
البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو العالمي ويحذر من إختلال توزيع اللقاحات
رفع البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 5.6% لعام 2021، ليسجّل أقوى تعافٍ من الركود منذ عام 1940 بسبب الإنفاق التحفيزي الأميركي والنمو الأسرع في الصين، لكنه نمو متعثر بسبب الوصول “غير المتكافئ للغاية” للقاحات.
تعافي في الاقتصادات الكبرى
أظهر أحدث تقرير عن الآفاق الاقتصادية العالمية زيادة قدرها 1.5% عن التوقعات التي صدرت في يناير / كانون الثاني، قبل أن تتولى إدارة بايدن السلطة وتطبق حزمة مساعدات أميركية بقيمة 1.9 تريليون دولار. ومن المتوقع أن يصل معدل نمو الاقتصاد الأمريكي إلى 6.8% هذا العام، مما يعكس تأثير إجراءات المساعدات المالية واسعة النطاق، ورفع القيود المفروضة لمكافحة انتشار الفيروس. كما أن النمو في الاقتصادات المتقدمة الأخرى في طريق التحسن.
وتوقّع البنك أن ينتعش النمو في الصين مسجلا 8.5% هذا العام، الأمر الذي يعكس انطلاق الطلب المكبوت، كما ارتفعت توقعات منطقة اليورو بنسبة 0.6% إلى 4.2%.
قال الخبير الاقتصادي ومدير مجموعة آفاق البنك الدولي أيهان كوس، إن أحدث التوقعات تفترض أن الاقتصادات المتقدمة سيتم تطعيم سكانها بحلول نهاية العام، وأن عددًا من اقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية ستحقق أيضًا تقدمًا كبيرًا في التطعيم. لكن أعدادًا كبيرة من الناس في البلدان النامية والفقيرة ستظل تنتظر اللقاحات حتى العام المقبل.
الاسواق الناشئة
من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية نموا بنسبة 5.9% هذا العام، مدعومة بزيادة الطلب وارتفاع أسعار السلع الأولية.
وحسب بيان البنك الدولي، فإنّ ثمة عوامل تعيق الانتعاش في كثير من تلك البلدان منها عودة ظهور إصابات بالفيروس، وبطء حملات التلقيح،.
وباستثناء الصين، من المتوقع أن يكون الانتعاش في هذه المجموعة من البلدان أكثر تواضعا ليسجل نسبة 4.4%. وتشير التوقعات إلى أن الانتعاش في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية سيبلغ 4.7% عام 2022. ويعتبر البنك أن المكاسب التي حققتها هذه المجموعة من الاقتصادات لا تكفي لتعويض الخسائر التي مُنيت بها أثناء فترة الركود عام 2020.
ومن المنتظر أن يقل الناتج عام 2022 بنسبة 4.1% عن توقعات ما قبل الجائحة. وقال البنك إن العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة والنامية تشهد ارتفاعًا في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 وعقبات أمام التطعيم وسحب الدعم.
خلل في توزيع اللقاحات
كرر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس دعواته للدول الغنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، للإفراج عن جرعات اللقاح الزائدة للدول النامية في أسرع وقت ممكن. وقال البنك الدولي في التقرير: “هذا الانتعاش غير متكافئ ويعكس إلى حد كبير انتعاشًا حادًا في بعض الاقتصادات الكبرى وعلى الأخص الولايات المتحدة، بسبب الدعم المالي الكبير وسط عدم تكافؤ كبير في الحصول على اللقاح.
وبحلول عام 2022، سيكون الناتج العالمي أقل بنسبة 2% تقريبًا من توقعات ما قبل الجائحة، ولن يكون حوالي ثلثي اقتصادات الأسواق الناشئة قد عوضوا عن خسائر الدخل الفردي العام الماضي.
وتوقع كوس نموًا بنحو 4.3% في العام المقبل ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 5% “إذا رأينا توزيعًا أسرع للقاحات”.
التضخم
كما أشار تقرير البنك الدولي إلى المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغوط التضخم التي ستضيف حوالي نقطة مئوية واحدة إلى التضخم العالمي في عام 2021. وقال التقرير إن انخفاض التضخم العام الماضي كان “الأكثر هدوءًا وأقصر عمراً بين أي من حالات الركود العالمية الخمس في السنوات الخمسين الماضية “.
وقال التقرير إن مخاوف السوق بشأن التضخم قد ترفع تكاليف الاقتراض في الأسواق الناشئة والبلدان منخفضة الدخل، والتي هي أيضا أكثر عرضة لتحديات التضخم قصير الأجل بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء.
الآفاق الإقليمية
شرق آسيا والمحيط الهادئ: متوقع البنك الدولي أن تتسارع وتيرة النمو في المنطقة بنسبة 7.7% عام 2021 و5.3% في 2022.
أوروبا وآسيا الوسطى: توقع نمو اقتصاد المنطقة بنسبة 3.9% هذا العام و3.9% في العام المقبل.
أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي: من المتوقع نمو النشاط الاقتصادي للمنطقة بنسبة 5.2% عام 2021 و2.9% العام المقبل
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: يتوقع نمو النشاط الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 2.4% في العام الجاري و3.5% العام المقبل.
جنوب آسيا: من المتوقع أن تتسارع وتيرة النمو في المنطقة بنسبة 6.8% عام 2021 و6.8% في 2022.
أفريقيا جنوب الصحراء: من المتوقع أن تتسارع وتيرة النمو في الافليم بنسبة 2.8% عام 2021 و3.3% في 2022.