إنهاء القطيعة والحصار في الذكرى الخمسين للإنتصار

كتب محمد حسن العرادي

في 10 من شهر رمضان المبارك عام 1393 هـ الموافق يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م حقق الجيشان العربيان المصري والسوري النصر على القوات الصهيونية على الجبهتين المصرية في سيناء والسورية في الجولان، وقد تفاجأت القوات الصهيونية بالهجوم، فسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر إلى الأبد.

في تلك الحرب إستعاد الجندي العربي ثقته وكرامته التي أهدرت في حروب سابقة غير متكافئة، وأثبت قدرته على تحقيق النصر تخطيطاً و قيادة تنفيذاً ميدانياً، وها نحن اليوم نحتفل بمرور 50 عاماً على ذكرى نصر حرب رمضان/ اكتوبر المجيدة (1973 – 2023)، بنصر جديد تكتب سطوره الدبلوماسية المصرية والدبلوماسية السورية وهما يعلنان انتهاء القطيعة والحصار بين القطرين العربيين الكبيرين والبدء في ترميم البيت العربي.

دلالات كُبرى تكتب اليوم بهذه الخطوات المبشرة، حين تستقبل القاهرة وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد في ذكرى مرور نصف قرن على نصر رمضان/ اكتوبر المجيد، حيث التقى وزير الخارحية المصري سامي شكري بنظيره السوري في مسعى جاد لانهاء القطيعة العربية مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والتي استمرت أكثر من عشر سنوات من الجفاء والتباعد، وآن لها أن تنتهي في هذه المناخات المتفائلة لتشكل نصراً عربياً ًجديداً، يُمهد الطريق لاستعادة سوريا مقعدها وعضويتها الكاملة في الجامعة العربية.

إن هذه الأحداث والخطوات الايجابية التي تعيشها منطقتنا العربية في أعقاب الاتفاق السعودي- الإيراني برعاية صينية تشكل إستدارة عربية واعدة في الاتجاه الصحيح، بقيادة سعودية راشدة لاستعادة الوحدة العربية والسير بالمنطقة إلى تصفير المشكلات والخروج من العباءة الأميركية التي دأبت على تأجيج الأوضاع وإشعال الحروب والفتن بين شعوب المنطقة.

إنها السعودية التي شاركت في جميع الحروب العربية- الصهيونية وقدمت الشهداء على أرض المعركة تُبادر إلى رأب الصدع وتعزيز وحدة الأمة العربية، من خلال استضافة القمة العربية المقبلة في مايو المقبل على أرض الحرمين الشريفين الطاهرة. وبدون أي تردد وبكل أمل لغدٍ أفضل، ندعو الجميع للترحيب بهذا التوجه الذي تقوده المملكة العربية السعودية باقتدار وإصرار ووعي بأهمية رفع الحصار والقطيعة عن سوريا وعودتها وشعبها الشقيق الى الحضن العربي، وتجاوز المحنة التي ضربت بلادنا وكبدتنا خسائر فادحة شتت شملنا وقللت من قيمتنا وقدرنا ومكانتنا في العالم.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى