مفاوضات ترسيم الحدود مبهمة غايتها خسارة حتمية للبنان

تفاؤل لبناني دائم في ملف ترسيم الحدود، وترتفع وتيرة التفاؤل حين يتقترب زيارة “المجند الاسرائيلي السابق” الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين، الذي لا يظهر ايجابية إلا عند المسؤولين الذين يتشاورون معه على ما هو مبهم للشعب، مثلاً الكل يبدي الاهتمام بالترسيم ويترك بقية خطوط التنقيب في البلوكات على الساحل اللبناني، ولا أحد يقدم تخطيط واضح عن الخط رقم 1 بطول 5 كلم وأين بدايته وأين نهايته، إلى درجة قد يعتبره البعض خط وهمي لا يتعلق بالمفاوضات، ولن يسمح للبناني الاقتراب منه ربما لأنه يؤثر على بقية بلوكات الغاز والنفط في لبنان، ولكنها قد تصير مثل “مثل مسمار جحا” تدفع بالوفود للمجيء والذهاب… وهكذا الى أن نخسر، وهذا وفق مصادر إعلامية عربية.

 

نية اسرائيلية للحرب

وفي وقت سابق ألمحت “إسرائيل” مرات عدة بالحرب على لبنان ما لم يتم ما تريده، ومطالبها لم تكن مباشرة، بل عبر مجندها السابق “آموس هوكشتاين” الذي يحمل رسائلاً منها الى المسؤولين اللبنانيين، من باب “النصح” مع التهديد والوعيد واضحين، كون تل أبيب تتوعد حزب الله بالحرب إذا شن أي هجوم على حقل “كاريش”.

إلا أن الجولات المكوكية التي يقوم بها آموس ليست سوى مقترحات لا تتلبور بسرعة، فتارة يعلن أن “إسرائيل” ستتنازل عن مساحة بحرية معينة في عمق البحر (من دون تحديدها)، وبالمقابل سيتنازل لبنان عن مساحة بحرية معينة قريبة من الشريط الساحلي” (ويتم تحديدها).

ودائماً تطلق هيئة اخباراً وأقاويل عن إن “إسرائيل” ستبدأ في ضخ الغاز الطبيعي من منصة كاريش أواخر هذا الشهر. ولكنها متخوفة مما لوّح به حزب الله اللبناني بأنه سيهاجم أهدافاً إسرائيلية في حال بدء ضخ الغاز.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حزب الله من أن أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب.

وقال غانتس إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ “عندما يكون (الحقل) جاهزا للإنتاج”، مدّعياً أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية لإسرائيل.

وصرّح وزير الدفاع لإذاعة “103 إف إم” بأن “إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية بشأن حقل صيدون”، وهو حقل غاز آخر يعرف في لبنان باسم “حقل قانا”.

وأضاف “أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل، واحد من جانبنا والآخر من جانبهم (لبنان)”.

وعبّر غانتس عن أمله “ألا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت”. وفي معرض رده على سؤال حول احتمال نشوب حرب في حال شن حزب الله هجوما على حقل غاز إسرائيلي، رد غانتس بالقول “نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل”.

وأكد أن ذلك قد يؤدي إلى “قتال لعدة أيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو لكننا لا نريد ذلك”.

 

ثغرات في الاتفاق

يبدو  أن الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان والكيان المحتل، تشوبه شوائب عدة وثغرات أبرزها الجانب الإسرائيلي ولم يتحدث عنها الجانب اللبناني. خاصة أن الإسرائيليين يسربون عبر وكالاتهم عن تصريحات علنية من مصادر لم تحدد هويتها، على سبيل المثال ذكر مصدر لوكالة “والا” الإسرائيلية قوله إن “المحادثات مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال نهاية الأسبوع، أحرزت تقدماً تجاه اتفاق مع لبنان بشأن الحدود البحرية، لكن هناك ثغرات متبقية، وتحتاج لمزيد من الوقت من أجل سدها”.

وأضاف المصدر: “لدي أمل كبير بعد ما سمعته عن جولة هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، لكن الأمر يتطلب مزيداً من العمل”.

وهذه ليست سوى تمريرات للفت الأنظار على أن الجانب الإسرائيلي يحضر لسلسلة طروحات سيعتبرها لاحقاً ثغرات يريد منها تأخير مهمة مبعوثهم الى لبنان، بما أن اللبنانيين يتصارعون من أجل مكاسبهم، ويتناحرون من أجل مقاعد لمصالحهم، وهو استغلال واضح للوضع اللبناني الذي لا يهتم به المسؤولين، خصوصاً من يستمتعون بالـ”طروحات” التي تقدم لهم ويناقشون ما يجب تقاسمه.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى