
متى سيرتدي ميقاتي بدلة Smoking؟
أجواء برس – بيروت
كتب صباح الشويري
حين سئل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن الموعد النهائي للاعلان عن تشكيل الحكومة، كان رده سريعاً “حين تشاهدوني أرتدي بدلة السموكي Smoking” وهذا ما دفع بالمصورين والصحافيين والمراسلين المتواجدون في القصر الجمهوري ترقب خروج ميقاتي من السيارة ليتوجه الى مقر الرئيس، وكل مرة يصابون بالاحباط “لا يرتدي البدلة” ووصل الأمر بالبعض ليقول نريد أن نعرف مكان الخياط، ربما لم ينجز له البدلة لذا يتأخر اعلان التشكيلة الحكومية، والبعض يقول: “ربما لم يجدوا قماشاً كافياً، لذا تأخر الإعلان عن الحكومة”، أو ربما ينتظر ان تخف موجة الحر والرطوبة، ليتمكن من ارتداء البدلة لكي لا يصاب بالحر في بدلة لا تناسب طقس الصيف. فأمر توقيت الإعلان بات رهن ما سيرتديه الرئيس المكلف.
وبعيداً عن مزاح والأقاويل الخفيفة الظل، يبقى تشكيل الحكومة رهن مزاجية الجميع، وليست الأسماء والاختيارات مرهونة بشخص واحد “كما يظهر في الإعلام” بل بالجميع، لأن المحاصصات والتقسيمات والاستفادات والمصالح الشخصية والحزبية والطائفية هي الطاغية على كل أنواع الاستشارات، ولا يتوقف الأمر عند حدود أحد، فالحرب الاعلامية والكلامية بين الأطراف ليست لأن جعجع لم يعد يستسيغ عون، وليس لأن حركة أمل لا تريد باسيل، أو أن المستقبل ضد حزب الله، لأننا كلنا نراهم يتضامنون ويتكاتفون ويتصالحون حين تقتضي المصلحة كما يحصل في انتخابات النقابات المهنية، حيث يتفقون على الناس وليس لصالح الناس.
فكذبة الخلافات السياسية تمر على من هم دون مستوى الوعي الوطني (وما أكثرهم) حين يصدقون أن مصلحة الطائفة لن يحميها إلا الزعيم، بينما هذا الزعيم حين تقتضي مصلحته لن يتعرف على اتباعه إلا وقت الانتخابات، وها هي تقترب، وبدأ يقترب معها الشحن المذهبي وترتفع وتيرة النعرات الطائفية، بحج الوطنية والمصالح العامة، والدليل صراعهم على تشكيل الحكومة التي يريدون من أجبانها الآتية من الغرب حصصاً كبيرة ينهشون بها لحم المواطن ويسرقون تعبه ويقدمون له الفتات إن بقيت.
يتصارعون على الكراسي، الشؤون الاجتماعية والطاقة والداخلية والدفاع والمالية، لماذا لا أحد يريد وزارة البيئة؟ ولا يهتمون بوزارة الثقافة، ولا يتصارعون على وزارة السياحة. اما وزارة التخطيط والعمل فلا أحد يسمع بهما، فيما وزارة الإعلام مصنفة حزبية ويتركونها للأخير ليرون كيف سيروجون لأنفسهم.
ما سنقول هو افتراض وليس إلا، ومن يريد أن يفهم ليفهم.
يختلفون على وزارة الشؤون الاجتماعية من اجل تحصيل اموال دعم البطاقة التموينية “للعائلات الأكثر فقراً” ليوزعها كل زعيم على جماعاته في الحملات الانتخابية، وطبعاً وفق لوائح المناطق التي سيقدمها الزعماء عن اناسهم، حتى لو كان التقديم الكترونياً.
أما وزارتي الطاقة والعمل، فهما الخزان الأهم في محرك الاقتصاد الوطني، وهما المكان الأمثل للتغييرات في الحياة الاجتماعية، فالطاقة دفع فيها مليارات ولم تتقدم ولم تتطور “ولن تتقدم” هذا بالاضافة الى مشاريع استجرار الطاقة والغاز والسلف والديون التي ستتراكم من اجل تسديد كلفة الاستجرار، اضف اليهم مشاريع التنقيب للنفط والغاز في البحر، حيث لم يتفقوا بعد على تقاسم البلوكات. وغيرها من المشاريع المنتظرة.
أما المالية فحدث ولا حرج، لا أحد يعرف كيف طارت أموال الخزينة إلا أن المصاريف كثيرة والانفاق لا حدود له، وكل أموال المساعدات والبطاقات والهبات ستصب في ميزانية تمر عبر وزارة المالية، وطبعاً لا بد من المحاصصة ليتمكن الزعماء من تأمين حياة كريمة “للشعب المظلوم”.
يكفي اليوم والى اللقاء في افتراض آخر.