
نباح أبو مازن وزمرته لن يوقف الطوفان
عيسى سيار *
لقد تدني مستوى رئيس السلطة اللاوطنية محمود عباس إلى الحضيض والسوقية وسقط إلي الدرك الأسفل بعدما نعت المقاومة الفلسطينية ” بأولاد الكلب” ويبدو ان عباس يشعر بأن أيامه معدودة لذا فقد ضاق صدره ونفذ صبره، فهو لازال يعيش فى أوهامه الزهايمرية ويتغني بالدولة الفلسطينية الورقية التي وقع عليها ورئيسه أبوعمار فى اوسلو والتي دفنها الصهاينة قبل ولادتها بعدما اغتالوا اسحاق رابين، عباس الذي نعت صواريخ المقاومة بالعبثية، هو يعلم تمام العلم بأن وجوده هو العبثي، وانه بات عبئا ثقيلا على الشعب الفلسطيني، ونقول لابو مازن وعصابته بأن نباحك لن يوقف قطار طوفان الأقصى.
لقد طوت عملية طوفان الأقصى البطولية صفحة السلطة اللاوطنية واتفاقية أوسلو ومحمود عباس وزمرته واتفاقية كامب ديفيد واتفاقية وادي عربة والاتفاق الإبراهيمي وجعلتهم زبدا ذهب جفاء مع الريح حيث كشف الطوفان خداع أمريكا وأوربا للعرب والفلسطينيين، أما طوفان الأقصى فهي السمين الذي مكث بل سيمكث فى الأرض سرمديا.
ان توقيع اتفاقية أوسلو من قبل منظمة التحرير الفلسطينية كانت خطيئة كبري وخديعة تاريخية لا تغتفر، إنطلت على العرب بشكل عام وزمرة عباس بشكل خاص!؛ فاليهود بشكل عام والصهاينة بشكل خاص ليس لهم عهود او مواثيق او وعود منذ فجر الإسلام لأنهم غير مؤتمنون، فالكثير يعلم سبب طردهم من أوربا، ولماذا قام هتلر بتصفيتهم وملاحقتهم، ولنتذكر خيانة يهود بنو النظير وبنو قريظة وبنو القينقاع لعهودهم التي قطعوها للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تجرى فى عروقهم كل دناءة وخسة ووضاعة العالم، بل وصل بهم الأمر إلى محاولتهم التشكيك فى قدرة الخالق جل وعلا كما ورد فى القرآن الكريم: سورة البقرة:(55)”وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون”.
لقد اختار طريق السلام مع الصهاينة فريق الأغلبية فى حركة فتح يمثلهم أبوعمار وابومازن وحسين الشيخ ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وعزام الأحمد ونبيل ابوردينه والمرحوم صائب عريقات ود. غسان الخطيب ومن لف لفهم من المتمرغين فى أحضان الصهاينة، اعتقادا منهم بأن هذا الطريق سيجلب لهم الدولة الفلسطينية الحلم، ولكن بعد حوالي أكثر من ثلاثة عقود على أوسلو اكتشف الفلسطينين بأن أوسلو وحل الدولتين ما هي إلا وهم واستسلام وتخدير وفرض الأمر الواقع ومع ذلك مازال ابومازن وزمرته متمسكون بأوسلو وحل الدولتين!؟ وهنا نسأل بومازن وزمرته عن اي دولتين تتحدثون؛ هل هما دولتي إسرائيل واسرائيل! لقد ابتلع الكيان المناطق (ب) و (ج) ولم يبقي للفلسطينين الا جزء من منطقة (أ) !؟ لقد نفذت السلطة الفلسطينية كل ما هو مطلوب منها فى اتفاقية أوسلو، بل أصبحت السلطة كاثوليكية أكثر من البابا نفسه! من خلال تطبيقها التنسيق الأمني الوثيق مع الكيان الصهيوامريكي وحتى خلال الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي قام به الصهاينة على أهل غزة قاد “زلم” ابومازن حملة لحصار جنين ومطارة عناصر المقاومة واعتقالهم بل تم تسليم أحد المقاومين للكيان!؟ لقد اطلقوا عليها حملة “حماة وطن” وقاموا بها بالنيابة عن الكيان الصهيوامريكي، فهل هي لحماية الوطن أم لحماية الكيان الصهيوني!؟ أنها بحق خيانة وطن يامحمود عباس، وحتى الوليد فى اللفة يعلم بأن بومازن خلال حرب الصهاينة على غزة لم يقدم ما يشفع له للفلسطينين كرئيس منتهي الولاية والصلاحية بل كان متفرجا سيئا وخبيثا، وحتى وعده الذي قطعه على نفسه خلال كلمته أمام البرلمان التركي لدخول غزة والوقوف مع اطفالها لم يستطع ان يفي به بعد أن تعب من استجداء أمريكا والصهاينة والأمين العام للأمم المتحدة لمساعدته والسماح له بدخول غزة.
