البشر كانوا يتواصلون مع بعضهم ليس من خلال الأصوات بل عبر إيماءات اليد

أجواء برس
لطالما صورت الأفلام والبرامج التلفزيونية رجل الكهف على أنه يستخدم همهمات للتواصل مع الآخرين. لكن دراسة جديدة تشير إلى أنّ أسلافنا القدماء على الأرجح لم يستخدموا الأصوات للتواصل، وبدلاً من ذلك اختاروا إيماءات اليد.

كما طلب باحثون من جامعة غرب أستراليا من المتطوعين محاولة وصف الكلمات باستخدام همهمات أو إيماءات فقط. وجدوا أنّ الإيماءات كانت أكثر فاعلية في توصيل المعنى وغالباً ما كانت متشابهة بين الثقافات.

فيما قال الباحثون في دراستهم، التي نشرت في Proceedings of the Royal Society B: “إنّ عالمية الإيماء تعني أنها مناسبة بشكل مثالي للتواصل البشري بين البشر المعاصرين، وبالتالي تدعم الفرضية القائلة بأنّ الإيماء هي الطريقة الأساسية لخلق اللغة”.

اما في الدراسة، شرع الفريق في استكشاف ما إذا كانت الهمهمات أو الإيماءات أكثر فعالية للتواصل عبر الثقافات. وقال الباحثون: “إنّ الناس من جميع الثقافات يستخدمون الإيماء حين يتحدثون، كذلك المكفوفين، كما يمكن للبالغين والأطفال استخدام الإيماء بنجاح كوسيلة للاتصال”.

علاوة على ذلك، تظهر اللغات اليدوية المتطورة، ذات النطاق التعبيري نفسه مثل اللغة المنطوقة، في مجموعات الأطفال الصم وحتى بين الأطفال الصم الأفراد الذين يعيشون في أسر عادية أو في المجتمعات التي بها نسبة عالية من الصمم. وأدى انتشار الإيماءات في كل مكان، وقدرتها على التطور السريع إلى اللغة، إلى اقتراح أنّ اللغة نشأت عبر الإيماءات اليدوية بدلاً من المحادثات الصوتية.

كما أجرى الباحثون تجربتين لاختبار الفكرة. في التجربة الأولى، قاموا باستقطاب 30 شخصاً من أستراليا و30 شخصاً من فانواتو للعب لعبة مشابهة للحزازير.
في جولة واحدة من اللعبة، قام شخص بتمثيل كلمة باستخدام الإيماءات وحاول الآخرون تخمين ما كانت عليه. ولكن في الجولة الثانية، طلب من الشخص استخدام همهمات لنقل الكلمة.

حيث كشفت نتائج اللعبة أنّ الإيماءات كانت أكثر فاعلية في توصيل المعنى، وغالباً ما كانت متشابهة لدى المشاركين من أستراليا وفانواتو.

بينما في التجربة الثانية، كرر الباحثون التجربة الأولى، ولكن مع الأشخاص ضعاف البصر المكلفين بنقل الكلمات بالإيماءات أو الهمهمات. ووجدوا مرة أخرى أنّ الإيماءات كانت أكثر فعالية بكثير من الهمهمات على الرغم من أنّ الأشخاص ضعاف البصر ليس لديهم أدلة بصرية مشتركة.

وبشكل عام، تشير النتائج إلى أنّ الإيماءات أهمّ بكثير من همهمات كوسيلة للاتصال، وفقاً للباحثين. وخلص الباحثون إلى أنّ هذه النتائج تدعم نظرية أنّ الإيماء هو أصل اللغة.

كما تنبأ حساب للإدراك البشري (والفلاسفة والمستكشفين الأوائل)، كانت الإشارات الإيمائية أكثر عالمية من الإشارات الصوتية.
كان هذا صحيحاً داخل الثقافات، وعبر الثقافات، وحتى بالنسبة للمشاركين الذين يعانون من ضعف شديد في الرؤية (على الرغم من عدم وجود تجربة بصرية مشتركة).

عبير شمص

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى