يوم الأرض… حق بيئي ووطني وانساني حيث لا أحد عندنا يجرؤ

كتبت جوزيان عابدين

22 نيسان/ أبريل يوم الأرض… الأرض بكل معانيها، في هذا اليوم يحاول العالم الاهتمام بما يصلح للأرض والناس. هو حدث سنوي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم في 22 أبريل لإظهار الدعم لحماية البيئة. احتُفل بيوم الأرض لأول مرة في عام 1970، وهو يتضمن الآن فعاليات نظمتها عالميًا شبكة يوم الأرض في أكثر من 193 بلدًا حول العالم.

تحتفل العديد من المجتمعات بفعالية أسبوع الأرض، وهو عبارة عن أسبوع كامل من الأنشطة التي تركز على القضايا البيئية التي يواجهها العالم. وقعت مسيرة العلوم في يوم الأرض في عام 2017 (22 أبريل 2017) وتبعتها حركة استنفار المناخ الشعبية (29 أبريل 2017).

العالم يتفق

وقّعت الولايات المتحدة والصين ونحو 120 دولةً أخرى اتفاقية باريس التاريخية في يوم الأرض الواقع في عام 2016. وقد تضمن التوقيع على الاتفاقية مطلباً رئيساً لدخول تنفيذ المشروع التاريخي لمعاهدة حماية المناخ التي اعتمدتها 195 دولة حاضرة بالإجماع في مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2015 للتغير المناخي في باريس.

اقترح ناشط السلام جون مكونيل في مؤتمر اليونسكو الذي عُقد في عام 1969 في سان فرانسيسكو، يوماً لتكريم الأرض ومفهوم السلام، وقد احتُفل به لأول مرة في 21 مارس من عام 1970، وهو أول أيام الربيع في نصف الكرة الشمالي. صُودق على يوم تحقيق توازن الطبيعة في وقت لاحق في إعلان كتبه مكونيل ووقع عليه الأمين العام يو ثانت في الأمم المتحدة.

أسس السناتور الأميركي غايلورد نيلسون بعد مرور شهر من ذلك، يوم الأرض المنفصل باعتباره يوم توعية بيئية حُدد لأول مرة في 22 أبريل من عام 1970، وحصل نيلسون لاحقاً على وسام الحرية الرئاسي تقديراً لعمله. وعند تحديد يوم الأرض في 22 نيسان/ أبريل في الولايات المتحدة، جعلت منظمة أطلقها دينيس هايز، المنسق الوطني الأساسي في عام 1970، يوم الأرض يوماً عالمياً في عام 1990، بل ونظمت هذا الحدث في 141 دولة.

 

العالم ينتبه ولبنان غائب

تنظم خلال السنوات الفائتة المؤتمرات وتبرم عقود وتنص قوانين لحماية البيئة والأرض، ولبنان غائب عنه، بل نائم في ثبات عظيم لا يعرف إن كان سيستفيق على صراخ ابنائه أم سيبقى في غيبوبة لا مفر منها، فالأعوام السابقة شهدت الكثير من التجاذبات السياسية حول البيئة والحرائق المفتعلة والقمامة وشركات التنظيف، كل المسائل البيئية كانت تخضع للاعتبارات الطائفية والسياسية وليست للاعتبارات الوطنية. ولا احد يجرؤ على الاعتراف بأن مصلحته فوق اعتبارات الوطن والبيئة والصحة والأرض فيه.

وعلى رغم وعي الشعب وانتفاضته وثورته واعتراضاته وتظاهرات المتكررة، إلا ان المافيات في لبنان أقوى وأشجع وأكثر جودة من البيئة والصحة وأهم من الوطن. فمع كل تظاهرة ضد الروائح والأمراض والنفايات المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية، كانت السياسة والعصابات والمافيات والطوائف والأحزاب وسلطة المال والقوة، تتدخل لتفشل أي تحرك، ولا نتيجة ايجابية بل صفقات تعقد لتعود أزمة النفايات ومرابع القمامة تجتاح الأراضي اللبنانية لتنشر زهرة الأمراض وتنعش حدائق الفساد. وهذا ما سيورثونه لابنائهم ليكونوا نسخة لا تتجزء عنهم، كما هم ورثوه وعاثوا في الأرض فساداً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى