ندوة دولية في جامعة النهرين تناقش تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد العالمي

بالتعاون مع جامعة سلطان قابوس من سلطنة عمان ومع مركز الابحاث في جامعة جيهان - دهوك

كتبت د.حنان الشعار

أُقيمت ورشة عمل دولية إلكترونية في كلية اقتصاديات الأعمال بجامعة النهرين، بعنوان: “تداعيات التعريفات الجمركية الأميركية على الاقتصاد العالمي”، وذلك مساء يوم الجمعة الموافق 18 نيسان 2025، بحضور السيدة عميد الكلية الدكتوره نغم حسين نعمه و بإدارة الدكتور نوار السعدي استاذ الاقتصاد الدولي بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في الشأنين الاقتصادي والسياسي من مختلف الدول العربية.

الجلسة الأولى: قراءة في التحولات الأميركية– الصينية
قدّم الدكتور سفيان عبد القادر، الأستاذ المشارك في الاقتصاد الدولي بجامعة سلطان قابوس في سلطنة عمان، عرضاً علمياً معمقاً حول السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، مشيراً إلى التوجهات الانعزالية والحمائية التي طبعت تلك المرحلة، وخصوصاً عبر الحروب التجارية التي أطلقتها واشنطن ضد بكين.

سلط الدكتور سفيان الضوء على الميزان التجاري الأميركي الذي يميل بشكل كبير لصالح الصين، حيث استعرض بالأرقام أهم الواردات والصادرات المتبادلة بين الطرفين، مبرزاً الفجوة المتزايدة في الميزان التجاري الأميركي منذ مطلع الألفية، والتي دفعت الولايات المتحدة لتبني سياسات ضريبية أكثر عدوانية تجاه المنتجات الصينية.

كما تناول أثر هذه السياسات على الاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن الأسواق المالية العالمية أصبحت ساحة للصراعات السياسية المغلّفة بمظاهر اقتصادية، حيث يُستخدم التلاعب في البورصات، وافتعال التوترات التجارية، كأدوات غير مباشرة لخدمة أهداف جيوسياسية، من بينها الضغط على الصين في ملفات حساسة كالتكنولوجيا والطاقة.

الجلسة الثانية: الرسوم الجمركية أداة تفاوض لا عقاب
في الجلسة الثانية، تحدّث الدكتور مصطفى أكرم، خبير في الشأن الاقتصادي والمالي، عن الدوافع الحقيقية وراء رفع الرسوم الجمركية الأميركية، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لم يكن جباية الإيرادات أو تقليص الاستيراد، بل استخدام تلك الرسوم كأداة ضغط اقتصادي لإجبار الشركاء التجاريين على الدخول في مفاوضات تفضي إلى استثمارات وشراكات جديدة تصب في مصلحة الاقتصاد الأميركي.

وأوضح الدكتور مصطفى أن الولايات المتحدة لم تكن قلقة من احتمال انسحاب الدول من سوقها، بسبب الجاذبية العالية للدولار كعملة عالمية مستقرة وآمنة، حتى في ظل ما قد تتحمله الشركات من خسائر مؤقتة نتيجة تلك الرسوم.

وبين أن الرسوم المضادة التي تفرضها الصين أو دول الاتحاد الأوروبي ليست سوى ورقة تفاوض سياسية واقتصادية، وليست رداً حاسماً أو استراتيجية بعيدة المدى، مرجحاً أن تستخدم واشنطن أدوات غير تقليدية للضغط مثل المساعدات الدولية، النفوذ العسكري، أو حتى العقوبات المالية في مناطق تعد حساسة لمصالح الصين، مثل بحر الصين الجنوبي أو إفريقيا.

وفي ختام مداخلته، أكد أن الاقتصاد الصيني وكذلك الأوروبي، رغم دعواتهما للتعددية القطبية النقدية، ما زالا يعتمدان بدرجة كبيرة على استقرار الدولار واستمراره كعملة عالمية، لكن دون منح الولايات المتحدة تفرداً مطلقاً بصنع السياسات النقدية الدولية.

نقاشات موسّعة ومخرجات علمية مهمّة
بعد انتهاء مداخلات المتحدثين، فُتح باب الحوار والنقاش، حيث شهدت الورشة تفاعلاً واسعاً من الحاضرين من داخل العراق وخارجه، وتركزت المداخلات على سبل مواجهة التغيرات المتسارعة في السياسات الجمركية والتجارية العالمية، وانعكاساتها على الاقتصاديات النامية.

مخرجات الورشة ركزت على أهمية:

صياغة استراتيجيات مرنة للدول النامية تُمكّنها من التكيّف مع التحولات الاقتصادية الكبرى.

دراسة التأثيرات غير المباشرة للسياسات الأميركية على الأسواق الإقليمية.

تعزيز مبدأ الشراكات الاقتصادية المتعددة وتخفيف الاعتماد المفرط على الدولار.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى