هجرة الموت بحرآ تنبه عن مآسي الفقر شمالآ

اهتز العالم ولم نشعر أن ممولآ او متمول رمشت عينه بما حصل في شمال لبنان بغرق زورق الموت مرة جديدة، فالمأساة التي هزّت الشمال ليلة أمس ليست كارثة بحرية بل كارثة آجتماعية تختصر ما يصيب أهل الشمال خصوصا، وربما أكثر مما يصيب اللبناني في بقية المناطق اللبنانية التي ليست أفضل حالا.

اكبر وأغنى وأثرى اللبنانين هم من الشمال اللبناني، أمثال آل الميقاتي والصفدي، ولكنهم الأقل بالمشاريع التنموية في مناطقهم، فالشمال يعاني خصوصا مدينة طرابلس الاكثر فقرآ وعوزآ، فلا مؤسسات تضم تحت لوائها الشماليون وليس جنسيات اخرى، لا تأمينات وظيفية او حياتية او مهنية خصوصآ للفقراء وذوي الحاجة، بالاضافة الى تأجيج النعرات الطائفية والحزبية والمناطقية، واستغلال فقر اهالي القرى والنائية منها. وأمور أخرى ادت الى التشجيع على الهروب من واقع مؤلم 

 

نذكر هذا بعدما جذب الفقر 60 شخصا، بينهم نساء وأطفال، الى ذورق الموت في بحر قرب جزية الأرانب في الشمال لبتلاعهم لينقذهم من حالات البؤس التي يعيشون.  ولغاية الآن لا تزال عمليات البحث جارية، وقد تم إجلاء 45 ناجيًا بمساعدة الجيش وفرق الانقاذ. وعثر على جثة طفلة متوفية لا تتجاوز السنتين، فيما تستمر عمليات البحث عن 14 آخرين، وما زال مصيرهم مجهولًا.

وقد جرى نقل الناجين إلى مستشفيات طرابلس، ومعظمهم من اللبنانيين، وعبر أهالي المفقودين عن سخطٍ كبير لمصير أبنائهم، الذين باعوا كل ما يملكونه من أجل الهرب كلاجئين، ولو كان الموت ثمن ذلك. فيما لا يرف جفن لتجار الموت والسارقين لما فعلوه بهم.

تأتي الحادثة بعد أسبوع واحد من إعلان الجيش توقيف زورق في المياه الإقليمية اللبنانية عند نقطة العريضة، وعلى متنه 20 شخصًا من الجنسية السورية بينهم أطفال ونساء خلال مغادرتهم غير النظامية الشاطىء اللبناني.
ومع اقتراب فصل الصيف، تنشط الهجرة غير النظامية عبر البحر، وتحديدًا من الشمال، عند شواطئ طرابلس والمنية والعريضة في عكار.
وكل عام تعود ظاهرة الهروب غير النظامي على متن “قوارب الموت” الى الواجهة، لتوقع مآس كبيرة تودت بحياة عشرات. ومع ذلك ما زالت عشرات الأسر تجد في هذه التجربة الخطيرة خيارًا ممكنًا للهرب من بؤس لبنان.

وفي هذا السياق تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع غرق القارب، واطلع من قيادة الجيش على الملابسات، طالبًا استنفار الأجهزة المتخصّصة لإنقاذ الركاب. وربما ستجعل مؤسساته تبحث في مشاريع تنموية، زراعية او صناعية للمساعدة في تغيير واقع البعض. خصوصآ ان أياما تفصل الشعب اللبناني عن الاستحقاق النيابي.
بدوره، تواصل وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية مع قائد الجيش وطلب من رئيس مرفأ طرابلس وضع الإمكانيات كافة بتصرّف الجيش لإنقاذ ما أمكن من الغرقى.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى