
الراعي عن الحوار: يقتضي التجرد من المصالح واعتبار الدستور الطريق الوحيد الواجب سلوكه
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان يعاونه المطارنة سمير مظلوم، بولس صياح وانطوان ابي نجم، والأباتي نعمة الله الهاشم وبمشاركة المونسينيور فيكتور كيروز والخوري طوني الآغا والأب هادي ضو، في حضور أعضاء مجلس الإنماء والتنسيق المسيحي وحشد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “خطاياها الكثيرة مغفورة، لأنّها أحبّت كثيرًا” (لو 7: 4)، وقال: “أهمّ ميزة في الإنسان أن يكون في قلبه حبّ.
وأضاف: تقول القدّيسة تريزا دي كلكوتا: “القلب الفارغ المنفتح على الله يملأه الله حبًّا ورحمة. أمّا القلب الملآن كبرياءً وبغضًا وحسدًا، فلا يستطيع الله مع كلّ قدرته أن يملأه”. وحدها الصلاة والتوبة تفرغان القلب من الكبرياء التي هي أمّ كلّ الرذائ”.
وتابع: “تكثر بكلّ أسف، لا سيما لدى معرقلي نهوض لبنان وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، القلوبُ الفارغة من محبّة الله ورحمته وحنانه، ومن روح الندامة والتوبة عن الخطايا الشخصيّة. فأصبح المجتمع يعيش في هيكليّة من الخطايا التي لا يتوب عنها أحد، وكأنّها أصبحت خطايا من دون مرتكبين. يتكلّمون مثلًا عن الفساد ومكافحة الفساد ولا يعلم أحدٌ من هم المفسدون.
لا مجال لبدء حياة جديدة على كلّ الأصعدة الخاصّة والعامّة، الشخصيّة والجماعيّة، من دون إرادة إيمانيّة، وقرار بالتغيير في نمط التفكير والتصرّف. الجميع، ولا سيما المسؤولون السياسيّون، بحاجة إلى قلوب تملي عليهم ما يجب أن يفعلوا من خير”.
وختم الراعي: “الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل رغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانيًا روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثًا اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعًا الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان، بنعمة الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين”.
وبعد القداس، استقبل الراعي أعضاء مجلس الإنماء والتنسيق المسيحي برئاسة المطران بو نجم والمشاركين في الذبيحة الالهية.