
الشعب الفلسطيني يقدم للبشرية أعظم هدية
بقلم د. نبهان عثمان غانم – فلسطين
حفرت أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث، في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي تاريخ المنطقة وفي تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، أحداث عرت وكشفت أمور وقوى، وبينت ووضحت قضايا لفها الغموض، وأثبتت بالدليل القاطع عدم جدوى أمور طرحت، وفضحت أطروحات عقيمة وأثبتت عدم جدواها، مثل طرح حل الدولتين، وعززت صحة ونجاعة أهداف طرحت سابقاً، وهو طرح حل الدولة الفلسطينية الديمقراطية. الذي تخلى عنه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن تقاعسوا وترهلوا. وبعد أن دفع أثمانها الكثير من دماء شعبنا.
لكنها ذهبت هباءً منثورا في صفحات تاريخ شعبنا المشرف، وقد طرحت من قبل الدول الغربية، طروحات لنا كي نتلهى بها، وقبلناها كهدف نهائي لصراع مع عدونا مضى عليه أكثر من قرن من الزمان، وهو حل الدولتين . ولنا أكثر من ثلاثين عاماً نتلهى به، وعدونا باق على صلفه وتكبره وبغيه وطغيانه وتجبره، ومستمر في أعمال القتل والإعتقال والسجن والسلب والنهب والقمع والإذلال لشعبنا، ونحن ننتظر ثلاثين عاماً حل الدولتين ، وعدونا يبني المستوطانات وينهب الأرض وما عليها وما في باطنها، حتى بات صعباً إقامة دويلة هزيلة لنا.
أحداث هذه الحرب المجرمة التي يشنها الكيان الصيهيوني العنصري اليوم، ضد شعبنا في غزة ، أكدت لنا وأكد لنا الكيان الصهيوني باعماله الاجرامية الفاشية، من قتل الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، وقصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد بمن لجأ اليها من مدنيين، ودمر العمارات والبيوت والبنى التحتية، وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء وقتل الآلاف من شعبنا في غزة هاشم وجرح عشرات الآلاف، وأثبتت تلك الأعمال الإجرامية التي إرتكبها الكيان الصهيوني، لشعوب العالم وحشيته وعنصريته ونازيته.
وأيقنت شعوب العالم عدالة قضيتنا، وأكدت على صدق قناعتها، بخروجها بسيول من البشر داعية ومطالبة بحرية فلسطين كلها من النهر الى البحر . وناعتةً الكيان الصهيوني بالفاشية والعنصرية، تلك الشعوب في العالم كان لها دوراً عظيماً في تصفية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وقد شكل الكيان الصيهيوني نسخة ثانية من نظام الفصل العنصري الذي إندثر وهو النسخة المتبقية من إرث الاستعمار الغربي المتوحش ، من أجل تلك الإنجازات التي حصلت وظهرت ودلت على هشاشة هذا الكيان وأعلنت عدالة قضيتنا من قبل شعوب العالم، والآن تخرج علينا قيادات الدول الغربية، مرة أخرى بطرح حل الدولتين، حيث لا نعرف حدودها ولا من تكون عاصمتها. يطرحونها فقط لخداعنا مرة أخرى.
مطلوب منا كشعب فلسطيني ومن منظمة التحرير الفلسطينية ومن كل الفصائل والقوى، عدم الانخداع بهذا الطرح مرة أخرى، بل مطلوب العودة الى طرح الهدف، الذي ضحى شعبنا من أجله وهو، الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة من النهر إلى البحر، دولة لا تفرق بين الأديان دولة ضد العنصرية والتمييز، دولة ضد الصهيونية كعقيدة عنصرية فاشية، دولة تقام بعد تحقيق هدف تفكيك دولة إسرائيل الصهيونية العنصرية.
دولة يحكمها قانون واحد لجميع مواطنيها، باعتبار ذلك هدف إنساني ينصف كل الأديان ويعيد الحقوق والأرض إلى أصحابها الحقيقيين، ويحرر معتنقي الديانة اليهودية من الصهيونية. ويقيم السلام الدائم في أرض فلسطين، وبذلك نكون قد قدمنا أعظم هدية للبشرية في هذا القرن وفي الزمان المقبل.