
تضامن إيطالي رفيع المستوى مع الصحافة الفلسطينية
أجواء برس
مازالت جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية تلقى ردود أفعال دولية وعربية مستنكرة ومنددة بالحادث، فقد أقيمت في إيطاليا العديد من المناسبات والتحركات في مختلف الاتجاهات التي نظمتها منظمات إيطالية وعربية بينها جمعية الصداقة الإيطالية العربية لإدانة واستنكار العمل الوحشي الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال الإعلامية الفلسطينية.
ووفقا لموقع الجمعية، التابعة لجامعة الدول العربية، كان أمس يوم غضب واستنكار في العاصمة روما، حيث نظمت شبكة “لا للتكميم” وناشطين إعلاميين وجمعية الصحافة الوطنية الإيطالية ندوة طالب المشاركون فيها المضي قدما في تحويل حملة التضامن إلى فعل يؤدي إلى عقاب المجرمين وألا تمر الجريمة دون عقاب، في حضور الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وعبر المشاركون عن ارتياحهم لقرار تحويل ملف الجريمة، أثناء انعقاد المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للصحافيين الذي عقد في مسقط في 31 ايار مايو إلى محكمة الجنايات الدولية.
وذكّرت الندوة باغتيال المراسلة شرين ابو عاقلة والصحفي والمصور الإيطالي رافاييل تشيريلو الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 أثناء القيام بواجبه في رام الله.
وعُقدت الندوة في حضور نخبة من الحقوقيين والصحفيين الدوليين وممثلي السلك الدبلوماسي العربي. كما شارك، عبر تقنية الفيديوكونفرانس، شقيق الراحلة طوني أبو عاقلة، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر ابو بكر والصحفية رانيا خياط، بالإضافة إلى الزميلة نصيرة بن علي التي كان لها الفضل الكبير في تنظيم هذا الحدث.
وافتتح الندوة امين عام جمعية الصحافة الإيطالية رافاىيللي لا روسو، الذي أكد على تضامن الجمعية مع الإخوة الفلسطينيين الذين يواجهون المخاطر والاضطهاد، مشددا على أهمية متابعة الملف في محكمة الجنايات الدولية.
كان لحديث شقيق الشهيدة شيرين ابو عاقلة تأثير كبير في القاعة، حيث قال إن “الاحتلال أراد قتل شيرين لأنه يريد قتل الحقيقة”، مشيرا إلى أنّ “كل صحفي لا يحمل بطاقة إسرائيلية هو هدف للاحتلال.”
وقالت سفيرة فلسطين في روما عبير عودة، بدورها، إنّ شيرين كانت حلم قتلت لأنها أرادت إيصال صوتها للعالم لتروي معاناة الفلسطينيين، لافتة إلى أنّ “شيرين أصبحت هي القصة التي كانت ترويها وأصبحت أيقونة الصحافة بعد اغتيالها في 11 مايو الماضي، وكان حلمها إيصال صوتها للعالم أجمع ليروي معاناة الشعب الفلسطيني، قائلة: “إنّ أمل وحلم شيرين أبو عاقلة كان إيصال صوتها إلى جميع أنحاء العالم ليخبر عن معاناة الشعب الفلسطيني. إنّ شيرين كانت إنسانة مخلصة وقتلها شيء استثنائي.”
وتابعت عودة “شيرين هي قصتها، القصة التي ترويها كل يوم، ولكن هذه المرة كانت هي نفسها الضحية”، مشيرة إلى أنّه “لا حصانة للصحفيين ولا لرئيس الجمهورية ولا للأطباء ولا للممرضات ولا حتى للأطفال وكبار السن.”
وأكدت عودة أنّ قصة شيرين هي قصة كل فلسطيني “يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي”، لافتة إلى أنّ “الحقيقة واضحة للغاية ولم يعد هناك أي سبيل للاختباء وراء الادعاءات الكاذبة.” وأضافت “أناشد الشعب الإيطالي والساسة الإيطاليين حتى يتم النظر إلى هذه القضية بجدية أكبر، وأدعو المجتمع الدولي لاستئناف دوره ومعاقبة اسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني”.
وعبّرت عودة عن أملها أنّ يتمكن رئيس الوزراء ماريو دراغي، المتوقع وصوله إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الأسبوع المقبل، من “التدخل بشكل فعال”، حتى تتمكن إيطاليا من لعب دور في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة السياسية الدولية.
تحدثت في الندوة نائبة رئيس البرلمان الأوروبي السابقة لويزا مورغنتيني التي نددت بالسياسة الإيطالية والأورويية التي لم تتحرك إزاء الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، معتبرة إياهم “شركاء بالجريمة” بصمتهم.
كما تحدث من القدس المراسل الإيطالي ميكيللي جورجيو الذي اعتبر جريمة قتل شيرين جزء من مسلسل لاغتيال الصوت الفلسطيني.
في السياق ذاته، دعت وزارة الخارجية الايطالية إلى الكشف عن المسؤولين عن مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها عملية اقتحام نفذها الجيش الاسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية.