قطعوا إجازاتهم ورحلوا..
تشهد صالة المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت ازدحاما للبنانيين المغادرين بلادهم في مشهد غير مسبوق، لا يخلو من دموع الحسرة على رحيل قد يكون هذه المرة بالنسبة لكثر فراق طويل، بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد.
على مدار أيام الأسبوع الماضي وفي موعد سابق للمعتاد بالنسبة لبرنامج عودة المغترب اللبناني، أعداد كبيرة من العائلات والشابات والشباب الذين يغادرون بواباب المطار، فيما ذويهم يودعونهم ويرجونهم عدم العودة.
ولم تبقِ الأزمة مجالا للتمايز الطبقي بين اللبنانيين، فجميعهم سواسية في المعاناة، إذ يبحث الفقير كما الغني عن الكهرباء، ويبحث كلاهما عن الدواء والمحروقات، وقد عطل شح المحروقات دورة اقتصادية كاملة.
ويخيم الإحباط على اللبنانيين في المطار، حيث تكتظ صالات المغادرة إثر موسم عودة المغتربين، الذين قطعوا إجازاتهم واستبدلوا حجوزاتهم بعد أن كانت مقررة منتصف شهر سبتمبر المقبل.
من جانبها، قالت عائلة الأسعد العائدة إلى دولة عربية بعد قطع إجازتها: “عائدون وفي قلوبنا حسرة أكبر من تلك التي حملناها بحقائب الأدوية أثناء قدومنا. لم نكن نقدر كل هذا الذل علما أننا شاهدناه عبر الإعلام. عشناه وشعرنا بمرارة الغربة في لبنان وها نحن عند بوابة المغادرة قبل موعد نهاية إجازتنا بعشرين يوما. يكفينا ألما”.