
مادايان: تغيير ديموغرافي ينتظر لبنان بدخول آلاف النازحيين السورين
حذر أمين سر “لقاء مستقلون من أجل لبنان” رافي مادايان من التغييرات الديموغرافية التي سيتعرض لها لبنان ما لم تتكاتف وتتكاثف جميع الجهود الأمنية والسياسية، وأشار أن “النزوح السوري الكثيف إلى لبنان في الآونة الأخيرة يترافق مع التصعيد الأميركي في سوريا ضد الحكومة السورية والحلف السوري – الايراني- الروسي في المنطقة. وكذلك، يتزامن مع احتدام معركة الرئاسة في لبنان، في ظل انهيار النظام السياسي ومؤسسات الدولة وازدياد أعداد المهاجرين المسيحيين المغادرين الوطن”.
ورأى أن “الاجتياح الديموغرافي السوري سيحل مكان الديموغرافيا المسيحية التي تهاجر البلاد، في ظل تفرج الأحزاب المسيحية الرئيسية وشلل الجيش اللبناني أمام الضغوط الأوروبية والغربية”.
وأوضح أن “الأحزاب المسيحية اللبنانية تعتقد بأن النزوح السوري في أغلبيته السنية يشكل تهديدا مستقبليا للشيعة، وليس للمسيحيين، بينما الانقلاب الديموغرافي الحاصل هنا يهدد وجود الكيان اللبناني برمته، وليس طائفة من دون أخرى”.
واعتبر أن “إقرار قيادة الجيش بدخول أعداد كبيرة جدا من اللاجئين السوريين في الأسابيع الماضية لهو إدانة لسلوك الحكومة التى تتهرب من مسؤوليتها وتتحاشى التعاون مع الحكومة السورية لمواجهة تدفق هذا العدد الكبير من الشبان السوريين الآتين من مناطق الرقة ودير الزور وأرياف الشمال السوري، حيث سيطرة الناتو أو الاحتلال التركي، بينما شهدنا في السنوات الماضية نزوحا سوريا باتجاه لبنان من مناطق ريف دمشق وحمص والقلمون ودرعا”.
وسأل: “لماذا يأتي المواطنون السوريون من أماكن بعيدة إلى لبنان ولا يتوجهون إلى العراق أو تركيا أو الأردن؟ فهل هناك توجيه أميركي وتركي لإغراق لبنان بالنزوح الديموغرافي السوري لكي يتم استغلال هذا النزوح المقصود لخلق اضطرابات ومشاكل في الفترة المقبلة على غرار ما حصل مع اللجوء الديموغرافي الفلسطيني بعد هزيمة 1967؟”.
ولفت مادايان إلى أن “الجيش اللبناني لا يستطيع تحميل المسؤولية فقط إلى الحكومة، فمن أولى واجباته التصدي الفعلي لموجات الهجرة السورية وعدم الاكتفاء بتسجيل أعداد المتسللين منهم الى لبنان”، متسائلا: “ماذا كان يفعل لمنع دخول 20 ألف نازح سوري بحسب ما تقول قيادته؟ لماذا يتهرب الجيش وتتهرب السلطات الأمنية من واجبات حماية الأمن القومي اللبناني؟ هل يخشون ضغوط السفارات الغربية والجهات الخارجية التي تتصدق على العسكريين ببعض المساعدات الشهرية؟ ألهذه الدرجة أصبحنا عاجزين عن حماية ديارنا؟”.
واعتبر أن “الطبقة السياسية اللبنانية غير مؤهلة لإعادة بناء الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية وترميم النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، طالما هي عاجزة عن حماية الأمن الوطني والتصدي للمؤامرة الدولية التي تستهدف وجود الكيان عن طريق الاجتياح الديموغرافي السوري و تمادي السلاح الرسمي الفلسطيني في المخيمات”.
وطالب “الأحزاب المسيحية بالإسراع في التوافق مع المكونات الأخرى على انتخاب الرئيس وطبيعة مهامه الانقاذية حتى نتمكن من الإفلات من دائرة المخاطر التي تحدق بلبنان”.