
أحد الشعانين .. الأزمة الاقتصادية والمعيشية تخطف فرحة اللبنانيين
في هذا اليوم تحيي الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي أحد الشعانين.
وتخطف الأزمة الاقتصادية والمعيشية فرحة اللبنانيين بحلول الأعياد ومنها عيدا الشعانين والفصح ، وستقتصر النشاطات على الاحتفالات الدينية التي ستنطلق اليوم وتليه في أسبوع الآلام لرفع الصلوات والقداديس في مختلف الكنائس، وإلقاء العظات التي ستركز على قيامة لبنان من جلجلة العذابات التي تسمره على خشبة الوجع والذل والقهر.
خلافا للسنوات الماضية حيث كانت أسواق بيروت تعج بحركة الزوار لشراء الألبسة للأطفال والشموع للشعانين والمأكولات والحلويات والهدايا للفصح، خلت هذه السنة الأسواق من هذه الحركة التي بقيت خجولة، واقتصرت فقط على شراء أبرز المستلزمات الضرورية وفقا لأصحاب الشأن والاستغناء في كثير من الحالات عن شراء الشموع المزينة والاكتفاء بأغصان الزيتون.
ووصف رئيس جمعية تجار منطقة الأشرفية طوني عيد الوضع هذا العام بـ”المأساوي”، وقال “إن الأسعار انخفضت بحدود 10 إلى 15% مقارنة بالدولار، أما مقارنة بالليرة اللبنانية فالأسعار ارتفعت عن السنوات الماضية بحود 35%”، معتبرا أن “من يملك الدولار الفريش هو الذي يشتري في هذه الأيام”.
ونظرا للارتفاع الجنوني لأسعار البيض خفت حركة شراء كراتين البيض من السوبرماركات والمحلات التجارية مقارنة مع السنوات السابقة حيث كان يكثر الطلب على شراء البيض لاستخدامه في “لعبة صيد البيض” بعد تزيينه وتلوينه بالصباغ والمبارزة بمفاقسة البيض.
جمعية “أموالنا لنا” صرخة المودعين: أصبح شعارنا “كلنا غادة عون”
وقد عانى لبنان، ولا يزال، أزمات عدة غير الأزمة الإقتصادية، مثل أزمة كورونا، وتلك التي سبّبها إنفجار مرفأ بيروت، إلا أن الأزمة الإقتصادية كان لها الأثر السلبي الأكبر على حياة اللبنانيين، إذ عانت الدولة خلال العام الماضي كساداً إقتصادياً، كان سببه إنكماش النمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 20.3 %، بالإضافة إلى وصول معدّلات التضخم لأكثر من 100 %، فضلاً عن أن سعر صرف الليرة اللبنانية يشهد تدهوراً غير مسبوق، ومعدّلات الفقر تتزايد بشكل حاد. وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار، فيما إرتفعت أسعار المواد الأساسية الى أكثر من 700 %.