بحث عن المتحجرات في عكار

أجواء برس

أنجز فريق من مجموعة “درب عكار البيئية”، بحثا ميدانيا هو الثاني في هذا المجال بعد اكتشافات العنبر، عن المتحجرات وأهميتها وحضورها في جبال عكار بمساعدة وإشراف البروفيسور داني عازار.

وأشار المهندس عبدالهادي صعب المساهم الى جانب الفريق باتمام هذا البحث الى أنه يتم دائما العثور على بقايا لكائنات بحرية فوق اليابسة وفوق قمم الجبال، وخلف هذه الاكتشافات تتصارع نظريتان لإثبات حقيقة الامر، فحاولت النظرية الاولى وأنصارها تفسير ذلك بحدوث الفيضان العظيم بشكل دوري، أي ان البحار تفيض بين وقت وآخر فتغمر الارض وتغير من مظاهر سطحها وتنشر هذه الكائنات فوقها، ولكن هذه النظرية واجهت سؤالا عصيا عن الحل، وهو أين يختفي الماء الزائد خلال الفترات التي لا يوجد فيها فيضان؟”.

أضاف: “بذلك عجزت هذه النظرية عن إثبات نفسها أمام النظرية الثانية، التي كانت تقول بأن شكل اليابسة هو الذي يتغير باستمرار، بفعل الزلازل والبراكين وعمليات التعرية وغيرها من العوامل التي تغير من شكل الارض الخارجي، إضافة الى زحف الصفائح التكتونية ونظرية الانجراف القاري، فتراكم هذه التغيرات هو المسؤول عن تغير شكل الارض، وبالتالي فإن المتحجرات البحرية لم تودع في الجبال أثناء الطوفان، بل نهضت مع نهضة الجبال نفسها منذ ملايين السنين فأرض البحر المليئة بالقواقع اليوم قد تصبح جبلا في المستقبل بفعل الحركة المستمرة للصفائح التكتنونية في باطن الارض، وهذا بالفعل ما يحدث، وحدث في لبنان”.

وقال صعب: “إن حالها أيضا حال المتحجرات في كل لبنان، فرغم عدم وجود مواقع للتنقيب كما الحال في بعض المواقع التي يعثر فيها على الاسماك المتحجرة، مثل موقع حاقل وحجولا والنمورة أو ساحل علما، إلا أن أرض عكار غنية بالمتحجرات التي كشف ويكشف عن كنوزها الطبيعة تدريجيا، خاصة مع فريق البحث العلمي لدى جمعية درب عكار، بحيث نفذ وينفذ هذا الفريق وبمساعدة عازار (والذي يعتبر من اهم الشخصيات العلمية الرائدة عالميا في هذا المجال)، عدة منشورات علمية، نشرت في اهم المجلات البحثية العالمية، ولا يزال بعضها قيد الاعداد”.

ولفت الى أن “المتحجرات في عكار تتوزع ضمن عشرات لا بل مئات المواقع المتفرقة والتي تعود للعصر الطباشيري والعصر الجوراسي (بين 95-150 مليون عام وربما اكثر)، وتضم أشكالا مختلفة للحياة من النباتات الى اللافقريات والرخويات وغيرها من مفصليات القوائم أو شوكيات الجلد وغيرها من أشكال الحياة التي تعطينا فكرة واضحة عن الحقبة الزمنية التي عاشت فيها، وهي بمثابة آلة زمن تعيدنا ملايين السنين الى الماضي حيث عاشت هذه الكائنات يوما”.

وشدد على ان “دراسة المتحجرات وسبر تاريخها قد يعطينا فكرة أكثر دقة عن العصر الجيولوجي الذي عاشت فيه، وهذا بحد ذاته إثراء للبحث العلمي عالميا وليس فقط محليا.

وختم صعب: “إن عينات العنبر التي عثر فيها على أشكال للحياة في عكار هي رصيد هام يضاف الى رصيد درب عكار في البحث العلمي الوطني، إلا انه ليس الوحيد، فالعثور على انواع مختلفة من المتحجرات ودراستها ضمن منهجية علمية هو بحد ذاته انجاز رغم صعوبته، إلا انه ليس الاصعب أمام حماية هذه المواقع من الاندثار والتي تشهد تعديات مستمرة بفعل التوسع البشري”.

الوطنية

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى