
البرلمان العربي رحب بقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية
رحب البرلمان العربي بقرار وزراء الخارجية العرب استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية والمنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من اليوم ، والصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، في اجتماعه اليوم برئاسة جمهورية مصر العربية وذلك في ختام أعمال دورة غير عادية خصصت لمناقشة تطورات الوضع في سوريا.
وأكد في بيان، أن هذه” الخطوة تعد تطورا إيجابيا وخطوة هامة لتعزيز التعاون العربي العربي لحل الأزمة السورية، والتي جاءت نتاجا لجهود عربية مكثفة لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها الراهنة وإنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة على مدار السنوات الماضية”.
وأضاف :”أن هذا القرار يأتي اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، وسيسهم في تعزيز وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سلامتها الإقليمية”.
كما دعا البرلمان العربي، الجانب السوري “البناء على هذه الخطوة الهامة والتعاون مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات العربية ذات الصلة، وتنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمان، وتفعيل الدور العربي القيادي في حل الأزمة السورية”.
ردود الفعل
وبعد هذا القرار انطلقت ردود فعل بين إيجابية وسلبية، وفي هذا السياق أعلنت قطر أنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق رغم قرار استئناف مشاركة وفودها في اجتماعات جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إن موقف بلده من “التطبيع مع النظام السوري لم يتغير”.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن حكومته لن تكون “عائقاً” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، لكن أي تطبيع للعلاقات بين الدوحة ودمشق “يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري”.
وتابع الأنصاري: أن نظام الرئيس بشار الأسد يجب أن يقوم بـ”معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري”.
رحبت روسيا بقرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وجميع الهيئات والأجهزة التابعة لها، بما يؤدي إلى تنقية الأجواء في الشرق الأوسط.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن استئناف مشاركة سوريا في نشاط جامعة الدول العربية، سيسهم في تحسين الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز تداعيات الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وقالت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: “ترحب موسكو بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وكانت نتيجة منطقية لعملية إعادة سوريا إلى أحضان الأسرة العربية”.
وأشارت إلى أن موسكو كانت على اتصال دائم بالعواصم العربية، ودعتها باستمرار لاستئناف علاقاتها مع دمشق.
وأعربت زاخاروفا علن أمل روسيا بزيادة الدول العربية مساعداتها لسوريا، والمساهمة في تذليل عقبات إعادة الإعمار الناجمة عن العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب المفروضة على دمشق.
وانتقدت الولايات المتحدة، قرار عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، قائلة إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة، كما شككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة الناجمة عن الحرب في بلاده، وفق ما نقلت “سكاي نيوز”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن” الولايات المتحدة تعتقد، مع ذلك، أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد، للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على “الأهداف النهائية” لهذا القرار.
وغرد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى على حسابه عبر “توتير” بعبارات تعبيراً عن الفرح بعودة سوريا إلى الجامعة العربية وقال:
“قلناها في الرياض في كانون الأوّل من العام 2022. أمتنا تبقى منقوصة ومنتقصة من دون سوريا، سوريا الموروث والتاريخ والموقع والدور، التي تمثّل الممر الإلزامي لتحقيق التعاون العربي وعنصرا إيجابياً فيه على المستويات كافة لا سيما ثقافياً“.
وختم المرتضى: “مبروك للأمّة العربية…عاشت سوريا!”
أما عمدة الاعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي، رأت في بيان، أن “عودة العرب إلى سوريا لم تكن سوى خطوة طبيعية لمسار هزيمة مشروع تقسيم الشام، والذي فشل به كل من موله وخطط له ودعم مجموعاته الارهابية”.
واعتبرت أن “إعلان الجامعة العربية إعادة تفعيل عضوية الشام فيها هو بمثابة اعتذار عن كل ما حصل طوال الإثني عشر عاما الماضية، ولكن في الوقت عينه نعتبر أن ملف التآمر لن يطوى سوى بتسهيل إنهاء ورقة النازحين، وكذلك تجاوز الحكومات العربية لقرار قيصر اللا-انساني، وشروع الجميع بعملية إعادة الإعمار. هذا ويجب التأكيد هنا، على أن هذه العودة لا تمحو أبدا اشتراك البعض بسفك دماء السوريين، ولا يعني أبدا تجاوز الشام لنقطة الوقوف عند دماء الشهداء الذين لولا تضحياتهم لما خضع الجميع لواقع الحق السوري”.
وختمت عمدة الإعلام: “إن الحزب واذ يبارك للعرب عودة حكوماتهم إلى سوريا، يأمل أن تحمل هذه العودة الخير للمنطقة دولا وشعوبا، ولأمتنا ضمنا، وأن تسهم بنهضتها الاقتصادية التي هي أكثر ما تبدو بحاجة إليها”.
كما غرد النائب طوني فرنجية عبر “تويتر”: “عودة سوريا الى جامعة الدول العربية هي تخطٍ لمرحلة الانقسام وإعادة توحيد للعرب، وهي انتصار لكل مؤمن بالإنفتاح والإعتدال والعروبة”.
وفي المقابل نوّه الأمين العام لحركة “النضال اللبناني – العربي” فيصل الداود بمضمون البيان الختامي الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية لجهة الإعلان عن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاته،” ما يشكل خطوة إيجابية واستراتيجية في سياق العمل على إعادة التوازن العربي الذي تشكل دمشق إحدى ركائزه الأساسية، بعد خروج سوريا منتصرة في حربها على قوى الإرهاب والتطرف”.
وأكد في بيان انه” لا بد من التوقف عند الدور الهام للمملكة العربية السعودية، التي كان لها الدور الفاعل في إعادة اللحمة العربية من خلال التقارب السعودي – السوري، والذي يشكل منطلقاً لأفق عربي قادم يحمل معه كل الخير للقضايا العربية وفي مقدمها القضية المركزية فلسطين”.
وإذ اكد” أهمية القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية،، أعرب عن أمله بأن” يترجم هذا القرار من خلال حضور ومشاركة سوريا في اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في المملكة العربية السعودية بعد أيام، بحيث يشكل منعطفاً في التاريخ العربي المعاصر نحو جبهة عربية موحدة تعالج قضايا الوطن العربي وأزماته بروح التعاون والانفتاح من أجل إستعادة الحقوق العربية”.
كما غرد رئيس حزب “الوفاق الوطني” بلال تقي الدين عبر حسابه على “تويتر”: “سوريا تستعيد اليوم مقعدها بالجامعة العربية. مبروك لسوريا الشقيقة. مبروك لسوريا الامن والأمان”.