
الجاليات النائمة… تهدد الوطن والمواطنين في الخليج العربي
كتب محمد حسن العرادي
إذا كان التجنيس مشكلة يجب وقفها والبحث عن حلول ومعالجات عاجلة لمن تم تجنيسهم من دون حاجة أو من دون وجه حق، فإن تفاقم أعداد الوافدين من مختلف الممل والنحل ولاسيما من الهند وباكستان وبنغلادش، بحاجة الى وقفة جادة قبل أن يصبح الأمر خارج السيطرة فنجد أنفسنا أمام كارثة محققة، قد تتمثل في إنفجار ديموغرافي أو تصبح تهديداً وجودياً للوطن، خاصة اذا طالب هؤلاء أو بعضهم بحقوق في المواطنة بعد بقائهم في البلاد عقوداً من الزمن.
لقد إرتفعت أعداد الجالية الهندية الى 400 الف أو يزيدون، أي أنها تشكل لوحدها آكثر من 50% من المواطنين، وهو ما بات يشكل تهديداً مباشراً وحقيقياً، خاصة إذا كنا نعلم بأن هذه الجاليات وغيرها، مدربين عسكرياً، منظمين سياسياً وحزبياً، يدفعون الضرائب ويشاركون في الانتخابات التي تقرر السياسات وتُحدد شكل الحكومات في بلدانهم.
إنها نوع من الجاليات النائمة، على شاكلة (الخلايا النائمة) التي تكمن في انتظار اللحظة الحاسمة حتى إذا صدرت الأوامر والتوجيهات، فارت كالجراد المنتشر وأكلت الأخضر واليابس فلا تبقي ولا تذر، تسيطر على القرارات والمقدرات، وتُصادر الحُريات والتطلعات، وحتى لا نكون انفعاليين أو نتهم بالمبالغة والتهويل، لنفترض بأن 25% فقط من هذه الجالية مجندين ومدربين عسكرياً، اذاً سنكون أمام 100 ألف عسكري من الخلايا والجاليات النائمة، ماذا لو قررت حكومتهم تحريكهم لفرض أجنداتها السياسية والاقتصادية.
إن أمامنا الكثير من الظواهر المخيفة التي تحتاج أن نتوقف عندها ونتدارسها، ولنتصور قطاع توصيل الطلبات، وهو قطاع يتصور البعض بأنه تافه وغير مؤثر، لكنه قطاع قد تغلغل في أوساطنا وصار يمتلك معلومات تفصيلية عن حياتنا وأحوالنا الشخصية، ربما أكثر من تلك التي يمتلكها الجهاز المركزي للمعلومات، هؤلاء الوافدين الذين يجوبون الطرقات والأحياء والبلدات بدراجاتهم النارية، يعرفون البيوت والأسماء وأرقام الهواتف، ويعرفون أوقات الدوامات والعطلات والاجازات، فاذا أضفنا لهم العاملات المنزليات يكتمل مخطط الاختراق ونُصبح أمام كارثة وطنية محتملة مكتملة الأركان.
لقد حان الوقت لإعادة النظر في هذه المسلكيات الاجتماعية السيئة، التي تُشجع على السمنة والربادة والبلادة، إضافة إلى تسليم كافة مقاليد وتفاصيل حياتنا للوافدين، لذلك فإننا مطالببن بتغيير سلوكنا الاجتماعي البائس والعادات والثقافات العاجزة والمترهلة، حتى نحافظ على هذا الوطن ونستطيع أن نسلمه للأجيال الجديدة سليماً ومستقلاً.