القضاء على مرض “الزَّرَق” من خلال نظارات مزودة بتكنولوجيا متطورة

أجواء برس
قد تكون النظارات المزودة بتكنولوجيا متطورة قادرة على وقف تقدم الجلوكوما أو الزرق، وهو سبب شائع لفقدان البصر.

و تجدر الإشارة انه يتم ارتداؤها لمدة نصف ساعة في اليوم، وهي مصممة لتوصيل نبضات الكهرباء إلى العين لتحفيز العصب البصري لإصلاح نفسه، ويتم استخدامها الآن في تجربة سريرية.

كما جاء في الموضوع الذي ترجم عن “ديلي ميل”: يعتقد الباحثون أنّ العلاج، الذي تدعمه دراسات ناجحة سابقة، سيوقف تطور الحالة، التي تؤثر على أكثر من نصف مليون شخص في المملكة المتحدة.

ويصنف الزَّرق هو كحالة مرضية شائعة تصيب العين والتي تنطوي على تلف العصب البصري، وهو عبارة عن مجموعة من أكثر من مليون من الألياف العصبية التي تربط شبكية العين (طبقة من الخلايا الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين) إلى مركز معالجة الرؤية في الدماغ.

عادة ما يحدث ذلك بسبب تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين، مما يزيد الضغط داخل العين وعلى العصب.
في حين بؤدي ذلك إلى فقدان البصر إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه على الفور. إنّ سبب حدوثه غير واضح بعد، على الرغم من أنّ العمر والتاريخ العائلي للزرق ووجود حالات طبية أخرى مثل مرض السكري وقصر النظر، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

كما أن هناك عدد من الأنواع المختلفة للمرض، مع كون الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة الأولية الأكثر شيوعاً. وهي الحالة الأكثر انتشاراً لدى من هم في عمر 70 إلى 80 سنة، وهي تتطور ببطء، وهي تنجم عن انسداد تدريجي لقنوات الصرف في العين وتؤثر على الرؤية المحيطية أولاً.

لهذا السبب، لا يدرك الناس في كثير من الأحيان أنهم مصابون بالزرق ويتم اكتشافه فقط خلال اختبار العين الروتيني.
تشمل العلاجات قطرات العين لتقليل ضغط العين، والليزر أو الجراحة لفتح أنابيب الصرف المسدودة أو لتقليل إنتاج السوائل في العين. تقلل القطرات من كمية السوائل في العين، إما عن طريق زيادة تصريف السوائل، أو عن طريق تقليل كمية السوائل المصنوعة.

يؤكد الباحثون أنه على الرغم من فعالية هذه الأدوية، فإنّ نسبة الإصابة بالجلوكوما لدى المرضى تزداد سوءاً، مع تطور فقدان البصر التدريجي. ويعود السبب في ذلك إلى أنّ ما يصل إلى ثلث المرضى ينسون أخذ قطرات العين بانتظام، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019 في مجلة Ocular Pharmacology and Therapeutics.

الجهاز الجديد، الذي يبدو وكأنه زوج من نظارات الواقع الافتراضي والذي تم تطويره من قبل شركة Nu Eyne في كوريا الجنوبية، يستخدم التحفيز الكهربائي على مستوى منخفض لتعزيز تجديد الأنسجة العصبية.

كما يتم توصيل النبضات الكهربائية إلى الجلد المحيط بالعينين من خلال أقطاب كهربائية صغيرة. يحاكي التحفيز الكهربائي آليات التئام الجروح في الجسم لتحفيز النمو في العصب البصري، كما يقول صانعوها.

فيما تشمل التجربة، في جامعة كونكوك ، كوريا الجنوبية ، 22 مريضاً يعانون من الجلوكوما، والذين سيرتدون نظارات واقية لمدة 30 دقيقة يومياً لمدة 16 أسبوعاً. سيقوم الأطباء بمراقبة أي تغيرات في ضغط العين وسمك الألياف العصبية.

هناك بالفعل بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ التحفيز الكهربائي قد يكون مفيداً. وجدت دراسة في العدد الحالي من مجلة تحفيز الدماغ، والتي شملت 70 مريضاً، أن تحفيز العصب البصري قد أوقف تطور الجلوكوما لدى غالبية المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج التقليدي لقطرات العين.

كما تم تحفيز كل عين بنبضات من الكهرباء حتى حدث “الفوسفين”. وهي النجوم، التعرجات، التمايل، الدوامات والأشكال الأخرى التي نراها عندما يتم تحفيز خلايا شبكية العين عن طريق الفرك أو بعد العطس، والسعال، أو ضربة على الرأس.

كان لدى المرضى عشر جلسات تحفيز يومية على مدار أسبوعين، استمرت كل منها حوالي 80 دقيقة. وقال باحثون من جامعة فريدريش ألكسندر الألمانية أنّ العلاج أوقف التقدم في أكثر من ستة من كل عشرة عيون مصابة تم علاجها.

وتعليقاً على البحث، أشار جوين ويليامز، استشاري طب العيون في مستشفى سينغلتون، سوانسي:” الجلوكوما هو مرض متعدد العوامل، وفي الوقت الحاضر إنّ خفض ضغط العين هو أفضل طريقة نعرفها للحد من التقدم.”

و اضاف“على الرغم من وجود اهتمام حديث بالحماية العصبية للعصب البصري لم تُظهر أي دراسة حتى الآن أنّ التحفيز الكهربائي هو علاج فعال في البشر.”

“سيكون من المثير للاهتمام أن نرى نتائج هذه الدراسة الجديدة ولكن من السابق لأوانه تقديم المشورة لأي شخص حول استخدام هذه الأجهزة.”

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى