
المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة ووفد دبلوماسي رفيع في مركز “عامل” في صور
استقبل الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية برفقة المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ليلى باقر، وفدًا ديبلوماسيًا رفيع المستوى من عدة سفارات أوروبية، في مركز عامل الصحي التنموي الاجتماعي في مدينة صور – جنوب لبنان، تلبية لدعوة صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يدعم مهمة عامل في مناطق عدّة. وقد جاءت الزيارة تأكيدًا على أهمية التضامن الدولي مع لبنان ومجتمعاته المضيفة والمتضررة جراء الحرب والتهجير، وذلك بحضور عضو الهيئة الإدارية الدكتور درويش شغري، ومسؤولة المركز منى شاكر، ومسؤولة برامج تمكين المرأة وحماية الطفل لمى عجروش، وفريق من المؤسسة.
وضمّ الوفد كلاً من: السفيرة الفنلندية آن مسكينين، مسؤولة قسم التنمية في السفارة الألمانية أوتا سيمون، رئيس البعثة في السفارة النرويجية ريدون بوجي، السكرتير الأول في السفارة الإسبانية دييغو كوبو، السكرتيرة الأولى في السفارة السويدية الدكتورة سارة ثومسون، مسؤولة البعثة الدبلوماسية في السفارة السويسرية لين كالدير، بالإضافة إلى ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أنانديتا فيلبوس، وباميلا ديكاميو، وماغي غام، وهبة قشور، وأناستازيا الحاج من UNFPA.
وقد شملت الزيارة جولة ميدانية إلى أحد مراكز الإيواء التي تدعمها مؤسسة عامل الدولية، وتنفّذ فيها برنامجًا بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وجهات أوروبية وبإشراف بلدية صور، حيث اطّلع الوفد على أوضاع العائلات المهجّرة، واستمع إلى شهادات حيّة من متضررين وفاعلين محليين. فجنوب لبنان لم يشهد حتى اليوم عملية تعافٍ فعالة بعد الحرب المدمّرة، ما يزيد من هشاشة السكان، ويستدعي تضافر الجهود لصون حقوقهم وكرامتهم.
كما شملت الزيارة مركز عامل الصحي التنموي في صور، الذي بقي مشرّع الأبواب رغم القصف المستمر بقيادة مسؤولة المركز منى شاكر، وتعرّض لأضرار مباشرة أسفرت عن تدمير جزء من المبنى وعيادته النقالة. إلا أن المؤسسة سارعت إلى إعادة تأهيله، مدفوعة بحجم الحاجة الملحة، وإيمانًا منها بأن العمل الإنساني لا يعرف التوقف، لا في الحرب ولا في السلم.
وفي كلمة ألقاها أمام الوفد، رحّب الدكتور مهنا بالضيوف، مثمّنًا دعمهم المستمر، خصوصاً صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي تجمعه بعامل شراكة تاريخية ورؤية مشتركة فيما يتعلق بحماية وتمكين النساء والفتيات، ومؤكدًا أن: “مؤسسة عامل ليست مجرد منظمة إنسانية تعمل ضمن حدود جغرافية، بل هي حركة تغيير تهدف إلى تحرير الإنسان من كل أشكال التبعية. تأسست من رحم الحرب والاجتياح. وهي تعمل لجميع الناس، وتسعى إلى بناء مجتمع العدالة والمواطنة، حيث يعيش الإنسان بكرامة واستقلالية.”
وأشار إلى أن المؤسسة اليوم تعمل من خلال 40 مركزًا و23 عيادة نقالة في مختلف المناطق اللبنانية، عبر 2300 عامل ومتطوع، ملتزمين جميعًا بقيم حقوق الإنسان، ويعملون بالتنسيق مع الوزارات الشريكة والجهات الدولية لتقديم الرعاية والخدمات، في وقت وصل فيه الفقر في لبنان إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف الدكتور مهنا: “إن الشراكات التي تجمع مؤسسة عامل بالأمم المتحدة والدول الأوروبية ليست مجرد شراكات تمويلية، بل تحالفات قيمية وأخلاقية تُسخَّر لخدمة الفئات الشعبية الأكثر تهميشًا، وتشكّل إحدى الركائز التي نرتكز عليها لبناء عالم أكثر عدالة وإنسانية.”
وأوضح أن مؤسسة عامل أنجزت حتى اليوم تأهيل غالبية المراكز الـ14 المتضررة من الحرب، فيما لا تزال فرقها الميدانية في صور وسواها تواصل العمل دون توقف، انطلاقًا من قناعة المؤسسة بواجبها في الوقوف إلى جانب الإنسان بكافة الوسائل المتاحة. كما سلّط الضوء على البرامج التي تنفذها المؤسسة لحماية الناس وتمكين الأطفال والنساء، من خلال التعليم، والدعم النفسي، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، مؤكدًا أن هذه البرامج تُشكّل: “ركيزة أساسية لمواجهة الأزمات وبناء صمود مجتمعي حقيقي.” وختم الدكتور مهنا حديثه بالتأكيد على أهمية النموذج التضامني الذي شهدته العديد من المناطق اللبنانية، حيث استضاف المجتمع المحلي الآلاف من المهجرين، معتبرًا أن هذا النموذج هو: “اللبنة الأولى لبناء دولة مدنية، الإنسان فيها هو القيمة.” ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والمساهمة في إعادة بناء لبنان منارةً للشرق ومركزًا للإشعاع الفكري والإنساني.
من جهتها، عبّرت الدكتورة ليلى باقر وفريق صندوق الأمم المتحدة للسكان عن اعتزازهم بأثر البرامج التي يتم تنفيذها بالشراكة مع مؤسسة عامل، خصوصًا فيما يتعلق بتمكين المرأة، ومناصرة قضاياها، وتأمين وصولها الآمن والكريم إلى حقوقها وحمايتها. كما أثنت على التزام فريق “عامل” في خدمة الناس في جميع الظروف.
وقد أُلقيت كلمات من قبل عدد من السفراء وممثلي السفارات والجهات الدولية المشاركة، أثنوا فيها على العمل الذي تقوم به مؤسسة عامل، وعلى التزامها العميق بالكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، مؤكدين استمرار دعمهم لهذه المسيرة النضالية التي تمثّل ضمير العمل الإنساني في لبنان.