
أميركا وفرنسا تستذكران انفجارين قبل 40 عاماً

وصل إلى بيروت آنذاك 800 من مشاة البحرية الأميركية في 25 أغسطس عام 1982، تبعتهم قوات فرنسية بنفس العدد، وقوات إيطالية ضمت 400 عسكرياً، وانضمت لاحقاً وحدة عسكرية بريطانية.
اللافت أن الولايات المتحدة كانت قد تعرضت لضربة موجعة في لبنان في 18 أبريل 1983، حين فجر مقاوم كان يقود سيارة مفخخة مبنى السفارة الأميركية في بيروت، ما تسبب في مقتل 63 شخصاً من بينهم 17 أميركياً، تقول تقارير إن نحو نصفهم يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية.

مع ذلك، في الصباح الباكر يوم 23 أكتوبر 1983، نجح من كان يقود شاحنة مليئة بالمتفجرات قدرت بما يعادل 9500 كيلو غرام من مادة “تي إن تي”، في اقتحام ثكنة لمشاة البحرية الأميركية في مطار بيروت، ولم يفتح الحراس النار إلا متأخراً.
الانفجار دمر المبنى وقتل من بين 400 من مشاة البحرية الأميركية المتمركزين هناك، وكانوا حينها نياماً، أكثر من النصف، وهم بالتفصيل، 220 من مشاة البحرية الأميركية، و18 بحاراً، و3 جنود، علاوة على إصابة أكثر من مئة آخرين. هذا العدد من القتلى يعد الأكبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بعد 20 دقيقة من الانفجار الأول، ضرب بنفس الطريقة مبنى تقيم فيه وحدة المظليين الفرنسية في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، ما أودى بحياة 58 عسكرياً فرنسياً، وهو ما يعد الخسارة البشرية الأكبر منذ انتهاء حرب التحرير الشعبية في الجزائر.

على الرغم من إعلان واشنطن وباريس عقب التفجيرين تصميمهما على البقاء، إلا ان القوات الاميركية خرجت من لبنان في فبراير 1984، والأمر ذاته فعلته القوات الفرنسية والإيطالية والبريطانية.
التحقيقات الأميركية في تفجير مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت، أفضت إلى إدانة قائد كتيبة مشاة البحرية بحشر 350 شخصاً في مبنى واحد، واعطاء أمر للحرس بإبقاء أسلحتهم فارغة من الذخيرة.
أما قائد مجموعة مشاة البحرية، العقيد تيموثي غيراتي، فقد دافع خلال جلسة استماع بالكونغرس بأنه كان من الصعب جداً تأمين الثكنات، نظراً لأن المكان مفتوح، والسيارات تمر باستمرار إلى المطار.
ويبدو أن هناك خوف من اعادة مثل هذا السيناريو، إذا اجتاحت إسرائيل قطاع غزة واحتلاله.