عُمان جسر الحوار: للمفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة وتطلعات نحو اتفاق “متوازن”

كتبت نداءحرب

في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها منذ أعوام، شهدت العاصمة العُمانية مسقط انطلاق الجولة الافتتاحية للمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عُمانية فاعلة، في محاولة لرأب الصدع المتراكم بين البلدين، وفتح نافذة أمل للتوصل إلى اتفاق “مرضي للطرفين” وفق تعبير المسؤولين الإيرانيين.

تفاصيل الجولة الأولى: 150 دقيقة من الحوار “البناء”
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات صحافية عقب انتهاء المفاوضات، أن الجولة الأولى استمرت قرابة ساعتين ونصف، وصفها بأنها “بنّاءة”، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يجلس فيها الطرفان –ولو بشكل غير مباشر– لبحث الملفات العالقة. وأشار عراقجي إلى أن الحوار جرى في “جو هادئ ومحترم للغاية”، مع عدم استخدام أي لغة غير لائقة من قبل أي من الوفدين، مما يعكس رغبة جادة في تجاوز العقبات.

عُمان وسيطاً: 4 رسائل متبادلة عبر “ناقل عُماني”
كشف عراقجي عن الآلية التفصيلية للمفاوضات، والتي اعتمدت على الوساطة العُمانية كجسر اتصال حيوي. حيث تولى وزير الخارجية العُماني، السيد بدر البوسعيدي، مهمة “الناقل الدبلوماسي” بين الغرفتين المنفصلتين للوفدين، حيث تم تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن أربع مرات خلال الجلسة. وأشاد عراقجي بدور السلطنة، واصفاً جهودها بأنها “مفتاح نجاح هذه الخطوة الأولية”.

أبرز ما ميّز هذه الجولة –حسب الوزير الإيراني– هو التزام الطرفين بمنهجية واضحة، تهدف إلى “دفع المحادثات نحو اتفاق متوازن ومقبول”، مع التأكيد على مبدأ المساواة في التعامل. ورغم عدم الكشف عن طبيعة الرسائل أو النقاط المطروحة، إلا أن عراقجي نوّه إلى أن الجانبين بدآ بوضع “الإطار العام” للملفات المطروحة، والتي يُتوقع أن تشمل الملف النووي، ورفع العقوبات، وقضايا أمن المنطقة.

تم الاتفاق على عقد الجولة الثانية من المفاوضات يوم السبت المقبل، حيث ستركّز –وفقاً لعراقجي– على بلورة الإطار العام للاتفاق المحتمل، وقياس مدى إمكانية تحقيق تقدم ملموس، وأوضح أن طهران ستراقب عن كثب “نوايا الجانب الأميركي”، مؤكداً أن استمرار الحوار مرهون بمدى جدية واشنطن في تقديم ضمانات عملية تُترجم على الأرض.

وختاماً نستطيع القول إن مسقط محطة جديدة في تاريخ الأزمات الإقليمية حيث تُعتبر هذه المفاوضات امتداداً لدور عُمان التاريخي في الجمع بين الأطراف المتقاطعة، لكنها تختلف هذه المرة بحجم التحديات والتعقيدات التي تُحيط بالعلاقة الإيرانية الأميركية، وبينما يُشكّل الاتفاق المحتمل هدنة مؤقتة في ظلّ توترات إقليمية متصاعدة، تبقى الأسئلة معلقة: هل ستنجح مسقط في تحويل الحوار غير المباشر إلى مسار مباشر؟ وهل ستُترجم لغة الاحترام المتبادل إلى خطوات فعلية؟ الإجابة قد تبدأ بالجولة المقبلة.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى