مخاطر العمل التطوعي… في الميدان المجتمعي -2

كتب محمد حسن العرادي

يقول الفنان المصري خفيف الظل محمد صبحي في إحدى مسرحياته (تشتغل كتير كتير تغلط كتير كتير تترفد، تشتغل نص نص تغلط نص نص تتجازى، ما تشتغلش خالص ما تغلطش خالص تترقى)، ويبدوا أن هذه النظرية صارت تنطبق تماماً على المتطوعين في ميدان العمل الأهلي البحريني، خاصة بعد أن تم إحالة بعض النشطاء منهم الى النيابة العامة بتهم عدم تسليم التقارير المطلوبة في الوقت المحدد.

جاء في المادة -91 – من القانون رقم 21 لسنة 1989 الخاص بتنظيم العمل في الجمعيات والأندية الاجتماعية ما يلي: (كل مخالفة أخرى لهذا القانون أو القرارات التي يصدرها الوزير المختص في شأنه يُعاقب مرتكبها بغرامة لا تجاوز خمسين دينارا)، إن نص المادة يترك تحديد المخالفات للشخص المختص (موظف مفوض بصلاحيات الضبط القضائي) وقد يتطور الأمر إلى أكثر من الغرامة.

إن معظم هذه المخالفات قد تكون ناتجة عن خلل في النظام الإلكتروني الذي يفترض به أن يكون مسهلاً لعمل المتطوعين في مؤسسات المجتمع المدني، لكن الحقيقة هي أن نظام الجهة المختصة عسير جداً ويفتقر إلى التحديث والمرونة اللازمة في التعامل، بل إنه لا يقدم للمتعاملين معه سوى اجابات وعبارات مختصرة وغير مفيدة من قبيل (قيد الدراسة، غير مستوفي، مرفوض، مقبول).

وفي حال كان (الطلب غير مستوفي) ، فإن المتطوع مطالب بمراجعة الطلب والتعمق فيه لمعرفة واكتشاف الخطأ الجسيم الذي ارتكتبه دون أن يدله عليه أحد، ومن ثم إعادة تقديم كامل الطلب، ولكل طلب استمارة حسب الاختصاص، وحين تحاول معرفة أو طباعة أي من هذه الاستمارات، ستجد أن أغلبها غير موجود أصلاً، واذا صادف وحصلت عليها، فإن النظام سيرد عليك، طلبك غير مقبول بسبب حجم الملف الكبير.

فلماذا تطوعت بالأساس، ألم يكن أحسن وأفضل لك (ما تشتغلش خالص وما تغلطش خالص عشان تترقى) وتقعد في بيتكم مع العيال حتى يكبروا ويتخرجوا ويتزوجوا ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات تلعب معاهم الثعلب فات فات وفي ذيله سبع لفات، فإلى متى يستمر هذا الروتين الممل الذي يقتل كل إبداع ويقصي المتطوعين او يدينهم ويغرمهم، في وقت يحتاج الناس والمجتمع لخدماتهم بشدة، حفظ الله بحريننا الغالية، وحمى المتطوعين وإياكم من كل شر ومكروه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى