لدى محور المقاومة ما يقدمه للضفة وثورتها المسلحة ولسورية المتعبة… فلماذا يحجم؟ 3/ 4

ماذا عن حرب التجويع للتتبيع- التطبيع؟ ماذا عن تحرير فلسطين من النهر الى البحر؟

ميخائيل عوض

يستطيع محور المقاومة وباقتدار حماية وإسناد وتعظيم الانتفاضة، بل الثورة الشعبية المسلحة الجارية في فلسطين، التي لا سبيل لها إلا التحرير من النهر إلى البحر، كما يستطيع تلطيف الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تضرب بسوريا ولبنان والعراق وبشعوب المحور، أن هو قرر وأراد وفعل ما يملك من قدرات هائلة الأهمية لم يسبق أن بلغها في يوم. وفي الواقع أصبح أقوى بألف مرة ما كان عليه وانتزاع الانتصارات الاعجازية وعدوه أضعف بألف مرة مما كان.

وقبل أن نستعرض ما يستطيع وما بقدراته وإمكانياته نثبت المعطيات المادية المعاشة مستخدمين ذات المنهج الذي أوصى به السيد حسن نصرالله الخبراء والمحللين في لقائه الخاص.

– الظروف والبيئات والفرص التي توفرت لإنشاء إسرائيل وتعظيم قوتها وتمكينها قد انتهت وانقلبت إلى الضد، عالمياً واقليمياً ومحليا وإسرائيليا وفلسطينيا. فإسرائيل فقدت كل وأي من عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية  شانها منذ 2006 كشجرة يابسة في حقل، لم يهم الفلاح لاقتلاعها ولم تضربها عاصفة لإسقاطها فنخرها السوس وتآكلت من الداخل، وتجتمع عناصر تفيد باقتراب العاصفة، وربما امتلاك الفلاح الهمة لاقتلاعها. فبقائها بات أمر غير طبيعي، وزوالها أمر حتمي ومحقق وقريباً، وهذا ما يجمع عليه قادتها وتقوله نخبها وتؤكده تطوراتها وازماتها.

– الشعب الفلسطيني لم يغادر ساحة المقاومة واختبر كل الحلول والرهانات والأوهام والقيادات، وبلغت به الأمور وبالصراع العربي الصهيوني النهايات.

فلا التسويات حققت شيئاً ولا التفاوض والتطبيع ولا السلطة وأوسلو. وإسرائيل نفسها عادت إلى عناصر التأسيس عصابات عدوانية ومستوطنات اقتلاعيه، وتطرف يميني لا يحتملها حتى أصحابها وجزء كبير من بنيتها، ولم يعد من إمكانية لتعايش الفلسطينيين والمستوطنين، فالأرض لا تتسع لكلاهما فإما تهويد وطرد ومجازر للفلسطينيين ستولد الحرب الكبرى أو مقاومة مستدامة وبكل ما توفر حتى اقتلاع الكيان المؤقت والمصنع، وقد انتفت أسباب بقائه وبات عاجزاً عن تخديم مهام تصنيعه.

–  في العمق هذه هي رواية جنيين ونابلس وطول كرم واللد وبئر السبع، وهذا ما تؤكده المقاومة الشابة والجرأة النادرة والاستعداد لتقديم التضحيات بصبر وثبات فلا سبيل إلا التحرير أو الموت، ولم يعد لدى الفلسطينيين ما يخسرونه فقرروا خوض المقاومة وفي فلسطين التاريخية وليس من الخارج أو من غزة أو بالرهان على الغير.

– والثورة الفلسطينية المسلحة الجارية في فلسطين هي بمثابة قرار جماعي فلسطيني بالاشتباك لنيل أحد الحسنيين، إما الاستشهاد بشرف أو التحرير والنصر ولا سبيل إلا النصر ففلسطين في ثورة لا مسار لها ولا خيار إلا النصر والتحرير، من النهر إلى البحر….

– في لقائه بالخبراء والمحللين شدد السيد، عليهم أن يقاربوا الواقع وأن يقرأونه كما هو وحذر من تزيينه أو قراءته بذاتية وأو بعقائدية، وأكد جازماً أن الحرب الكبرى ستقع والمحور بات على حواف انجاز الاستعدادات وإكمال عناصر القوة، واتخاذ القرار والمبادرة.

على هذه المعطيات الواقعية جدآ والموضوعية كثيراً  والمعاشة عمليا، وبرغم أن المحور اقترب من إكمال العدة، والشعب الفلسطيني سيحرر فلسطين ولو بدماء ومعاناة أكبر، وأعظم حتى لو تأخر أو تخلف أو انشغل المحور عن الإسناد والدعم وتفعيل عناصر القوة الموفورة والمتعاظمة. فالمحور ملزم ومعني ويجب أن يشد الهمم ويستثمر في الزمن ويستعجل أحكام التاريخ والجغرافية ومشيئة الله، فيبذل ويعمل ولديه ما يقدمه لفلسطين في ثورتها ولسورية في متاعبها.

قالها السيد حسن نصرالله: لو كنا نعلم أن أسر جنديين سيودي إلى الحرب لما فعلناها. وكرر قوله في لقاء الخبراء، كثيراً ما جاءت نتائج أعمالنا أكبر بكثير من المقدمات، فقد كان الله معنا. والثالثة ستتجسد في فلسطين وتكون يد الله في النتائج ولو لم تكن المقدمات كاملة ومنجزة على المسطرة..

فبإمكان المحور القيام بالأعمال والإجراءات التالية على سبيل المثال لا الحصر:

– إن يعود لتفعيل استراتيجية اللعب على الحافة التي ابتدعها مؤسس محور المقاومة القائد التاريخي حافظ الأسد، بدل أن تركت ليمارسها الإسرائيلي وهو لا يملك عناصرها ولا يستطيع تحمل نتائجها إن تدحرجت ووقع في المحظور، على عكس ما يملكه المحور من قدرات وبنى وجغرافية وأعماق أفقية وعامودية.

– يستطيع إن عاد وانتزع استراتيجية المعارك بين الحروب واستعاد المبادرة والمبادأة وفعل القدرات وسعى إلى استنزاف إسرائيل والقواعد الأميركية وحلفاء إسرائيل بسلسلة من الضربات الصغيرة وخلق حالة احتكاك دائمة ودوارة في مختلف المجالات. فمثلاً يمكن تفعيل تظاهرات العودة من غزة مع الإشغال والإرباك الليلي في غزة وبلدات ومدن فلسطين، ويعود إلى الطائرات والبالونات الحارقة، ويجب أن تترافق مع تظاهرات أسبوعية على الحدود من سورية ولبنان، ما سيحفز الأردنيين للفعل ذاته، فكم سيودي ذلك من إشغال وإرباك للإسرائيلي؟ وكم يخفف ضغط الجيش والمستوطنين عن حوارة ونابلس وجنين.

– يستطيع وله كامل الذرائع بعد الإعتداءات على سورية والتحليق في أجواء وبحر لبنان إرسال المسيرات يومياً، فمن البحر والبر والجولان وغزة ولبنان، وكم هذه ستكلف إسرائيل من قلق وإرباك وأكلاف منظومات الدفاع الجوي، وإنهاك الطيارين وأكلاف التحليق.

– يستطيع تكثيف الهجمات المسيرة  والصواريخ والعبوات ضد الوجود والقواعد الأميركية في سورية والعراق والتنف واستهداف قوافل النفط المسروق من سورية، وإيقاع إصابات تلزم الأميركي بالانسحاب أو تحمل الاستنزاف والجثث والخسائر، وقد قال السيد حسن نصرالله إن الانسحاب الأميركي مهزوما من سورية والعراق يسهم بتحرير فلسطين، وربما بلا حرب.

– يستطيع تأمين الفدائيين للعمليات النوعية في المستوطنات الحدودية بالطائرات الشراعية وأو الزوارق المطاطية…

– هل تذكرون قصف الصواريخ من العيشية والتقاصف ثم إطلالة السيد حسن نصرالله وإعلانه أن السفن ستحمل بالمشتقات النفطية الإيرانية، وما أن تبحر وترفع العالم اللبناني لتصبح أرضا لبنانية والمس بها، سيعني المس بالكيان ووصلت المحروقات إلى لبنان، وفي لقائه مع الخبراء والمحللين قال عبارة خطيرة وهامة؛ إن إسرائيل تعرف والكل يعرف أن ما تحققه إيران يصل إلى المقاومة، وإيران اختبرت صاروخ بر بحر دقيق الإصابة على مسافة ألف وخمسمائة كيلو متر، وذكر بتهديداته بإقفال البحر على إسرائيل. فالتقاصف تحت السيطرة يفيد كثيراً أيضاً.

بكل حال إن اعتمدت أي من تلك الأمور سيكون لها انعكاساً فورياً في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية لسورية ولبنان والعراق وإيران، و يسقط قيصر وتنكسر حرب العقوبات والحصارات..

وبكل الأحوال، فالثمرة عندما تنضج ستسقط ولا تستجيب للفلاح وحاجته بتأخير حصادها كذا فرضت حرب تموز 2006، وكذا قد تفرض الحرب في غير الأوان التي يخطط لها المحاربون

غداً:

ماذا عن الفرص المتاحة والتحديات والمخاطر المحتملة؟ فهل تنجو إسرائيل من أزمتها بانقلاب شبه عسكري؟ وهل يعاد تفعيل مشاريع وخطط تصفية القضية الفلسطينية بالتسوية والتتبيع- التطبيع عبر الممر الوحيد سورية والجولان؟

…/ يتبع

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى