأوضاع الإنسانية والاجتماعية واستمعنا الى معالي الوزراء بدءا بمعالي وزير البيئة الذي احاطنا بما تقوم به هيئة الطوارئ من عمليات إيواء وتوزيع أغذية وكل الأمور الإنسانية الضرورية فلدينا اليوم حوالي الف مركز إيواء منهم ستمئة مدرسة رسمية ومقار تربوية، وشرح لنا معالي الوزير عن التوزيعات التي يقوم بها في ما يتعلق بالغذاء وما وصلنا حتى الان والتوزيعات التي تمت بالأمس وهذا الأسبوع، والتوزيعات المنتظرة خلال الأسبوع المقبل، وشرح لنا ما يصلنا من الدول الشقيقة والصديقة.
وهنا لا بد لي،إلا أن أشكر باسم الحكومة كل الدول التي ساعدت لبنان بهذه الظروف الصعبة، وتبلغنا اليوم انه ابتداء من الغد سيكون هناك جسر جوي بين لبنان والمملكة العربية السعودية حيث ستأتي المساعدات أيضا من قبلها، إضافة الى كل الدول الصديقة والعربية التي ساهمت بارسال المساعدات. شكر كبير من كل لبنان ومن الحكومة اللبنانية الى جميع المتبرعين.
نحن نتحسب أيضا لفصل الشتاء، والوزير ياسين شرح عن هذا الموضوع والاحتياجات الضرورية .قلت في المرة الماضية انني اعتذر من اللبنانيين اذا حصل أي نوع من خلل، ولكن كونوا على يقين اننا نعمل بكل ما في وسعنا ، جميع الوزراء ، كل ضمن اختصاصهم ،بما لديه من الطاقة لتنفيذ ما يمكن تنفيذه ضمن الإمكانيات الموجودة الحالية، واعتقد انه ضمن المساعدات التي ستأتي سيكون لدينا إمكانية اكبر لإعادة توزيع كل ما يلزم على كل الأراضي اللبنانية، من أجل ذلك طلب مجلس الوزراء من معالي الوزير مجددا ان يكون لهذه التوزيعات والمساعدات التي تأتي من الخارج هي نوع من تدقيق خارجي. حتى الان لم يصلنا أي شيء نقدي، ولكن كل ما يصل من بضائع واغذية وفرش وغيره، سينشر على موقع رئاسة الوزراء بالتفاصيل مصدر هذه المساعدات وكيفية توزيعها”.
أضاف:أكدنا خلال الجلسة اننا نرحب بكل المؤسسات الدولية التي تعمل في لبنان، وليس لدينا أي مانع في أن تعمل ولكن بشرط ان تعمل بالتنسيق الكامل مع الدولة اللبنانية، لكي نعلم اين تذهب هذه المساعدات ولعدم حصول ازدواجية في التوزيع .
وتابع :كما استمعنا الى شرح وزير التربية عن أوضاع المدارس وكيف يمكن ان نواجه السنة التربوية حيث توجد حوالي خمسمئة وتسع وتسعين مدرسة اليوم مشغولة بالنازحين اللبنانيين، كما ان وزير البيئة شرح انه يمكن انشاء مراكز إيواء جديدة ضمن اطار جديد، اما عبر إيجاد مراكز جديدة، او انشاء مراكز ونحن في الوقت الحاضر بالتنسيق مع وزارة الاشغال نبحث عن أراض فارغة للدولة اللبنانية لاقامة هذه المنشأت عليها. كما تحدث وزير الصحة وشرح كل الأوضاع الصحية وانه وبدءا من اليوم تم توزيع ما يلزم من الادوية وغيرها على مراكز الايواء والمستشفيات للمواطنين النازحين.
وتحدث وزير الداخلية عن اجتماع مجلس الامن المركزي الذي انعقد بالأمس واكدنا عليه انه “يجب أخذ الحيطة والمتابعة، لان أي ممتلكات خاصة يحميها الدستور ولا يمكن التعدي عليها. يجب إيجاد مراكز إيواء خارج الأمكنة الخاصة واخلائها من النازحين، وأيضا في ما بتعلق بالمنتشرين في الطرقات سنلاحق هذا الموضوع ووعدنا خلال الساعات المقبلة ان نرى حلا. لا أريد ان التزم بهذا الكلام الى حين رؤية هذه النتيجة، ولكن كونوا على يقين اننا نتابع هذه القضية ان كان مع وزير الداخلية او وزير البيئة او الأجهزة الأمنية والجيش لوقف هذا الانتشار المدني على طرقاتها وأرصفتها.
وتحدث أيضا وزير النقل عن وضع مطار بيروت والمعابر، ومرافق بيروت، وقد أطمأنينا بان الأمور تسير كما يجب ان تكون”.
كما تحدث وزير الاعلام، ونناشد مجددا، ان يكون حقيقة الاعلام كما نعرفه اعلاما وطنيا، وان يظهر الاشياء الإيجابية، ونحن اليوم بحاجة لنتعاون معا ولا يمكننا الا ان نكون مع الاعلام البناء كما نعرفه دائما وكما نعرف الاعلام اللبناني فيجب ان يكون بناء.
وتطرق وزير المهجرين الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، وأعلمنا وزير الداخلية ان حوالي ثلاثمئة واربعة وثلاثين الف سوري خرجوا من لبنان خلال الاسبوعين الماضيين. وأبلغنا معالي وزير المهجرين أيضا باننا لا نمانع ان يذهب الى سوريا وان يتابع هذا الموضوع من اجل تسهيل عودة من يريد ان يعود الى سوريا.
وتحدث وزير الزراعة عن موضوع القمح، وما يجب ان نقوم به في الوقت الحاضر من تشجيع لزراعة القمح في لبنان لكي نكون في الموسم المقبل على جهوزية ونستطيع الاستفادة من كل الأمور الموجودة.
كما تطرقنا الى الملف المتعلق بمؤتمر باريس وتهيئة الملف اللبناني الخاص بهذا المؤتمر والذي دعينا اليه في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وسيتم تهيئة الملف من كافة النواحي الإنسانية وما يطلبه الجيش لكي يقوم بدوره في هذا الموضوع. وفي دراستنا سنوضح ما يجب ان نقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب. كما تحدثنا عن الضوابط السلوكية داخل مراكز الايواء وامن هذه المراكز والصحة العامة والنظافة . يبقى الأساس الذي نركز عليه دائما وهو ضرورة وقف اطلاق النار فورا وان يقوم الجيش بدوره كاملا لحفظ الامن وتعزيز دوره في جنوب لبنان لكي يقوم لما ينص عليه القرار 1701.
أسئلة وأجوبة
وردا على سؤال عن إمكانية تطبيق القرار 1701 وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي:”يبقى الحل الديبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق ايضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انه يوجد أي تردد.
وردا على سؤال، قال ميقاتي: نتيجة المساعي التي بدأت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، والمتعلقة بتخفيف التصعيد، خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع”.
أضاف:ان ضرب المدنيين بهذه الطريقة، والحاق الاذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء امر لا يجوز بتاتا، فهذا حرام، فهل تخلينا عن انسانيتنا؟ فلا يجوز ألا يكون صوتنا عاليا، بأن هذا الامر لا يجب أن يحصل.
وعما اذا كان لبنان لا يزال مرتبطا بغزة، اجاب: “اولويتنا اليوم الا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والامن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه”.
وعن موقف “حزب الله”، قال:”أنا رئيس وزراء لبنان، ولا أتكلم باسم “حزب الله” مع احترامي له. أنا أتكلم باسم لبنان، وما يهمني هي سلامة بلدي، ووقف اراقة الدم والدمار”.
وعما اذا كانت الولايات المتحدة الاميركية تعتبر خطوة انتخاب رئيس للجمهورية شرطا للوصول إلى وقف إطلاق النار،قال:”لقد أثار الوزير بلينكن هذا الموضوع، وقبل انتهاء المكالمة معي قال ان هناك امرا واحدا بعد وهو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية.
وأشار الى انه “سيتصل الآن بالرئيس بري لحثه على المضي قدما بخطوته لانتخاب رئيس شرط الا يكون رئيس تحد لأحد، بل رئيس مقبول من جميع اللبنانيين، ويجمع ولا يفرق”.
وردا على سؤال اجاب:”لقد طالب مجلس الوزراء الآن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار.هل مجلس الوزراء هو من اتخذ قرار إطلاق النار ليأخذ قرار وقف إطلاق النار؟”.