بعد تعيين الجلاد حكماً على الضحية، هل ستتغير شعارات تلك التظاهرات؟

أجواء برس

كتب صباح الشويري

تأثرنا جميعنا باليافطات التي أطلقتها مجموعة من المواطنين تجت شعارات وطنية (مقتطعة الأهداف) التي تنادي ضد الاحتلال الايراني وتطبيق القرار 1559 فقط لا غير، وكأن لبنان سيعيش ببحبوحة وآمان واستقرار إذا ما نفذت مطالبهم، متناسين ما يحصل على أرض الواقع، ولا يطالبون بمنع ليس الاحتلالات بل كما يحبون وصفها (الانتداب) وكأن الشعب اللبناني يحتاج الى من يُنتدب عنه ليقرر مصيره، لا ينتبهون أن في أدراج الأمم المتحدة قرارات من المفترض أن يطالبوا بتطبيقها، وكلها قرارات ضد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ومن بينها القرار رقم (1701) ولكن بعضها رفعت صديقتهم اميركا الفيتو لكي لا تنفذ، وان لم يطالبوا بتطبيقها يكونون هم  أنفسهم يؤيدون الاعتداءات والقتل والدمار الاسرائيلي على لبنان، كل لبنان، فاي بقعة يتم الاعتداء عليها تنتهك فيها السيادة اللبنانية.

وأقول هذا الكلام الموجه لكل من يحاول أن يتدخل بالسيادة اللبنانية كائناً من كان، واعتقد أن هذا هو الحس الوطني الصرف. ولا أوجه كلامي الى جهة خارجية ضد جهة أخرى. من موقعي كمواطن لبناني أنتمي مثل أؤلائك المتظاهرون الى وطن أريده سيداً حراً مستقلاً، أرفض كل التدخلات في لبنان، من إيران الى أميركا الى فرنسا وروسيا والأهم إسرائيل.

لنتمعن بتعابير المتظاهرين السعيدة بشعاراتهم، نعم هي شعارات يريدها الشعب اللبناني، لكن اضيفوا إليها شعار  “تطبيق كل القرارات الدولية، ومسح الفيتو عنها”، “منع اسرائيل من الاعتداء على لبنان”، “ترسيم الحدود الشرعية جنوباً وشمالاً وبقاعاً”، “لا للاستبداد الاميركي”، “لا للتدخل الفرنسي”، “لا للاحتلال الاسرائيلي”، “لا للمفاوضات للتنازل عن حقنا في ارضنا وبحرنا ونفطنا”. “ممنوع الخنوع والخشوع لرغبة الغرب”، “ممنوع كسر أعناقنا بالديون”، “محاسبة من يتعاون ويخون”…. وغيرها الكثير.

لفتني في تلك الصورة، تلك السيدة المبتسمة للشعار الذي تحمله، فهل ستحمل وتبتسم ذات العريضة ولكن بشعار “لا للتدخل الاسرائيلي بغطاء أميركي في مفاوضات ترسيم الحدود”، حين سيأتي “آموس هوشستين” الاسرائيلي الولادة والولاء، والاميركي الجنسية، والذي خدم في جيش العدو (إذا كانت تعتبره عدواً)، وبالتأكيد لديه صولات وجولات في الاعتداء على أبناء شعبها جنوباً (إذا كانت تعتبرهم أبناء شعبها). سأصدق وطنية كل من حمل شعاراً ضده ممن جالوا أمس في شوارع الاشرفية، ومن المفترض أن يشاركهم كل اللبنانيين، لأن من سيأتي سيحمل معه شروطاً أميركية لصالح اسرائيل وليس لصالح لبنان، وبالتأكيد سيكون مندوباً اسرائيلياً بجواز سفر أميركي.

إن لم يفعلوا من سار أمس (وأنا أؤيدهم بمنع التدخل الايراني في لبنان) وحملوا شعارات مماثلة لمنع التدخل الاميركي – الاسرائيلي في لبنان، ان لم يفعلوا هم أنفسهم هذا، بالتاكيد سيكونون موالون الى الأخيرة (اسرائيل) بأي اعتداء على اهلهم في لبنان، إن كانوا بعتبرونهم أهل… سننتظر لنلتقط صوراً مماثلة.

للتوضيح، شعاراتهم تتواجد في كل الساحات وتتكرر، وأكثر من ثلثي الشعب اللبناني معها، ومع تطبيق غيرها، ونحن نود من الأحبة المبتسمين أن يبتسموا لبقية الشعارات ويبحثوا عن ارقام القرارات الدولية المنتهكة لسيادة لبنان، لأننا كلنا نريد أن نستعيد لبنان الوطن الحر، وليس الوطن المباح.

 

هناء حاج

صحافية لبنانية منذ العام 1985 ولغاية اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى