الولادة قد تسرع عملية الشيخوخة ما هو العمر المثالي للانجاب؟

أجواء برس
تشير دراسة إلى أنّ النساء اللواتي لديهنّ أطفال في منتصف العشرينات من العمر يعشن لفترة أطول.

كما وجاء في مقال”: ربطت الأبحاث السابقة بين أن تصبح أماً في الثلاثينيات من العمر وطول العمر، حيث رأى الخبراء أنّ الولادة قد تسرع عملية الشيخوخة.

ولكنّ ادعى باحثون من جامعة سيول في كوريا الجنوبية أنّ العمر المثالي قد يكون بين 24 أو 25 بعد دراسة شملت 4,000 امرأة.

فيما وجد الباحثون أنّ أولئك اللواتي ينجبن طفلاً قبل أو بعد ذلك قد يكون لديهنّ خطراً أعلى بنسبة تصل إلى 5 في المئة للوفاة من أي سبب في غضون 18 عاماً.

كما قال الباحثون: “تميل الأمهات الشابات جداً إلى أن يكونن من المناطق المحرومة مما يعرضهنّ لخطر أكبر للإصابة بمجموعة من الأمراض العقلية والجسدية.” وتكهنوا بأنّ حصيلة تربية الأطفال والولادة قد تكون أكثر صرامة بالنسبة للأمهات الأكبر سناً.

مثل كوريا الجنوبية، شهدت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة زيادة مطردة في العمر الذي تنجب فيه المرأة طفلها الأول في العقود الأخيرة.
في حين يبلغ متوسط عمر الأم لأول مرة في بريطانيا الآن 29 عاماً. في الولايات المتحدة، يقول مركز السيطرة على الأمراض أنّ متوسط عمر الأم لأول مرة كان 26 في عام 2014.

أما في أحدث دراسة نشرت في مجلة Maturitas، نظر العلماء في بيانات 4044 امرأة من منطقتين في كوريا الجنوبية، أنسان وأنسونغ.

وقارنوا 1498 امرأة أنجبن طفلهنّ الأول بين سن 20 و23، و1033 أم أنجبن طفلهن الأول في سن 24-25، و1513 امرأة أنجبن مولودهن الأول بين سن 26 و36.

و بالتالي استخدم الباحثون السجلات الصحية الحكومية للمتابعة مع النساء بعد 18 سنة. توفي ما مجموعه 243 امرأة على مدار الدراسة، مع أكثر من نصف هؤلاء في الديموغرافية الأم الأصغر سناً والثلث في كبار السن.

فيما قام الباحثون بتحليل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وكذلك جميع أسباب الوفاة.

كما وجد الباحثون أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة لأمراض القلب والأوعية الدموية كانت 97.3 المائة لدى الأمهات الأصغر سناً، و99.6 في المائة لدى النساء في منتصف العشرينات من العمر، و98.7 في المائة لدى الأمهات الأكبر سنًا بعد 18 سنة من ولادة طفلهنّ الأول.

وعند النظر في جميع أسباب الوفاة، كانت معدلات البقاء على قيد الحياة 91.1 في المائة لدى لأمهات الأصغر سناً، و96.4 في المائة لدى النساء في منتصف العشرينات من العمر، و95.2 في المائة لدى الأمهات الأكبر سناً في فترة الدراسة البالغة 18 سنة.

و من جانبه قال البروفيسور سانغشين بارك، الخبير في علم الأوبئة في جامعة سيول:” قد تكون الأسباب الاجتماعية والاقتصادية وراء معاناة الأمهات الأصغر سناً من نتائج صحية أقل.”
وقال: “بشكل عام، كانت الشابات من خلفيات محرومة أكثر عرضة لخطر إنجاب الأطفال في سنّ المراهقة”.

فيما أضاف أنّ الأبحاث السابقة ربطت أيضًا الأمهات الشابات بزيادة فرصة الإصابة بالسمنة والاكتئاب وكلاهما معروف بتأثيرهما على متوسط العمر المتوقع.
من حيث التأثير الصحي على الأمهات الأكبر سناً، قال البروفيسور بارك أنّ أبحاثاً أخرى أشارت إلى أنّ النساء الأكبر سناً يواجهن صعوبة أكبر في التعافي من الآثار الجسدية للحمل.

وقال: ” إنّ الأمهات المسنات يواجهن صعوبة أكبر في التعافي من الحمل والولادة مقارنة بالأمهات الأصغر سناً، وقد لا تتمكن عضلاتهنّ من العمل كما كان من قبل”.

وأضاف أنّ الأمهات الأكبر سناً قد يكافحن من أجل ممارسة الرياضة والحفاظ على صحة جيدة أثناء ممارسة مهنة وطفل.

وقال: ” إنّ الروتين اليومي المزدحم يمكن أن يؤدي أيضاً إلى عدم ممارسة الرياضة والسمنة، وقد يؤدي إجهاد العمل وتربية الأطفال إلى رفع ضغط دم الأم.”

أقر المؤلفون بأنّ دراستهم لها العديد من القيود، أحدها أنهم فحصوا فقط بيانات من منطقتين من كوريا الجنوبية وأنّ المزيد من البحث يجب أن ينظر إلى مجموعات سكانية أوسع.

وقالوا أيضاً أنهم لم يتمكنوا من تحليل البيانات من الأمهات لأول مرة تحت سن 20 وأكثر من سن 35 بسبب قلة عدد النساء في أحجام العينات هذه.
بالإضافة إلى ذلك، قالوا أنّ البيانات الحكومية لم تسجل حالة التدخين لدى النساء قبل طفلهنّ الأول مما يعني أنّ هذا كان عاملاً يمكن أن يؤثر على النتائج.

وفي الختام، قال الباحثون أنّ هناك حاجة إلى مزيد من العمل لاستكشاف ما إذا كان توقيت ولادة المرأة يشكل خطراً على نتائجها الصحية وعمرها.
تم إعطاء أسباب مختلفة لارتفاع متوسط عمر الأمهات لأول مرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وقد عزا البعض هذا الاتجاه إلى النساء الراغبات في الحصول على مهنة ثابتة قبل الأمومة.

فيما ألقى آخرون باللوم على ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار العقارات على الأزواج الذين يؤجلون إنجاب الأطفال حتى يكبروا ويصبحوا أكثر أماناً من الناحية المالية.

عبير شمص

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى