
حوار رياضي: نبيه الجردي يتذكر
هذه سلسلة من لقاءات مع نجوم مروا على فريق الصفاء أجراها الزميل علاء الجردي معهم منذ سنوات قليلة مضت، وأحب مشاركتها مع موقع “اجواء برس” الذي يرحب بكتابات ومقالات الزملاء ويفتح صفحاته بكل ترحاب.
جمعتني هذه المقابلة بنجم الصفاء وانا أحمل ذكريات من طفولتي، صديقٌ للعائلة وأخٌ كبير لي، بدأ في الصفاء بعمر 11 عام واستمر لعمر 35 سنة، 24 عاما في خدمة ناديه، إنه أبرز ظهير أيمن مرّ في تاريخ الكرة اللبنانية، إنّه إبن الصفاء وإبن محلة وطى المصيطبة، الكابتن نبيه الجردي متزوج ولديه شابان “جاد” و”علي”، مواليد 1967، الشويفات، قضاء عاليه.
*ما السبب الفعلي لعدم إحرازكم أي بطولة رغم تخمة النجوم في زمنكم؟
الصفاء دائما لديه نجوم على مستوى عالٍ، لكن في بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بعدد اللاعبين الجيدين، كنّا نستحق إحرازها لأكثر من مرة، لكن يلعب أحيانًا سوء الحظ، وأحيانًا أخرى التركيبة كاملة كإدارة ولاعبين، وأكثر الأحيان بسبب الإتحاد الظالم، لفترات طويلة مُنعنا من حمل الألقاب والبطولات بقرار سياسي وإتحادي، الصفاء من أكثر الفرق ظلماً في كرة القدم اللبنانية.
*ما هي الذكريات التي تحملها معك من الصفاء؟
ذكرياتي في الصفاء أستطيع إخبارك الكثير منها، لكن الذكرى التي لا تفارقني هي المباريات التي كنّا نفوز بها خاصةً على ملعب الصفاء، الجو يكون أكثر من رائع، لوحة جماهيرية ضخمة، تملأ الساحات والمدرجات، حماس منقطع النظير بعد المباراة، يحمل على الأكتاف جميع اللاعبون ويتّم تحيتهم في أناشيد صفاوية، وتبقى الإحتفالات ساعات وساعات.
*كيف تصف إدارة الشيخ غازي علامة؟
الشيخ غازي علامة مهما قيل عنه، لا يعطى حقّه، هذا الرجل لا يوجد له ثانٍ إدارياً، هو مدرسةٌ لتعلّم إدارة الأندية لأجيال وأجيال، هو من صنع الصفاء الذي نعرفه، هو الرجل متعدد المهام إدارياً وتنظيمياً ومسلكياً، الكثير من اللاعبون أحبّوا النادي لأجله، الشيخ غازي علامة تاريخ في النادي.
الصفاء كان قوياً بشخصية الشيخ، إستطاع القيام بالنادي وتحويله إلى صرحٍ مهم، كان مشهور بقساوته الزائدة لمصلحة الصفاء، فترة إدارته ذهبية ونادرة، ببساطة إنّه رجل قلّ مثيله إستثنائي بكلّ ما للكلمة من معنى.
*ماذا ينقص الصفاء اليوم للعودة للتتويج وحصد البطولات؟
اليوم لتحرز أي بطولة، يجب أن يتواجد التمويل اللازم، فالكرة الحديثة أساسها المال، الصفاء في السنوات الأخيرة يلعب لعبة قديمة، يبيع لاعبيه الجيدين، لتغطية المصروف السنوي، وتعديل الميزانية للإستمرار، هذه الطريقة أفقٌ مسدود لا تحقق المبتغى في نيل الألقاب وإحراز البطولات، لا بد من تخطيط أفضل وتمويل جيد لإستقدام لاعبين على مستوى مقبول.
عندما نرى فريق بطل كالعهد، خمسة من نجومه صفاويون في الأساس، أحزن لما وصل عليه الحال في النادي، الصفاء كان خزان اللاعبين وعليهم بالنهوض في الفئات العمرية.
*برأيك من هو أفضل لاعب لبناني كظهير أيمن، وأفضل لاعب أجنبي بنفس المركز؟
هذا المركز أخذ من عمري الكثير، كنت متابعاً منذ صغري للصفاء، كان يلفتني اللاعب حسّان حيدر، لاعب متميز ورائع.
وعالمياً داني ألفيش إنّه الأكمل في هذا المركز.
وككل لبنانياً اللاعب محمد حيدر، معجب بأدائه وإمكانياته، إنّه الأكثر موهبة، ومصطفى قانصوه جيد جداً لكن لحدّ الآن لم يأخذ حقه.
*ما هو مرض كرة قدم اللبنانيّة؟
مرض الكرة في لبنان هو مرض البلد ككل، السياسة والطائفية التي دخلت بكل مفاصل الحياة والرياضة.
*من هو أهم لاعب في الصفاء القديم أثّر بك ولا تنساه بتاتاً؟
سعد حلاوي رحمة الله عليه، أثر بي كإنسان وكلاعب كثيرًا جداً، لا يغيب عن بالي، هذا اللاعب حلمٌ في كرة لبنان، متعة كانت أن تشاهده يلعب أو حتى يتمرن، إنّه فنان ومبدع، فنان صوتاً وفنان لاعباً، سعد حلاوي نسمة مرّت في سماء لبنان والكرة اللبنانية، أفتقده صديقا عزيزاً، رحمة الله عليه اليوم وكل يوم.
*من الأفضل ببن المدربين الذين عملت تحت قياداتهم؟
الكابتن محمود سعد الرقم واحد، لم يشهد لبنان مدرب على مستوى عالٍ مثله، مدرب له هيكلية رائعة وتحضير سوبر، إنه الأفضل والأروع.
*لعبت للمنتخب فترة طويلة، ماذا تخبرنا عن تلك المرحلة؟
على مستوى المنتخب، ذكرياتي تحمل الكثير من الفرح، الذي لم يلعب دولي لم يفعل شيء في كرة القدم، على مستوى الوطن الشعور الذي يخالجك له طعمٌ آخر وإحساس مختلف، خاصةً عند عزف النشيد الوطني قبل كل مباراة، تشعر بقيمة بلدك.
لا أنسى مشاركاتي في تايلاند، في الأردن، في كوريا، الهند، هونغ كونغ، الصين، البحرين، السعودية، كل إنجاز يتحقق في المنتخب يحمله اللاعب معه طول العمر.
المنتخب الحالي الذي يحققه من نتائج ممتاز جدًّا، أفتخر بهم وأدعوهم للإستمرار بهذه القوة.
*من الفريق والمنتخب العالمي الذي يشجعه كابتن نبيه؟ ومن هو مثالك الأعلى؟
أنا أشجع برشلونة، كل عام تقريباً أذهب إلى إسبانيا للقيام بالدورات التدريبية هناك، أعشق فلسفتهم في الكرة، الخاصة بهم، لا أحد يملكها غيرهم، أسس “كرويف” هذه الفلسفة وحلّق بها “غوارديولا”.
على صعيد المنتخبات أشجع البرازيل دوماً وأبداً. أما مثالي الأعلى “مارادونا” الأفضل في التاريخ، ومن المستحيل أن يأتي مثله.
*كلمة أخيرة كابتن نبيه؟
أولاً أشكرك علاء، أحبك منذ كنت طفلاً، تغّيرت كثيرًا ونضجت أكثر، جعلتني أتكلم بأمور أحب التحدث بها وتذكرها، الصفاء له كل الحب وسيبقى، تحيتي وتقديري لمحبة الصفاويين لي، أحبكم جميعاً، سلامي لكم فرداً فرداً.
حاوره: علاء الجردي بتاريخ 18 أيلول/سبتمبر 2018