ان بومازن الذي يحتكم على حوالي 45 الف مقاتل وحوالي 80 الف قطعة سلاح ما بين خفيف ومتوسط كالسيارات المصفحة، لم يطلق رصاصة واحدة على قوات الصهاينة رغم انهم يستبيحون كل مناطق الضفة الغربية ليل نهار بما فيها المنطقة (أ) التي يقع فيها مبنى المقاطعة الذي يقبع فيه عباس وزمرته فى رام الله تحت حماية قوات المارينز الأمريكية وهي التي توفر له السلاح والعتاد والتدريب ورواتب زلمه الموجهه بنادقهم لصدور أحرار وبواسل الضفة الغربية، ولم يحرك عباس ساكنا بعد ان قام الجنود الصهاينة وفي وضع مذل وأمام الكاميرات بتفتيش رئيس وزراءه. وليس هذا فحسب بل وصلت وقاحة عباس إلي إدانة واتهام حماس فى القمة العربية الإسلامية الأسبق وما تلاها من تصريحات بأنها السبب فى دمار غزة! بل وصل به الأمر إلى مطالبة حماس بالخروج من غزة وتسليم سلاحها ومسؤولياتها إلى السلطة اللاوطنية. واكثر من ذلك وخلال مفاوضات إطلاق سراح الأسري الفلسطينين عارض فى السر كما ورد فى العديد من المصادر الإعلامية (موقع ميدل إيست آي، موقع الشاهد، موقع عربي 21) معارضته إطلاق سراح المناضل الفتحاوي قائد كتائب الأقصى السابق مروان البرغوثي وذلك خوفا من أن يحل محله فى رئاسة فتح وبالتالي السلطة الفلسطينية وهذا الموقف يتماهى مع موقف الامريكان والصهاينة.
وآخرا وليس أخيرا المرسوم بقانون الذي أصدره رئيس السلطة بإيقاف رواتب الشهداء والمعتقلين الفلسطينين، هذا القرار الذي رحب به الكيان الصهيوني، وقال بأن ما قام به عباس يصب فى جهود مكافحة الإرهاب الفلسطيني!؟ وعندما عارض المناضل قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني هذا القانون قام عباس باحالته إلى التقاعد الإجباري؛ لا يوجد لدي ادني شك بأن هذا القرار لم يأتي من فراغ بل من خلال توافق وتنسيق مع الكيان والأمريكان، وذلك للتضييق على أسر الشهداء والاسري وبالتالي محاصرة المقاومة الفلسطينية وضربها فى معيشتها. إنها بحق خيانة وطن ياعباس، ولن تمر مرور الكرام.
إن ما قلته عن محمود عباس وزمرته غيض من فيض ومازال فى فمي ماء؛ وما خفي أعظم!؟
ومن هذا المنطلق أستطيع القول وبتجرد إن طوفان الأقصى قد طوت صفحة أوسلو ومعها ابومازن وزمرته والسلطة اللاوطنية وهي مسألة وقت ليختفي من المشهد السياسي، فقد احترق كورقة يراهن عليها فلسطينيا وصهيونيا، فإما أن يجبر على التنحي من قبل الفلسطينين أو يتم تصفيته من قبل الصهاينة كما فعلوا مع أبوعمار.
فمن يرفع الشراع!؟
* باحث وأكاديمي بحريني
ملاحظة: حقوق المقال محفوظة للكاتب من يرغب في إعادة نشر المقال له الشكر ولكن من دون إضافة او تعديل.