كنعان: اتفاق صندوق النقد مع لبنان قائم والنية باستكماله موجودة
ولا عقوبات على لبنان إنما حديث عن وضعه على اللائحة الرمادية
أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان أن “اتفاق صندوق النقد مع لبنان قائم، والنية باستكماله موجودة، فالصندوق لا يعتبر أن الإتفاق مات، ولم ييأس من لبنان، ومهمته التعاطي مع الأزمات الصعبة، رغم أن الوتيرة لم تكن سريعة بسبب أزمة الودائع لأن لا دولة في العالم تتجه الى شطب ودائعها”.
وقال كنعان، في حديث لإلى برنامج “المشهد اللبناني” على قناة “الحرة”: “ليست هناك عقوبات على لبنان، إنما يجري الحديث عن وضعه على اللائحة الرمادية أي التشدد في التعاطي معه، وهذا أمر سلبي، فبعثة الصندوق طلبت ضرورة خروج لبنان من اقتصاد الكاش، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في غياب قطاع مصرفي فاعل، فالعقوبات ليست الحل، واللائحة الرمادية تقوي الاقتصاد غير الشرعي الذي يمر من خلاله التهريب وتمويل الارهاب وتبييض الأموال”.
أضاف: “إن اقتصاد الكاش يزعج الأميركيين ويزعجنا، فنحن لا نريد أن نكون دولة مارقة وفاشلة كالدول التي هي خارج المنظومة المالية العالمية والفاقدة لثقة الدولة والمستثمرين”.
وتابع: “إن إصلاح الوضع في لبنان يمر في تقوية الاقتصاد الشرعي ليس بتدمير القطاع الخاص في لبنان”.
وأردف: “كان هناك اهتمام وجدية في ما قلناه خلال لقاءاتنا، وهو ما يتطلب متابعة حكومية ونيابية”.
وأكد كنعان أنه لمس من خلال “اجتماعه بصندوق النقد الدولي وجود قناعة بعدم إمكانية حل مشكلة لبنان من دون التطرق الى الودائع، وجرى نقاش في السبلِ والآليات التي يجب اعتمادها، أهمها التدقيق بموجودات المصارف وعائدات الدولة”، مؤكدا “ضرورة إجراء تدقيق محايد من خلال شركة دولية محايدة”، وقال: “في الوقت نفسه، تترتب على الدولة اللبنانية مسؤوليات، نتيجة السياسات المالية المتعاقبة على مرّ السنين، والتي كانت سببا أساسيا للإنهيار”.
أضاف: “المطلوب تعاون بين الدولة والبنك المركزي والمصارف لإنتاج آلية واضحة منها التدقيق بعائدات الدولة وموجودات المصارف”.
وإذ اعتبر كنعان أن “هناك حكومات غير مسؤولة، وأن الترابط والتكامل بين عدد كبير من المصارف ومَن هم في السلطة التنفيذية واضح”، كشف أن “عقد إحدى شركات التدقيق موجود في أدراج الحكومة منذ أكثر من عام، وحتى الآن لم يُدفع لهذه الشركة لمتابعة عملها”، وقال: “نحن في حاجة إلى الجدية والقرار والتغطية السياسيّة من قبل كل المكونات من دون أي مزايدات، وهو الأمر الذي بحثه مع بعثة لبنان في صندوق النقد التي ستزور لبنان في أيار لاستكمال عملها من حيث انتهى”.
أضاف: “لمست جدية وإيجابية بالتعاطي مع بعثة صندوق النقد التي يهمها أن يسير الإتفاق ولكنها تبحث أيضا بالتفاصيل، وهذه مسؤولية الحكومة أن تأخذ المبادرة بهذا الموضوع، فالحكومة وحدها من يفاوض صندوق النقد، وعليها مسؤوليات انهاء ما هو مطلوب منها وحسم أمرها وعدم طرح مشاريع وسحبها لعدم تطبيقها”.
واشار إلى أن “هذا الموضوع بحاجة لجدية فلا يجوز أن يَفقِد لبنان ثقة اللبنانيين والمغتربين والمستثمرين”.
وأكد أنه “لمس بعد لقاءاته في واشنطن إرادة بعدم ذهاب لبنان الى حال عدم استقرار كاملة”، ناقلا “رفض واشنطن تمدد الحرب. لذلك، يقومون بجهد دبلوماسيّ كبير، وإرادة بدعم لبنان”.
وقال: “يجب ألا يكون لبنان ضحية الطاولة الكبيرة التي ستعقد تسوية ما بعد الحرب”.
وعن ملف اللاجئين السوريين، اعتبر كنعان أن “العالم يعمل وفق أجندته وتوقيته، والحل لا يجب أن ينتظر التسوية الإقليمية والدولية التي لا نعرف متى ستحصل، والضغط يجب ان يكون في اتجاه عودة اللاجئين الى المناطق الآمنة ووقف تمويل بقائهم في لبنان”، قائلاً: “شظايا انفجار لبنان ستطال العالم كلّه ولن يسلم منها أحد”.
وردا على سؤال عن الحديث عن خروجه من “التيار الوطني الحر” بعد خروج نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، قال كنعان: “أولا من قال إن بو صعب خرج من التيار، وثانياً لا أعلق أو أناقش مواضيع حزبية وداخلية عبر الإعلام، لكن أطمئن الى أنه لن يحصل إلا الخير”.