مكتبة قصر الثقافة في دوما تستعيد ألقها بعدما دمرتها الحرب

أجواء برس – دمشق

عندما نذكر اليوم اسم مدينة دوما السورية، فوراً يتبادر إلى أذهاننا سنوات الحرب الطاحنة التي مرّت عليها وأثار الخراب والدمار الذي خلفته كل المعارك، ومنها مكتبة قصر الثقافة التي نالت نصيبها من الحرق والتخريب.

كانت المكتبة تضم 26 ألف كتاب لمؤلفين سوريين وعرب وأجانب في اختصاصات علمية وأدبية ودينية وفنية، إضافة لسبعة آلاف عنوان في مكتبة الأطفال وقاعة للمطالعة تتسع لمئة قارئ في ذات التوقيت، أما اليوم فقد وجدت المكتبة في حالة كارثية بكل المقاييس من فوضى وتدمير وسرقة وإتلاف آلاف الإصدارات.

 

لقد كان المبنى شبه مدمر بأقسامه كلها بما فيها مقر مديرية الثقافة فنفذت أعمال تأهيل أولية وفق الإمكانيات المتاحة، وكانت البداية مع المكتبة العامة، حيث تمت الاستعانة بالمجتمع المحلي ومجلس مدينة دوما، فتبرع أحد أبناء المدينة بأعمال الترميم وإعادة افتتاح قاعة المطالعة”.

فيما بعد وكخطة إسعافية شكل فريق تطوعي حمل اسم شباب دوما الثقافي، وضم 10 من الشباب والشابات عملوا تحت إشراف رئاسة المركز الثقافي في دوما على أعمال التنظيف وإزالة الركام والردم وفرز الإصدارات المتبقية التي كانت تحتويها المكتبة عن محتويات مستودع مديرية ثقافة ريف دمشق والذي كان يوزع الكتب لنحو 130 مركزاً منتشرة في المحافظة.

كما عملوا على فرز الإصدارات المتبقية حسب الموضوعات وحسب الرقم العام وعلى تحديد الخسائر التي تقدر بنحو 30 بالمئة من محتويات المكتبة ولا سيما الكتب الدينية والتي نهبت بالكامل حيث كانت تحتوي أمهات الكتب والمراجع وكانت موئلاً لطلاب كليات العلوم الدينية والشريعة كما نهبت مكتبة الأطفال بالكامل.

لم تتوقف أعمل الترميم عند المكتبة بل اتسعت لتشمل أيضاً إعادة تأهيل سور البناء وإغلاق الأنفاق التي حفرت من قبل التنظيمات الإرهابية، سيما في المسرح والمدرج وإزالة الردم الناجم عنها، وإعادة تأهيل غرف أخرى لتنفيذ سلسلة محاضرات وندوات ودورات فنية وطلاء الشارع المقابل للمبنى وتزيينه برسوم تعبيرية وتهيئة المجال لعودة مديرية الثقافة إلى المدينة.

كما تعمل الدولة السورية على إعادة تأهيل صالة المعارض وقاعة المحاضرات بهدف جذب حضور جماهيري أكبر وجلب أعداد من أهالي المدينة لمواكبة النشاط الثقافي وخلق تفاعل يسمح لقصر الثقافة أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب.

 

وفي لمحة تاريخية عن هذه المنطقة، فقد مرّ على دوما الآراميون واليهود والمسيحيون وثم المسلمون، فكان الجامع الكبير في عهد الآراميين معبداً للشمس، وعندما أتى الرومان أصبحت الديانة اليهودية تمارس سراً إلى جانب هذا المعبد، ثم جاء بنوا تغلب المسيحيون فبنوا مكان المعبد كنيسة ودير وفندق للغرباء، ولم تكن هذه القرية تحمل اسماً معيناً، ولكنها في عهد التغلبيين المسيحيين أطلق عليها الحاكم الروماني اسم “دومة”.

دخلها المسلمون بقيادة “خالد بن الوليد”، وكان ذلك في يوم فصح الدومانيين المسيحيين، فلم تجري أي معركة وأسلم منهم ست عائلات، وترك الآخرون على دينهم شرط مناصرة المسلمين.

يذكر أن المركز الثقافي في مدينة دوما تأسس عام 1967 وكان يضم قاعة مسرح صغيرة ومكتبة ومركز تدريب للثقافة الشعبية ووسع عام 2000 ليضم مسرحاً يحوي 700 كرسي ثابت ومجهزاً بأجهزة الصوت والإضاءة والتدفئة والتكييف مع غرف للكواليس وصالة إنترنت وقاعات للاستقبال وللتدريب تابعة لمعهد الثقافة الشعبية مع مقر مديرية الثقافة.

 

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى