انتهاء المباحثات اللبنانية- السورية حول عودة النازحين

لا تزال المباحثات سارية بين لبنان وسورية حول ملف عودة النازحين السوريين، خصوصاً أولئك الذين يتوجهون في زيارات الى سوريا والعودة الى لبنان، أو من لم تعد مناطق نزوحهم تحت وطأة الحرب والمعارك.

وفي هذا السياق توجه وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين الى زيارة دمشق من أجلِ الاتفاقِ على خطةِ إعادةِ النازحين السوريين، وحمل معه بعد الانتهاء من زيارته الانطباعُ الأول: تسهيلٌ سوريٌ أكثرَ مما يطلبُه لبنان، والمطلوبُ موقفٌ رسميٌ لبناني يمنعُ العوائقَ الدوليةَ من عرقلةِ الخطة.

التقى وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين في دمشق الاثنين، وزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف، وجرى البحث في وضع النازحين السوريين، وسبل عودتهم إلى بلادهم.

وخلالَ اللقاء أكد الوزيرانِ ان العدد مفتوحٌ بالنسبةِ للاجئين الراغبين بالعودة. واعتبرَ شرف الدين انَ وزارةَ الداخليةِ اللبنانية ستبدأ العملَ بالإحصاءاتِ المطلوبةِ منها، فيما تعهدَ الجانبُ السوريُ بتسهيلِ مُهمةِ عودةِ اللاجئينَ مهما كان عددُهم.

الوزير السوري أكد أهمية هذه الزيارة والمباحثات، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة لهذا الملف لدى الحكومة السورية، شارحاً ما تقوم به حكومة بلاده من أجل إعادة جميع اللاجئين السوريين إلى الديار.

ورحب مخلوف بمقترحات الوزير اللبناني من أجل وضعها على طاولة البحث والنقاش لتسهيل أمور إعادة المهجرين.

وقال إن “الأبواب مفتوحة ومشرعة لعودة اللاجئين السوريين والدولة جاهزة لتقديم كل ما يحتاجونه بدءاً من النقل والطبابة والتعليم ومستعدة لتقديم مراكز إيواء لمن لم يتم إعمار بيوتهم بعد”.

وأضاف “فيما يتعلق بالخدمات فكل منطقة يحررها الجيش العربي السوري تعمل الجهات المعنية مباشرة على تأمين متطلبات العيش الكريم فيها من مدارس ومشافي ومستوصفات وشبكات مياه وكهرباء وخدمات بلدية، وهذا العمل أسفر عن عودة جزء كبير من اللاجئين”.

في سياق ملف عودة النازحين السوريين من لبنان، أكد وزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف أن سوريا لم تغلق أبوابها في وجه وعودة اي مواطن سوري، بل على العكس تماماً شرعت الأبواب على مصراعيها من خلال تقديم كل التسهيلات اللازمة لهذا الموضوع، وعلى رأس التسهيلات تأتي مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد وتطال كل السوريين بتسهيل وتبسيط الإجراءات، إضافة لما يتعلق بالخدمات من نقل وإغاثة وتقديم مساعدات انسانية وطبابة وتعليم.

تأكيد المؤكد أتى من خلال تصريح الوزير السوري مخلوف عقب لقائه وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين في مقر وزارة الإدارة المحلية بدمشق، حيث جرى بحث جميع البنود في خطة الوزير الضيف التي وضعت في سياق إعادة المهجرين السوريين من لبنان.

وأكد مخلوف “إعادة تأهيل البنى التحتية في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، والتي أتاحت عودة خسمة ملايين لاجئ ونازح سوري استقروا في مناطقهم، منهم مليون مواطن سوري عادوا من الخارج”.

الوزير السوري شدد على دعوة المنظمات الدولية جميعها للتعاون مع سوريا وتسهيل هذه العودة، مشيداً بالتعاون مع لبنان في هذا الملف.

بدوره الوزير اللبناني عصام شرف الدين صرح لموقع وقناة المنار، مشيراً إلى الإيجابية والتفاهم الكامل حول حميع النقاط المطروحة، معرباً عن سعادته وتفاؤله بالنوايا الحسنة التي تشجع اللبنانيين كجهة رسمية للمتابعة في هذا المجال.

وحسب الوزير شرف الدين فإن الموضوع الإنساني مفصول عن السياسي في ملف عودة النازحين، متطرقاً لذكر الجهات التي ستتأثر سلباً بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، مشددا على أن الدولة اللبنانية ماضية في الموضوع الرئيسي والأهم، وهو العودة من وجهة إنسانية.

كما دعا شرف الدين “المعارضة السورية” بالعودة إلى بلدهم، مشيراً إلى أن تداعيات الحرب الروسية الإوكرانية جعلت البلدان الأوروبية تعمل على نقل النازحين السوريين إلى إفريقيا من أجل وضع النازحين الأوكرانيين بدلاً عنهم خاصة بعد وصول عدد النازحين الأكرانيين إلى 20 مليون نحو الدول الأوروبية، وهذا ما وصفه بالإهانة للسوريين معتبرا أنه تمييز عنصري تجاه النازح السوري، كما أنه سبب كافٍ للعودة إلى سوريا إذ انه “ليس لهم إلا بلادهم”.

جدير بالذكر أن خطة الجانب اللبناني التي توافق عليها مع الطرف السوري في هذه المباحثات، تشمل عودة خمسة عشر ألف نازح سوري شهرياً، بأمل التمكن من تطبيق ما تم تحديده خاصة أن الدولة السورية قد أمّنت جميع التسهيلات والظروف لهذا الأمر، بالإشارة إلى أن زيارات الوزير اللبناني ستكون متكررة في خدمة هذا الملف.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى