الراعي للمسؤولين: إعلموا أن الظلم لا يدوم وأنّ الظالم يبلى بأظلم

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي كابيلا القيامة عاونه فيه المطرانان حنا رحمة وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، ممثلين عن قادة الاجهزة الامنية، عائلة جمعية ” JAD ” “شبيبة ضد المخدرات”، وفد من غرفة التجارة والصناعة في اوستراليا ونيوزيلاندا ولبنان، منتدى البترون للثقافة والتراث، عائلة المرحوم يوسف سليمان الخوري، وحشد من الفاعليات السياسية، العسكرية، النقابية، الدينية والمؤمنين.

 

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان “يا ابن داوود ارحمني” قال فيها: “إنّ طيما الأعمى منذ مولده، هو شحّاذ يجلس على قارعة الطريق، بل على هامش الحياة، يستعطي مالًا من المارّة. لـمّا سمع من الجمع أنّ الذي يمرّ وهم معه، هو “يسوع الناصري”، فما كان منه إلّا أن ناداه باسمه البيبليّ وبرسالته صارخًا: “يا ابن داود، إرحمني”( مر 10: 47). هذا دليل أنّ ذاك الأعمى كان المبصر الوحيد بين تلاميذ يسوع والجمع الكثير الذين كانوا ينتهرونه ليسكت. أمّا مناداته فوقعت في صميم قلب يسوع. فاستدعاه وسأله: “ماذا تريد أن أصنع لك؟” فأجابه من دون تردّد: “يامعلّمي أن أبصر!” ( مر 10: 50). لم يطلب نقودًا، بل طلب بصرًا. فيسوع هو المسيح إبن داود الحامل رحمة الله إلى العالم، وشافي العميان بهبة البصر. هذا كان إيمان المبصر. في الواقع أجابه يسوع: “إذهب، إيمانك أحياك”. وللحال أبصر وانطلق في الطريق( مر 10: 52).نلتمس اليوم هبة الإيمان بالمسيح-النور بشخصه وكلامه وآياته، ونطلب الشفاء من عمى البصيرة في العقل والقلب والضمير.

ونحن بحاجة الى نور المسيح. لا يقلّ خطورة عن هذا العمى الروحيّ العمى السياسيّ الذي تسبّب وما زال يتسبّب بانهيار لبنان المتصاعد إقتصاديًّا وماليًّا وإجتماعيًّا، حتى صُنّف في الموقع 136 قبل البلد الأخير في سوء العيش. لبنان “سويسرا الشرق”، هكذا اصبح اليوم. هذا العمى السياسيّ، النابع من الكبرياء والأنانيّة والمصالح الخانقة والأهداف الخبيثة، جعل الكتل النيابيّة ومن وراءها من النافذين يمعنون، من دون أيّ وخز ضمير، في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي لا تنتظم المؤسّسات الدستوريّة، وفي طليعتها المجلس النيابي الفاقد صلاحيّة التشريع والمساءلة والمحاسبة، والحكومة الفاقدة صلاحيّة عقد جلساتها لإتخاذ القرارات الإجرائيّة بموجب الدستور”.

وسأل: “لماذا؟ أيّها السادة، توجّهون مسؤوليّتكم الدستوريّة إلى خراب الدولة وحرمانها من الإصلاحات ومن مواردها؟ أتؤثرون العمى السياسيّ عمدًا، ولا تريدون أن تشفوا منه؟ ألأنّكم فعلًا تريدون خراب لبنان وقتل شعبه ماديًّا ومعنويًّا؟ فيا لسوء الزمان الذي أوصلكم إلى حيث أنتم من احتلال بكلّ معنى الكلمة للدولة ولمقاليدها! لكن إعلموا أن “الظلم لا يدوم”، وأنّ “الظالم يبلى بأظلم!” كما يعلّمنا التاريخ”.

وختم الراعي: “مهما اشتدّت ظلمة القهر والفقر والجوع والخراب، إنّ المسيح، “نور العالم” (يوحنّا 8: 12) سيبدّد هذه الظلمة من دون إبطاء، كما يشاء وعندما يشاء. ولنبقَ نهتف مع الكنيسة: “تعالَ، أيّها الربّ يسوع!” (رؤيا 22: 20). فأنت، كما وعدت: “آتٍ لتجعل كلّ شيء جديدًا” (رؤيا 21: 5). لك التسبيح والشكر مع الاب والروح القدس الى ابد الابدين امين”.

 

وفي ختام القداس، وكعادتها كل عام كرمت جمعية “جاد” ولمناسبة عيد الام عددا من امهات شهداء الجيش والقوى الامنية الذين استشهدوا اثناء القيام بواجب مطاردة تجار المخدرات.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى