إيرادات فيلم No Time to Die تتخطى 300 مليون دولار عالميًا

أجواء برس

حقق فيلم جيمس بوند No Time to Die الذي عُرض لأول مرة في أميركا الشمالية في نهاية الأسبوع الماضي، خلال الفترة من يوم الجمعة إلى الأحد عائدات بلغت 56.007 مليون دولار (يا لصدفة الأرقام!). تعتبر هذه العائدات أقل من عائدات أول نهايات أسبوع لأفلام أمثال Jason Bourne (سجل 59 مليون دولار في عام 2016)، Mission: Impossible-Fallout (سجل 61 مليون دولار في 2018)، F9 (سجل 70 مليون دولار في يونيو/حزيران الماضي). إنه أيضًا أدنى افتتاح لفيلم 007 منذ Casino Royale (سجل 40 مليون دولار في عام 2006)، مع عدد أقل من التذاكر المباعة في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية من أي فيلم آخر لجيمس بوند منذ فيلم Tomorrow Never Dies (25 مليون دولار في 1997 أو ما يساوي 49 مليون دولار في يومنا). لكنه لا يزال أعلى من افتتاحية Mission: Impossible – Rogue Nation التي سجلت 55 مليون دولار في صيف 2015.

 

أفلام جيمس بوند لم تحظ بصدارة شباك التذاكر الأميركي

كانت الفكرة السائدة بأن فيلم جيمس بوند الخامس والأخير لدانيال كريغ “سينقذ” شباك التذاكر الأميركي مجرد تكهنات. لم تحظ إجمالًا سلسلة أفلام جيمس بوند بالمراكز الأولى في شباك التذاكر، فمثلًا تم افتتاح فيلم GoldenEye بمبلغ 26 مليون دولار بعد أسبوع من افتتاح Ace Ventura: When Nature Calls الذي سجل هو مبلغًا أكبر بقيمة 38 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 1995.

وحقق فيلم بوند Tomorrow Never Dies أرباحًا بقيمة 125 مليون دولار بدءًا من افتتاحية بلغت 25 مليون دولار في ديسمبر/كانون الأول 1997، ولكنه غرق أمام Titanic الذي حققت رحلته السينمائية 600 مليون دولار.

لم يتصدر Casino Royale مرة واحدة شباك التذاكر في عطلة نهاية الأسبوع، حيث حقق أرباحًا بقيمة 160 مليون دولار و40 مليون دولار عند الإفتتاح، لكنه بقي في ظلال فيلم Happy Feet لجورج ميلر الحائز على جائزة الأوسكار والذي حقق 198 مليون دولار أرباحًا و48 مليون دولار عند الإفتتاحية في عام 2006.

وهذه المرة أيضًا، تم افتتاح فيلم No Time to Die بعد أسبوع واحد فقط من افتتاح فيلم Venom: Let There Be Carnage الذي حقق 90 مليون دولار.

 

الفيلم الاستثنائي

نعم، هنالك فيلم Skyfall الذي حقق 90 مليون دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 ووصل إلى 304 ملايين دولار محلي (و1.11 مليار دولار عالميًا). في ذلك الوقت حالفه الحظ النادر، مع ترحيب جيد جدًا من قبل النقاد، وأغنية الفيلم من أداء أديل التي لاقت النجاح الباهر، والدعاية المجانية إذ كان يُحتفل بالذكرى الخمسين لأول فيلم من سلسلة جيمس بوند Dr. No، بالإضافة إلى عدم وجود أي فيلم منافس له لمدة شهور. نعم، كان هنالك The Twilight Saga: Breaking Dawn الجزء الثاني الذي حقق 295 مليون دولار محليًا و 819 مليون دولار عالميًا في نوفمبر/تشرين الثاني بينما The Hobbit: An Unlimited Journey حقق 304 مليون دولار/1 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول، لكن هذه الأفلام كانت نسبيًا “من أجل فئة المعجبين”. بخلاف ذلك، انتهى المطاف بمعظم أفلام جيمس بوند التي تعود إلى زمن بروسنان وكريغ في تحقيق أرباح محلية أقل من أفلام أخرى كناية عن أجزاء ثانية، مثل أفلام Mission Impossible لتوم كروز، أو Bourne لمات ديمون، أو فيلمي السخرية الكوميدية Austin Powers لمايك مايرز اللذين حققا أكثر من 200 مليون دولار محليًا في عامي 1999 و 2002.

 

سلسلة جيمس بوند ناجحة

تكمن قوة سلسلة جيمس بوند في اتساقها وأهميتها الثقافية، حيث تغيرت الصناعة من حولها على مدار الأربعين عامًا الماضية وبقيت هي ثابتة. ظلت سلسلة 007 قوية تجاريًا من خلال البقاء وفية لنفسها، رغم تحقيق بعض الأفلام نجاحًا وأرباحًا أكثر مثل The Raiders of the Lost Ark, Die Hard, Batman Forever, The Matrix, The Bourne Ultimatum, Iron Man, The Avengers, Furious 7. وعندما أصبحت الصناعة السينمائية مهووسة جدًا بالمغامرات الخيالية أو التي تستهدف الأطفال أو الحنين إلى الماضي، كانت سلسلة 007 الواقعية تستهدف البالغين وتكتسب اليرستيج والمكانة فأصبحت تمثل “السينما الحقيقية”.

 

فيلم No Time To Die وكوفيد

كان من المتوقع أن يتم إطلاق No Time To Die في أبريل/نيسان من عام 2020 إلى جانب أفلام كبيرة أخرى لولا وجود الجائحة.

لا يزال مبلغ 56 مليون دولار بداية مخيبة للآمال، لكنها قد لا تكون قاتلة. في زمن خالٍ من كوفيد، لكنت توقعت أن يسجل الفيلم في أبريل/نيسان 2020 بداية تبلغ 75 مليون دولار تقريبًا لهذه التكملة الجيدة، دون أن تكون مميزة بشكل غير اعتيادي، لفيلم جيمس بوند السابق Spectre.

تشير التقييمات الإيجابية ( 7.5 / 10 على موقع Rotten Tomatoes ودرجة A- Cinemascore) إلى إنطلاقة جيدة لفيلم No Time to Die حتى لو لم يكن الفيلم الوحيد الذي يقدم قصة بعيدة عن الرعب والخيال العلمي والأبطال الخارقين.

يتم عرض الفيلم بنسبة أعلى على الجماهير الأكبر سنًا الذين أولًا لا يتسابقون بشكل عام إلى المسارح في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، وثانيًا هم أقل ميلًا للقيام بذلك بسبب كوفيد. وإذا كان هذا هو المتغير الوحيد بين الإفتتاحية الأولى بقيمة 56 مليون دولار أو إنطلاقة بقيمة 70 مليون دولار، فسيثبت الوقت ذلك. يستهدف جيمس بوند الجماهير الأكبر سناً والأقل “هوسًا” بالأفلام أخرى، لذلك نأمل أن يكون الجمهور الأكبر سنًا والمرهق من الجائحة أكثر استعدادًا للذهاب إلى صالات العرض في أيام الأسبوع شبه الفارغة أو بعد الظهر في عطلة نهاية الأسبوع السادسة.

 

توقعات الأداء المحلي

وإذا كان أداؤه مثل Skyfall أو Mission: Impossible – Rogue Nation، فسوف ينتهي به الأمر إلى نحو 195 مليون دولار محلي. ومع ذلك، فإن أداء أقرب إلى Spectre (أرباح 200 مليون دولار / إفتتاحية 70 مليون دولار) أو Jason Bourne (أرباح 162 مليون دولار / إفتتاحية 59 مليون دولار) سيجعله يحقق أكثر / أقل من إجمالي 155 مليون دولار. من الجدير بالذكر أن هذا الفيلم يتم توزيعه بواسطة MGM في أميركا الشمالية ويونيفرسال في الخارج، على عكس الأفلام الأربعة السابقة لدانيال كريغ التي وزعتها شركة Sony. وهو حتى الآن يحقق النجاحات في الخارج.

 

النجاحات في الخارج

تم افتتاحه في فرنسا بمبلغ 10.1 مليون دولار، بما يتماشى مع Skyfall، ولكنه حقق 5 ملايين دولار أقل من عطلة نهاية الأسبوع الثانية لـفيلم Venom 2. أضافت المملكة المتحدة وإيرلندا 20.5 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الثانية، بانخفاض 28% فقط واستمر في التقدم على Spectre بـمجموع 70.9 مليون دولار. بشكل عام، حافظت معظم الأسواق على تصنيفها الأول لفيلم Venom 2 (الذي يتوسع في الخارج في نهاية الأسبوع المقبل)، وتتوافق الأرباح تقريبًا مع Spectre (الذي حقق 75% من مجموع أرباحه البالغة 881 مليون دولار أميركي في الخارج) أو Skyfall (الذي حقق 73% من مجموع أرباحه البالغة 1.11 مليار دولار أميركي في الخارج). سيتعين عليه المنافسة مع Venom 2 و Dune (في المناطق التي لم يتم افتتاحه بعد) خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن حتى الآن، أداؤه جيد.

حقق الفيلم إجمالي 89.5 مليون دولار في الخارج، مما رفع شباك التذاكر الأجنبي إلى 257 مليون دولار، وبالتالي بلغ حجمه العالمي 313.2 مليون دولار في جميع أنحاء العالم. نعم، إنه أول فيلم في زمن الجائحة ليس تابعًا لشركة MCU (مثل Black Widow و Shang-Chi) يتجاوز 300 مليون دولار في جميع أنحاء العالم دون دفعة من الصين. سيتم افتتاحه في الصين في 29 أكتوبر/تشرين الأول وأستراليا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، ومن المتوقع أن يجني فيلم No Time to Die في الخارج إجمالي 436 مليون دولار. وقد يكون أكثر: إن توقعنا إجمالي 15 مليون دولار في أستراليا (قد كسب Spectre إجمالي 25 مليون دولار عام 2015) وإن توقعنا 70 مليون دولار للصين، يصبح الرصيد الخارجي حوالي 520 مليون دولار.

وإن توقعنا 160 مليون دولار محليًا، فسيكون الربح النهائي محليًا وخارجيًا بقيمة 680 مليون دولار. وإن كانت توقعاتي متدنية لإمكانات الفيلم في أستراليا أو الصين، فيمكننا بالتأكيد أن نضعه على قدم المساواة مع F9 ونتوقع إجمالي 716 مليون دولار عالميًا. هل سيكون ذلك كافيًا لتغطية ثمن الكلفة والتسويق التي بلغت 250 مليون دولار وكلفة التأخير للعرض في الصالات؟ ربما نعم، ربما لا، لكن سلسلة جيمس بوند كانت تتمتع دائمًا بحياة قوية بعد الصالات، وأتخيل أن كل شخص أراد أن يرى هذا الفيلم في الصالات ولكنه لم يشعر بالراحة للذهاب سيشاهده في النهاية على VOD أو DVD.

قد لا ينهي فيلم No Time to Die مسيرة دانيال كريغ التي تشهد أعلى مستوياتها على الإطلاق، ولكن الفيلم سيحقق نجاحًا أكثر من كافٍ ليرجئ موت سلسلة جيمس بوند إلى يوم آخر.

أجواء برس

“أجواء” مجموعة من الإعلام العربي المحترف الملتزم بكلمة حرّة من دون مواربة، نجتمع على صدق التعبير والخبر الصحيح من مصدره، نعبّر عن رأينا ونحترم رأي الآخرين ضمن حدود أخلاقيات المهنة. “أجواء” الصحافة والإعلام، حقيقة الواقع في جريدة إلكترونية. نسعى لنكون مع الجميع في كل المواقف، من الحدث وما وراءه، على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى