
رغيد الشماع: من أجل نظام عالمي عادل وفعال
قبول السعودية كعضو سادس دائم لا غنى عنه في مجلس الأمن يعتبر إنصاف لواقع العالم وتعزيز للنظام الدولي
أكد مُطلِق البرنامج الحكومي الإصلاحي “الشعب يريد” السفير السابق لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية الأخرى في سويسرا رغيد الشماع أن “قبول المملكة العربية السعودية كعضو دائم سادس ليس معروفاً لها، بل إنصاف لواقع العالم وتعزيز للنظام الدولي. يعني تزويدها بالوسائل لتحقيق طموحاتها، تعزيز مصداقيتها، وضمان أهميتها لعقود. من أجل عالم أكثر أماناً، استقراراً، وعدلاً، مكان المملكة العربية السعودية في قلب مجلس الأمن.”
وقال الشماع في بيان:
“في أيار مايو 2025، ومع التقلبات الجيوسياسية التي تعيد تشكيل التحالفات، والتحديات العالمية التي تتطلب تعزيز التعاون الدولي، يبقى السؤال ملحاً: هل لا يزال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أعلى هيئة للسلام والأمن، ملائماً لعصرنا؟ هيكله، الذي لم يتغير منذ 1945، يعكس عالماً مضى ويعاني من نقص في التمثيل، ما يقوض شرعيته وفعاليته. لهذا، الإصلاح ضرورة. وفي قلب هذا الإصلاح، قبول المملكة العربية السعودية كعضو دائم سادس ليس خياراً، بل ضرورة استراتيجية وأخلاقية.
حان الوقت لتجاوز الجمود التاريخي والاعتراف بمكانة المملكة العربية السعودية العالمية. الحجج لانضمامها إلى صناع القرار العالميين دامغة، خاصة مقارنة بواقع بعض الأعضاء الدائمين التاريخيين، مثل فرنسا، المملكة المتحدة، وروسيا.
عملاق اقتصادي ومالي في قلب التدفقات العالمية
لم تعد المملكة العربية السعودية مجرد عملاق نفطي، بل قوة مالية واقتصادية عالمية. عضويتها في مجموعة العشرين تعكس هذا الواقع. من خلال *رؤية 2030*، بدأت تحولاً غير مسبوق، ببناء اقتصاد متنوع موجه نحو المستقبل، الابتكار، والاستدامة. مشاريع مثل *NEOM* و*Qiddiya* مختبرات للعالم المستقبلي.
صندوق الاستثمارات العامة (PIF) قوة مالية عالمية تفوق العديد من دول P5، ويشكل مستقبل التكنولوجيا، الطاقة، والسياحة. هذه القوة الاقتصادية، التي تتجاوز بعض دول P5 المتحدية هيكلياً، تمنحها نفوذاً مؤثراً. تجاهل هذا الثقل في مجلس الأمن، في وقت ترتبط فيه الأمن بالاقتصاد، هو عمى.
ركيزة جيوسياسية وقلب العالم العربي والإسلامي
“المملكة العربية السعودية” مركز الشرق الأوسط، واستقرارها حيوي للسلام العالمي. لكن نفوذها يتجاوز ذلك.
داخل العالم العربي: المملكة عضو مؤسس وركيزة في الجامعة العربية (22 دولة، ~450 مليون نسمة). كأكبر اقتصاد عربي، وزنها حاسم. مستثمر رئيسي في دول شقيقة (مصر، الأردن، السودان)، ومورد مساعدات إنمائية، ولاعب دبلوماسي مركزي عبر مجلس التعاون الخليجي. دول مثل مصر، الجزائر، المغرب، والعراق تعترف بدورها اللافت. صوتها يمثل هذه الكتلة الجيوسياسية والثقافية، التي غيابها الدائم في مجلس الأمن شذوذ.
داخل العالم الإسلامي: المملكة القلب الروحي للأمة الإسلامية (2 مليار شخص). كحامية الحرمين الشريفين، مكة والمدينة، تتمتع بسلطة أخلاقية وشرعية فريدة. ملايين الحجاج من (إندونيسيا، باكستان، الهند، بنغلاديش، نيجيريا، تركيا، إيران…) يتوافدون سنوياً، مما يجعلها مركز تجمع مادي وروحي لربع البشرية. مقر منظمة التعاون الإسلامي والرابطة الإسلامية العالمية، أدوات نفوذها الديني، الثقافي، والمالي عالمياً. هذا النفوذ، الممتد لجميع القارات، يمنحها مسؤولية وقدرة حشد لا تضاهى.
فرنسا، المملكة المتحدة، وروسيا، رغم تاريخها، لا تملك هذا النفوذ الجوهري والشرعية في هذين الكيانين. السعودية صوت ضروري لتمثيل مئات الملايين، بل مليارات، في الهيئة القرارية العليا.
مسألة شرعية وتمثيل
العدالة هي الحجة الأقوى. من غير المعقول ألا يضم مجلس الأمن في القرن 21 عضواً دائماً من العالم العربي أو يمثل قلب العالم الإسلامي. هذا خلل يغذي شعوراً بنظام عالمي غير متوازن ويضعف الالتزام بقرارات المجلس. قبول المملكة العربية السعودية سيضفي تنوعاً وتمثيلاً حيويين، ويجعل المجلس هيئة عالمية حقيقية، لا نادي منتصري 1945.
حان وقت الاعتراف
زيارة ترامب 2017، التي جمعت قادة مسلمين في الرياض، عززت هذه المكانة. ومنذ ذلك، واصلت المملكة دورها كقوة مسؤولة، مستثمرة في الاستقرار ومنخرطة في الدبلوماسية.
الدعوة للمجتمع الدولي: لم يعد الوقت للتردد، بل لإصلاحات شجاعة. قبول المملكة العربية السعودية كعضو دائم سادس ليس معروفاً لها، بل إنصاف لواقع العالم وتعزيز للنظام الدولي. يعني تزويدها بالوسائل لتحقيق طموحاتها، تعزيز مصداقيتها، وضمان أهميتها لعقود. من أجل عالم أكثر أماناً، استقراراً، وعدلاً، مكان *المملكة العربية السعودية* في قلب مجلس الأمن.
رغيد الشمًّاع
* سفير سابق لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف وكافة المنظمات الدولية الأخرى في سويسرا
*مُطلِق البرنامج الحكومي الإصلاحي الشعب يريد!